أخبار

بعد سبعة أشهر.. اللواء الثامن يفرج عن أشقاء من آل الكفري

تجمع أحرار حوران – وسام محمد

أفرج اللواء الثامن عن ثلاثة مدنيين من آل الكفري في بلدة المتاعية بعد سبعة أشهر من الاحتجاز في سجونه بمدينة بصرى الشام، شرقي درعا.

وقال مراسل “تجمع أحرار حوران” إن اللواء الثامن أفرج عن الأشقاء الثلاثة “وجيه سليمان الكفري”، “واصف سليمان الكفري”، “مؤيد سليمان الكفري” وقام بنقلهم من مكان احتجازهم في مدينة بصرى الشام، إلى مسقط رأسهم، بلدة المتاعية، مساء اليوم الإثنين 7 من آب.

وجاء الإفراج عن الأشقاء الثلاثة دون أي مقابل، على الرغم من توسط العديد من وجهاء المحافظة للإفراج عنهم في السابق دون أي استجابة من قبل قيادة اللواء الثامن.

قيادي في “اللواء الثامن” قال إنّ “الإفراج عن الأشقاء الثلاثة جاء كبادرة حسن نية ومن مبدأ عدم حبس الحريات والمعاملة بالمثل بأمل أن يقابل الإحسان بالإحسان والإكرام بالإكرام وأن يتم إطلاق الشاب مصطفى المقداد و إنهاء الخلاف الحاصل بصلح أهلي و عشائري يشرف عليه وجهاء و أعيان حوران قاطبةً”.

صورة تظهر الأشقاء الثلاثة “وجيه”، “واصف”، “مؤيد” بعد الإفراج عنهم من قبل اللواء الثامن 7/8/2023

وكان اللواء الثامن داهم المتاعية في الخامس من كانون الثاني/يناير من العام الجاري واختطف خمسة أشخاص من عائلة “الكفري” من منازلهم وهم: “وجيه سليمان الكفري”، “واصف سليمان الكفري”، “مؤيد سليمان الكفري” وأبناء وجيه “سليمان وجيه الكفري” و “محمد وجيه الكفري”.

وقال مراسل “تجمع أحرار حوران” حينها إن “وجيه الكفري” (52 عامًا) حاول منع عناصر اللواء الثامن من اقتحام منزله بعد أن رفض تسليم نفسه، لكن عناصر اللواء أطلقوا النار عليه بشكل مباشر ما أدى لإصابته في قدمه وكتفه، أدى ذلك لضياع عظمي شديد حوالي 6 سم بعد خضوعه لعدة عمليات جراحية في مشفى بصرى الشام وسط حراسة مشددة عليه من قبل عناصر اللواء.

وجاءت عملية اختطاف الأشخاص الخمسة على خلفية قيام الشيخ “محمد سليمان الكفري” (أبو ثابت) بتقديم دعوى قضائية بحق عنصر سابق من اللواء الثامن يدعى “مصطفى محمد المقداد” (23 عامًا) كان محتجزاً لصالح محكمة مدينة اعزاز الخاضعة لسيطرة فصائل المعارضة في ريف حلب، خلال محاولته الخروج إلى تركيا.

والدعوى القضائية التي رفعها “الكفري” بحق عنصر اللواء الثامن كانت بعد أحداث المتاعية في تمّوز 2021 والتي قام فيها اللواء بانتهاكات جسيمة في البلدة، من بينها مقتل الشاب “جعفر سليمان الكفري”، شقيق أبو ثابت، الذي خرج بعد ثلاثة أيام من سجن اللواء الثامن في بصرى الشام إلى المشفى مقتولاً تحت الضرب والتعذيب.

حادثة الاختطاف

في 14 كانون الأول/ديسمبر 2022 أصدرت محكمة مدينة اعزاز حكماً بالإعدام “مع وقف التنفيذ” على مصطفى المقداد بذريعة انتسابه للعدو، أي النظام وحليفه الروسي، وعمله ضمن أمنية سجن العقاب في بصرى الشام.

معلومات حصل عليها تجمع أحرار حوران بأن قادة اللواء الثامن تواصلوا مع شقيق المعتقلين وطالبوه بإسقاط الدعوى القضائية لكن الكفري طالبهم بدفع مبلغ 45 ألف دولار ديّة لأبناء شقيقه جعفر الذي قضى خلال عملية الاقتحام التي جرت في تموز 2021 مقابل إسقاطه الحق الشخصي عن المقداد.

اللواء الثامن لم يستجب لمطالب الكفري، وكان ردّه باقتحام المتاعية في الخامس من كانون الثاني/يناير من العام الجاري واعتقال 3 من أشقائه واثنين من أبناء أحد أشقائه.

حاولت لجان من وجهاء محافظة درعا حل الخلاف الحاصل بين عائلة الكفري واللواء الثامن دون التوصّل لأي حل بين الطرفين.

تنازل شقيق المعتقلين عن الدعوى القضائية في محاولة منه لإطلاق سلاح أشقائه، وقبلت محكمة اعزاز نقضه وأُلغي حكم الإعدام، وعادت قضية المقداد إلى قاضي الجنايات لإعادة الحكم عليه من جديد.

في 23 آذار/مارس الفائت أطلق اللواء الثامن سراح أبناء وجيه الكفري الاثنين، وهما سليمان الكفري ومحمد الكفري، في حين بقي والدهم وجيه وأشقائه واصف ومؤيد قيد الاحتجاز.

معلومات حصل عليها تجمع أحرار حوران محاولة وسعي شقيق المعتقلين مع كوادر ثورية في الشمال السوري إطلاق سراح مصطفى المقداد بعد اجتماعهم مع النائب العام في محكمة اعزاز الذي طالبهم بنقل القضية إلى وزير الدفاع في الحكومة المؤقتة.

وقبل شهرين التقى الكفري برفقة وفد من أهالي حوران مع وزير الدفاع وطالبوا بإطلاق سراح مصطفى والمبادلة عليه بالأشقاء الثلاثة، ووعد وزير الدفاع بمتابعة القضية، لكن لم يتم التوصّل لأي نتيجة بعد ذلك.

ردّت المحكمة على الوفد في آخر اجتماع أن الأمر متروك عند قاضي الجنايات بسبب أن هناك حق عام.

بداية التوتر بين آل الكفري واللواء الثامن

القصة بدأت بعد مقتل عبدالرحمن المتوالي على يد عنصر من اللواء الثامن “مأمون طويرش” في بلدة الجيزة.

وبعد الوفاة سلّم القاتل -مأمون طويرش- نفسه للواء الثامن، وبقي في محتجز لدى الفيلق قرابة الشهر، حيث جرى خلال تلك الفترة اتفاق صلح بين عائلتي المتوالي وطويرش تم الاتفاق خلاله على دفع ديّة قدرها 35 مليون ليرة، وعليه أُخلي سبيل طويرش وتم إيداعه لدى أحد الأشخاص في الجيزة.

وبحسب مصدر لتجمع أحرار حوران فإن عائلة القتيل اتفقت مع بعض الأهالي في البلدة على تسليم القاتل لفرع الأمن الجنائي في درعا، السبب الذي دفع طويرش للهرب إلى بلدة المتاعية في صباح 27 حزيران/يونيو الفائت، وطلب الحماية من “فاضل الشكري” أحد أهالي بلدة المتاعية، ليبقى عنده مدّة ثلاثة أيام ثم يغادر المنطقة.

وفي السابع من تموز/يوليو 2021 داهمت مجموعة يتزعمها القيادي في اللواء الثامن، طلال الشقران، بلدة المتاعية بحثاً عن طويرش، وخلال عمليات التفتيش قامت المجموعة باعتقال عدة أشخاص من أبناء القرية حاولوا منعهم من دخول المنزل الذي لم يكن فيه غير النساء والأطفال، ثم جرى إطلاق نار من قبل عناصر اللواء لترهيب الناس ومنعهم من التجمّع.

بعد ذلك اشتبكت جهة مجهولة مع مجموعة اللواء الثامن بالأسلحة الخفيفة، نتج عنها مقتل الشقران وعنصر من اللواء الثامن يدعى محمد المحيلان، وإصابة كل من القيادي عبدالله النجم والعنصر رسمي أبو نهاد.

فقامت مجموعة اللواء الثامن بالانسحاب الفوري من البلدة ثم عادت بعد ساعتين بقوة كبيرة جداً اقتحمت البلدة من كل مداخلها باستخدام الرشاشات الثقيلة دون مقاومة تم تمشيط البلدة.

وأقدم عناصر اللواء الثامن على تفجير ثلاثة منازل وحرق خمسة منازل أخرى مع عمليات سلب ونهب وانتهاكات بحق الأهالي واعتقال 43 شابًا من أبناء البلدة بينهم جعفر الكفري الذي خرج بعد ثلاثة أيام من سجن اللواء الثامن في بصرى الشام إلى المشفى مقتولاً تحت الضرب والتعذيب وتم تسليمه لذويه في مشفى درعا الوطني.

يذكر أن اللواء الثامن قد مارس العديد من الانتهاكات بحق المدنيين منذ تشكيله بدعم روسي منتصف العام 2018 بعد توقيع اتفاق التسوية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى