تقاريرتقارير حقوقية

التقرير الإحصائي الشامل للانتهاكات في محافظة درعا خلال شهر شباط/فبراير 2021

تجمع أحرار حوران – فريق التحرير

شهد شهر شباط/فبراير 2021 ارتفاعًا ملحوظًا في عمليات الاعتقال بحق أبناء محافظة درعا، مقارنة بالشهر الذي سبقه، في وقتٍ تستمر فيه عمليات الاغتيال في المحافظة، وسط فوضى أمنيّة مستمرّة ازدادت وتيرتها منذ عقد اتفاق التسوية بين نظام الأسد وفصائل المعارضة برعاية روسيّة في تموز 2018.

الاخفاء القسري:
وثق مكتب توثيق الانتهاكات في تجمع أحرار حوران، خلال شهر شباط، 24 حالة اعتقال، بينهم طفل، نفذتها قوات الأسد بحق أبناء محافظة درعا، أُفرج عن 4 منهم خلال الشهر ذاته.

ويشير المحامي عاصم الزعبي، مدير مكتب توثيق الانتهاكات في تجمع أحرار حوران، إلى أن أعداد المعتقلين تعتبر أكبر من الرقم الموثق لدى المكتب، نظراً لامتناع أعداد من أهالي المعتقلين بدرعا عن الإدلاء بمعلومات عن أبنائهم لتخوّفات أمنيّة وذلك بسبب القبضة الأمنية التي تُحكمها الأجهزة الأمنية التابعة للنظام في المحافظة، حيث تجري عملية تدقيق المعتقلين بشكل مستمر.

ووثق المكتب 5 حالات اختطاف خلال شهر شباط في محافظة درعا، لأربعة مدنيين وعسكري ينحدرون من محافظة السويداء، أُفرج عن العسكري فيما لايزال مصير الأربعة مجهولاً حتى ساعة إعداد التقرير، وجاء ذلك على خلفية اختطاف شاب من أبناء محافظة درعا خلال تواجده في السويداء خلال الشهر ذاته.

ولاتزال قوات الأسد تعزز حواجزها في مختلف الموقع بالمحافظة، حيث رصد التجمع قيام قوات الأسد تدشيم حواجز جديدة بين مدن وبلدات، ما يعني تقطيع أوصال المناطق عن بعضها البعض وتضييق الخناق بشكل أكبر على الأهالي، وسجّل التجمع أكثر من 5 عمليات دهم لمنازل مدنيين بغية اعتقالهم، في كل من مدينة الحارّة وبلدتي كفر ناسج وكفر شمس.

اقرأ أيضًا.. التقرير الإحصائي الشامل للانتهاكات في محافظة درعا خلال شهر كانون الثاني/يناير 2021
اقرأ أيضًا.. تقرير حقوقي: حصاد الموت في درعا 2020

القتلى:
سجّل تجمع أحرار حوران خلال شهر شباط مقتل 33 شخصاً بينهم سيدة وطفل في محافظة درعا، بالإضافة لشخصين من أبناء محافظة درعا قُتلا خارجها.

وفي التفاصيل.. أحصى مكتب التوثيق مقتل أربعة أشخاص تحت التعذيب في مراكز احتجاز تابعة لنظام الأسد، من بينهم اثنين اعتقلا عقب إجرائهم التسوية، ومقتل شخصان بينهما طفل نتيجة انفجار ألغام أرضية من مخلفات قوات الأسد.

في ملف الجنايات: سجل مقتل ستة أشخاص، ثلاثة من بينهم سيدة قتلوا برصاص عشوائي طائش خلال اشتباكات مسلّحة “خلافات عشائرية”، واثنين منهم خلال محاولة لصوص سرقة ما بحوزتهم من أموال، وواحد بعملية خنق.

وسجّل المكتب مقتل 3 من قوات الأسد في محافظة درعا على النحو: ضابط برتبة “ملازم” ومجندين اثنين في صفوف قوات الأسد، في حين قُتل مجندان من أبناء محافظة درعا خارج المحافظة بعد سوقهما إلى الخدمة الإلزامية في صفوف قوات الأسد عقب التسوية.

وحول عمليات الاغتيال في المحافظة، فقد تمكن المكتب من توثيق 30 عملية ومحاولة اغتيال أسفرت عن مقتل 18 شخصًا وإصابة 12 بجروح متفاوتة، ونجاة 6 آخرين من محاولات الاغتيال.

ووفق مكتب التوثيق فإنّ 10 مدنيين قضوا جراء عمليات الاغتيال من بينهم 3 متّهمون بالعمل لصالح الأجهزة الأمنية التابعة للنظام، في حين سجّل المكتب مقتل 8 عناصر سابقين في فصائل المعارضة بينهم قيادي، من بينهم 3 لم ينخرطوا ضمن تشكيلات عسكرية تابعة عقب دخول المحافظة بـ”اتفاق التسوية”، ومن بينهم عنصرين انضويا عقب التسوية في صفوف اللواء الثامن المدعوم من قبل روسيا.

اقرأ أيضًا.. من المسؤول عن الاغتيالات في درعا؟
اقرأ أيضًا.. كيف اغتال نظام الأسد قادة درعا؟

وبحسب المكتب فإنّ معظم عمليات ومحاولات الاغتيال التي تم توثيقها في شهر شباط جرت بواسطة “إطلاق النار” بأسلحة رشاشة روسية من نوع “كلاشنكوف”، بينما سجلت 4 عمليات بواسطة “عبوة ناسفة”.

ولم تتبنَ أيّ جهة مسؤوليتها عن معظم عمليات الاغتيال التي حدثت في محافظة درعا، خلال شهر شباط المنصرم، في حين يتهم أهالي وناشطو المحافظة الأجهزة الأمنية التابعة للنظام والميليشيات الموالية لها من خلال تجنيدها لمليشيات محلّية من أبناء المحافظة نفسها، بالوقوف خلف كثير من عمليات الاغتيال التي تحدث في المنطقة والتي تطال في غالب الأحيان معارضين للنظام ومشروع التمدد الإيراني في المنطقة، ويُراد منها إيقاع أبناء المحافظة ببعضهم البعض.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى