أخبار

عمليات خطف جديدة “بلا ضجّة” في درعا..!

تجمع أحرار حوران – عامر الحوراني

“يُختطف شاب علنًا في درعا البلد ويُسجن ويُعذّب دون أن يحرك وجهاء المنطقة ساكناً في سبيل إنقاذه”.. هذا ما جاء في منشور شديد اللهجة لأحد أبناء درعا البلد عبر فيسبوك، يُظهر استياءه من أداء اللجان المركزية والوجهاء تجاه عملية اختطاف الشاب “جهاد ياسين عيّاش” الذي لم يحظَ بالتغطية الإعلامية والاحتجاجات لأجله كغيره ممن اختُطف سابقًا بينما الفاعل معروفًا للجميع وفق صاحب المنشور.

ووفق مراسل “تجمع أحرار حوران” فُقد العياش “ذو 35 ربيعًا” والذي عمل قبل التسوية في فصائل الجيش الحر، منتصف ليلة الأحد الفائت 23 آب/أغسطس، بعد خروجه من منزل صديقه في حي المنشية بدرعا البلد مع سيارته التي يعمل عليها كسائق “تاكسي أجرة” حين كان متوجهًا نحو منزله، ويطالب أصدقاء العيّاش فعاليات مدينة درعا بالاحتجاج والسعي لإطلاق سراحه “وإلّا فإن الجميع سيكون مسؤولًا إن أصابه شيئًا”.

وبينما يوضح أصدقاء وأبناء ذات مسقط رأس العيّاش إلى أن المسؤول عن اختطافه معروف، في إشارة إلى متزعم أحد المجموعات المحليّة التابعة لفرع الأمن العسكري “مصطفى قاسم المسالمة” (الكسم) الذي يتخذ من حي المنشية مقرًا لمجموعته، وهو المتهم بالكثير من عمليات الخطف والاغتيال التي نفذّت بحق أبناء درعا البلد لصالح فرع الأمن العسكري منذ أن أجرى التسوية مع مجموعة من أبناء المدينة وأصبح يستخدمهم النظام لإشعال فتيل الفتنة فيها.

وفي معلومات خاصّة حصل عليها “تجمع أحرار حوران” تُفيد بأنّ المدعو “سامر عمران” محقق في الأمن العسكري، يتخذ من بناء قرب البانوراما بدرعا المحطة مقرّاً له، يتسلّم في مقرّه بين الحين والآخر شبّاناً لم ينخرطوا في صفوف تشكيلات النظام العسكرية حيث يجري اختطافهم من قبل الميليشيات المحليّة التابعة للأمن العسكري في المنطقة، كمجموعة “مصطفى المسالمة” (الكسم) و مجموعة “شادي بجبوج” (العو).

اقرأ أيضًا.. محاولة اختطاف طالبتي جامعة بدرعا.. تفاصيل خطيرة!

وقبل حادثة اختطاف العيّاش بيوم، تعرّض المدني “خالد جمال السموري” ابن قرية جملة، للاختطاف على طريق بلدتي الشجرة – سحم الجولان بريف درعا الغربي، بكمين مسلّح أثناء توجهه لبلدة تسيل، ليلة السبت 22 من آب، لجلب خلايا النحل الخاصة به، التي سرقت سابقًا، عقب أن تلقى إخبارية بمكانها، من اتصال مجهول تلقّاه.

وفي طفس غربي درعا، أقدم مجهولون على اقتحام منزل امرأة وقاموا باختطافها في 17 آب الجاري، ما أدى لاستنفار شبان المدينة للبحث عن الامرأة دون التوصّل له حتى الآن.

وفي الريف الشرقي، ما زال مصير “الخمسيني”محمود موسى السراحين”، ابن بلدة الغارية الشرقية، مجهولًا، منذ انقطاع الاتصال به يوم السبت 15 آب، بعد خروجه من منزله في بلدته متجهًا نحو بلدة المسيفرة القريبة منها، ليتبيّن لاحقًا أنّه اختُطف من قبل مسلّحين مجهولين وذلك عقب أن اتصلوا بذويه يطالبونهم بفدية مالية كبيرة مقابل إطلاق سراحه.

اقرأ أيضاً.. عامان على “التسوية”.. الموت على قيد الحياة في درعا

وتمرّ حادثة اختطاف السراحين كغيرها من حوادث الاختطاف الكثيفة في محافظة درعا دون ملاحقة أمنيّة والتي ستؤدي لازديادها مع الوقت في حال لم يقبض على أي من هذه العصابات وبقيت تفاوض كما يحلو لها وتجني آلاف الدولارات من خلال هذه العمليات، إذ علم “تجمع أحرار حوران” أن ذوي السراحين ما زالوا يفاوضون خاطفيه وقد يضطروا لدفع آلاف الدولارات مقابل الإفراج عنه.

ومع غياب الرادع الأمني والملاحقة الأمنيّة الخجولة لمرتكبي مثل هذه العمليات التي يُعتبر النظام أكبر مسؤول عن انتشارها منذ سيطرته على محافظة درعا في تموز 2018، يبقى السؤال الأبرز يتكرر حول موقف لجنة خلية الأزمة في مدينة درعا تجاه المجموعات المحليّة العاملة لصالح أفرع نظام الأسد والتي تستمر بخطف واغتيال أبناء المدينة، لكن يبدو أننا لن نحصل على جواب له في وضع سيء تعيشه البلد ولجانها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى