تقاريرتقارير ميدانيةتقارير وقصص إنسانية

حيط اليرموك تحت وطأة حصار الموت لـ 76 يوماً من قبل تنظيم داعش

تجمع أحرار حوران – يوسف المصلح

تقع بلدة حيط في حوض اليرموك، يحيط بها الوادي من ثلاث جهات. تحدها سحم الجولان ووادي جلين من جهتي الشرق والشمال ومن الجنوب والغرب وادي اليرموك.

يعيش أهالي بلدة حيط حصاراً جائراً وغير إنساني فرضه ما يسمى “جيش خالد” المبايع لتنظيم “داعش” وسط حالات من الرعب سيطرت على الأهالي بعد عدة محاولات لاقتحام البلدة.

إلا أن ثوار البلدة التي لا يتجاوز عدد سكانها الـ 5000 نسمة استطاعوا بكل بسالة إفشال تلك المحاولات المتكررة ليعود هذا التنظيم من جديد و يطبق حصاراً خانقاً بحق أهالي هذه البلدة.

حيث بدأت عناصر التنظيم حصارها بقطع مياه الشرب عن البلدة من موردها الرئيسي في بلدة سحم مما أجبر المدنيين على قطع مسافة تقدر بـ 7 كيلو مترات مشياً على الأقدام في أراضٍ وعرة ليصلوا إلى وادي اليرموك ويعودوا ببعض المياه الغير صالحة للشرب ليسدوا بها ظمأ طفل صغير ورمق عجوز أنهكه العطش ما سبب ذلك بظهور عدة حالات مرضية معوية بين أهالي البلدة وخاصة الأطفال منهم بسبب عدم مقاومة أجسادهم الضعيفة لمثل هذا التلوث الناتج عن شربهم المياه الغير الصالحة للشرب.

وما فاقم الأمور سوءً وتعقيداً هو قيام هذا التنظيم بمنع مرور المواد الأساسية الغذائية منها والخدمية بشكل خاص مثل الأدوية وحليب الأطفال في ظل عدم وجود أي مراكز صحية أو نقاط طبية في البلدة باستثناء نقطة واحدة تفتقر لأبسط الخدمات الطبية والإسعافية.

هذا وتُعتبر بلدة حيط بسبب طبيعة الأرض والمناخ فيها من أهم البلدات ذات الطبيعة الزراعية الخصبة، حيث يعتمد أهلها على الزراعة الباكورية التي يغطي قسماً منها السوق المحلية وتعتبر مورداً اقتصادياً أساسيا لدخلهم.

إلا أن هذا الحصار الظالم امتد أيضاً ليطال المزروعات ويلحق بها خسائر كبيرة بسبب عدم تمكن الأهالي من جني محاصيلهم وخيرات بلدتهم لتتضاعف بالتالي معاناتهم، مما تسبب بخسائر مادية كبيرة زادت من معاناتهم.

ونظراً لهذا الواقع السيئ والخطير الذي يهدد البلدة وأهلها وسط غياب إعلام حقيقي يحمل المسؤولية ويسلط الضوء على هذا الواقع المر تبدو حيط أمام كارثة إنسانية حقيقية قد يصعب تداركها لاحقاً أو التكهن بنتائجها الخطيرة إذا ما بقيت البلدة مقطوعة عن العالم الخارجي ومغيبة إعلامياً في ظل هجمة شرسة يحاول عناصر التنظيم من خلالها القضاء على ما تبقى من معالم الحياة فيها وذلك من خلال قصفهم البلدة واتباعهم سياسة التجويع بحق أهلها في نية لاخضاعهم والسيطرة على البلدة لزيادة رقعة نفوذهم وفرض عقيدتهم المتطرفة التي تسيئ للثورة السورية وتطعنها من الخلف ..!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى