مبادرة “أنوار حوران”.. إنارة درعا بالطاقة الشمسية بدعم شعبي ورسمي

تجمع أحرار حوران – أيمن أبو نقطة
أطلق ناشطون في محافظة درعا مبادرة تحت اسم “أنوار حوران” تهدف إلى إنارة شوارع المحافظة باستخدام الطاقة الشمسية، في ظل الانقطاع الطويل للكهرباء، والظروف الخدمية الصعبة التي تعيشها المنطقة.
وتقوم المبادرة، التي أطلقها ناشطون محليون، على تركيب ألفي جهاز إنارة يعمل بالطاقة البديلة المستدامة، بتمويل شعبي وتنسيق مباشر ومتابعة من قبل مكتب المحافظ ومجلس مدينة درعا، ضمن ما وصفه القائمون عليها بأنه “فزعة أهلية” لتلبية حاجة ملحّة.
ويحتوي الجهاز الواحد على لمبة الإنارة ووحدة الطاقة الشمسية، وتصل تكلفته إلى 100 دولار أمريكي.
أيمن الزعبي، أحد إداريي الحملة، قال لتجمع أحرار حوران إن الجهات الرسمية ستتكفل بتأمين الأعمدة وتجهيزها وتنفيذ المشروع بشكل كامل، في حين سيتم جمع التمويل الشعبي لتغطية تكاليف أجهزة الإنارة.
وأوضح الزعبي أن باب التبرعات مفتوح بجميع العملات، مشيرًا إلى أن “تحويل الأموال سيتم مباشرة إلى مجلس مدينة درعا، ضمن صندوق خاص تم تخصيصه لهذا المشروع”، مضيفًا أن “المبالغ التي ستُجمع ستكون معلنة وشفافة، ولن تُصرف إلا في إطار هذا المشروع”.
من جهته، قال المهندس محمد عياش، رئيس مجلس مدينة درعا لتجمع أحرار حوران إن مجالس المدن والبلديات ستكون الجهة المشرفة على تنفيذ المشروع في جميع مراحله، وستقدّم الدعم الممكن وفق الإمكانيات المتاحة، إلى جانب تسهيل الإجراءات اللازمة لإنجازه على أرض الواقع”.
وأضاف عياش أن نجاح المبادرة مسؤولية جماعية، ويقع على عاتق الجميع المساهمة في حشد أكبر قدر ممكن من الدعم لإنجاح هذا المشروع الحيوي، مشيرًا إلى أن تحديد تكلفة الأعمدة تم بناءً على دراسات فنية دقيقة أعدها مختصون في مجال الطاقة البديلة.
وأوضح أن تحقيق أهداف المشروع يتطلب تعزيز التعاون بين المجتمع المحلي ومؤسسات الدولة، بما يضمن تضافر الجهود وتذليل العقبات التي قد تعترض التنفيذ، مشددًا على أن “إشراك المجتمع في مختلف مراحل المشروع يعزز من فرص نجاحه واستدامته على المدى الطويل”.
“المبادرة ستُعيد الحياة إلى شوارع درعا ليلًا، خاصة في ظل الظلام الدامس الناتج عن انقطاع الكهرباء، إذ أن وجود الإنارة سيحد من عمليات السطو المسلح، ويُسهم في تقليل المخاطر الأمنية وحوادث السيارات وحوادث الدهس وخصوصًا للأطفال في الأحياء السكنية” بحسب الزعبي.
وأضاف أيضًا “اللجوء إلى الطاقة البديلة سيخفف من الضغط على الشبكة الكهربائية العامة، وهو ما سينعكس إيجابًا على زيادة ساعات تغذية المنازل بالكهرباء”.
وأكد الزعبي أن المشروع لن يقتصر على مدينة درعا وحدها، بل سيشمل كافة مناطق حوران، مع إعطاء الأولوية للقرى التي لا يوجد فيها مغتربون، وللمدن المهجرة التي فارقها أهلها قسرًا خلال السنوات الماضية.
ويأمل القائمون على مبادرة “أنوار حوران” أن يلقى المشروع تجاوبًا واسعًا من أبناء حوران في الداخل والشتات، ومن رجال الأعمال الذين شكّلوا على الدوام داعمًا رئيسيًا للمشاريع التنموية في المنطقة.
ويعوّل المنظمون على هذا الدعم لإنجاح المبادرة، وجعل حوران رائدة في مجال استخدام الطاقة البديلة، ومثالًا يحتذى به أمام بقية المحافظات.