أخبار

إجازة بلا أجر.. حل يلجأ إليه موظفو التربية بدرعا

تجمع أحرار حوران – وسام محمد

يلجأ المعلمون في محافظة درعا إلى تقديم الإجازات في العمل لمدة تتراوح من شهر إلى سنة بدون أجر، وذلك هرباً من الواقع المعيشي الذي تشهده البلاد، والبحث عن فرص عمل يكون دخلها الشهري قادر على تلبية احتياجاتهم.

ووجد عدد كبير من المعلمين الحل في الحصول على إجازات أو تقديم الاستقالة واللجوء إلى أعمال لا تناسب شهاداتهم التعليمية، كالعمل في البقاليات وأعمال البناء.

مصدر في مديرية التربية قال لموقع “تجمع أحرار حوران” إن الإقبال على الإجازات في هذه السنة كان كبيراً جداً، حيث بدأ التقديم عليها من بداية حزيران الماضي وانتهت في منتصف شهر آب الجاري، وذلك لتبدأ الإجازة الفعلية مع بداية العام الدراسي، ليتفرغوا خلالها إلى أعمال أخرى يكون مردودها المالي أفضل من الأجور الحكومية.

وأوضح أن عدد من المعلمين قدّموا استقالات للتربية، إلا أنّ معظمها جاء مع عدم الموافقة.

من جانبه قال أحمد المحمد، أحد المدّرسين بدرعا إن الراتب الشهري الذي يتقاضاه قدره 150 ألف ليرة سورية وهو ما يعادل عشرة دولارات، لا يكفي ثمن شيء في المنزل كالغاز والخبز والسكر والرز وأدوية لأطفاله الثلاثة، بحسب وصفه.

وأضاف أنه تقدّم لإجازة بدون راتب لمدة عام من أجل أن تأمين الاحتياجات الأساسية لمنزله من خلال عمل آخر، مشيراً أن ذلك حال الكثير من موظفي التربية ولا سيما أن موظفي التربية وخاصة المعلمين لا يستطيعون تلقي الرشاوى كغيرهم من موظفي الدولة الآخرين.

“ببساطة بعد أن حصل عدد كبير جداً من المعلمين على إجازة بدون راتب، ربما لن يتواجد في المدارس من يعلم الطلاب رغم زيادة الرواتب التي لم تغير من الوضع المادي للمعلمين” بحسب أحمد المحمد.

بدورها، قالت إحدى المدّرسات لتجمع أحرار حوران، فضلّت عدم الكشف عن اسمها “لقد تقدمت بإجازة بدون راتب لمدة سنة لأن قيمة الراتب الشهري الذي أتقاضاه لا يعادل ترك منزلي وأولادي مدة خمس ساعات في اليوم، فضلاً عن معاناة التعليم والوقوف أمام التلاميذ كل هذه المدة، مقابل أجر شهري بخس”.

فالمتابع لحال الدوائر الحكومية يتبين له أن الموظف السوري في جميع الدوائر عدا المعلمين، يستطيع تعويض النقص في المرتب المعاشي الذي يتقاضاه من خلال الرشاوى التي يحصل عليها في وظيفته تحت مسمى “الحلوان أو ثمن فنجان قهوة” وهي ما تجعله قادراً على الاستمرار، وذلك بعد أن تساهل مسؤولو الدوائر في هذا الأمر، مقابل نسبة تصلهم إلى حد مكاتبهم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى