غموض يخيم على مصير قارب يقل عشرات السوريين في ليبيا
تجمع أحرار حوران – وسام محمد
يستمر اختفاء نحو 33 شخصًا من طالبي اللجوء في ليبيا، لليوم السابع والثلاثين على التوالي، غالبتهم من السوريين، بعد تعرض قارب للفقدان قرب السواحل الليبية، وسط مخاوف لدى ذوي المفقودين حول مصير أبنائهم بعد انقطاع أخبارهم بشكل كامل.
القارب الذي انطلق من ميناء الخمس الليبي في الساعة العاشرة مساءً في 31 تشرين الأول الماضي، متوجهاً إلى إيطاليا، ثم اختفى بعد ساعتين من مغادرته الميناء.
تواصل العديد من أهالي المفقودين مع تجمع أحرار حوران ليكشفوا مزيداً من التفاصيل حول اختفاء القارب، الذي يقل العشرات من أبناء محافظة درعا، جنوبي سوريا.
أبو محمد، أحد ذوي المفقودين قال لتجمع أحرار حوران إن المسؤول الأول عن اختفاء القارب هو المدعو “مرعي محمد المرغاني”، ليبي الجنسية، لقبه “الحجي وليد”، إضافة لمندوبين اثنين هما “عمار جهاد العمارين” و “فرزات الرفاعي” (أبو رعد) المنحدرين من مدينة نوى غربي درعا ويقيمان في ليبيا، وشخص آخر يدعى المهرب علي من ليبيا، ومندوبهم في سوريا “أنس عبد النور أبازيد” وهو الشخص المكلّف بجمع الأموال من الأهالي ويرسلها إلى المهرّب الليبي.
وأضاف أبو محمد أنه توصّل لمعلومات تُفيد بوجود ركاب القارب في إحدى السجون السرية في ليبيا، مشيرًا إلى أن هناك مفاوضات تجري مع العديد من أهالي المفقودين مقابل دفع مبلغ قدره 5000 دولار أمريكي لقاء الإفراج عن الشخص الواحد، في ظل انعدام التواصل التام بين المفقودين وأهاليهم لليوم السابع والثلاثين على التوالي.
وأضاف أبو محمد أن المهرّب الليبي “المرغاني” يتعاون مع أشخاص يعملون في خفر السواحل الليبي بالإضافة لضابط مسؤول عن أحد السجون في ليبيا بهدف إخفاء الركاب في سجون سرية للحصول على مبالغ مالية باهظة من ذوي المفقودين.
وناشد أبو محمد السلطات الليبية والمنظمات الدولية التابعة للأمم المتحدة للتدخل العاجل والكشف عن مصير المفقودين والعمل على إطلاق سراحهم من السجون في ليبيا، مبيناً الحالة الصحية السيئة لذوي المفقودين بعد مرور أكثر من شهر على فقدانهم دون التوصل أي معلومة عنهم.
وحصل تجمع أحرار حوران على قائمة لعشرات الشبان ممكن كانوا على متن القارب، وهم: أحمد الخالد، حسين الداهوك، مجد سامر الجاد، محمد قاسم الخبي، محمد رافع زطيمة، أحمد أبو خروب، حيدرة عبدالمنعم، محمد عوض، معتز عاطف حسن، حمزة محمد حسن، محمد بهاء مروان الكور، صقر الكور، راسم محمد السلام، إسماعيل عصام البريدي، محمد الغزاوي، محمد السيد، أحمد ثائر الصماد، إبراهيم عز الدين، جبر الفالوجي، وائل جاد المولى الجلم، وسام الجباوي، وائل المتعب، مهدي الرمضان.
وسبق أن كشف مصدر لتجمع أحرار حوران أن المهرب مرعي المرغاني والمدعو عمار العمارين والمهرب علي من ليبيا نشروا قائمة أسماء الركاب على أنهم وصلوا إلى سواحل إيطاليا في 3 تشرين الثاني لكنّهم قاموا بحذف المنشور بعد عدة ساعات من نشره وأخبروا ذوي الركاب بأنه ألقي القبض عليهم ونقلوا إلى السجون الليبية.
وتابع المصدر، بعد عدة أيام من قيام الأهالي بالتواصل مع عدة سجون في ليبيا التي يتم فيها توقيف طالبي اللجوء، لم يعثروا على أي شخص من ركاب القارب، مشيراً إلى أن القارب كان يقل نحو 10 أشخاص من أبناء مدينة نوى غربي درعا.
وفي الـ 10 من تشرين الثاني أخبر المسؤولون عن القارب، وهم المهرب الحاج وليد والمندوب عمار العمارين، بعض أهالي الركاب أنه جرى اختطافهم من قبل ميليشيات في البحر وأنهم يحاولون التواصل مع هذه الميليشيات دون جدوى.
ويدفع الواقع الأمني المتردي في محافظة درعا عشرات الشبان إلى الهروب نتيجة لتصاعد عمليات الاغتيال والخطف والاعتقال التي تشرف جزء كبير عليها فروع النظام السوري الأمنية، وهرباً من الخدمة العسكرية في صفوف جيش النظام، إضافة إلى الأوضاع الاقتصادية السيئة في مناطق سيطرة النظام.