تقاريرتقارير ميدانية

لُقب بسفير حوران… قصة الطفل أحمد

تجمع أحرار حوران – معاً من أجل درعا

يتكرر اسم أحمد الملقب بـ “سفير حوران” بشكل شبه يومي على صفحات التواصل الاجتماعي، للسؤال عن ذويه وإخبارهم بمكان تواجده مجدداً بعد فقدانه لعدة أيام.

يخرج أحمد الطفل اليافع الذي يبلغ من العمر 12 عاماً، من بيته في ريف درعا الغربي يومياً ويذهب إلى مجتمع جديد قد يكون من وحي خياله، ظناً منه أنه يهرب إلى بيئة جديدة، بعد سلسلة كبيرة من الانتهاكات التي يتعرض لها يومياً من والده الذي تزوج بامرأة أخرى بعد اعتقال زوجته قبل عدة سنوات.

ولا يكتفي الأب بضرب ابنه، بل يطرده من المنزل ليتخلص منه، أو قد يكلفه ببعض الأعمال خارج المنزل متيقناً انه لن يعود إلى البيت بنفس اليوم، وبذلك يرتاح الأب و زوجته منه ليوم أو لعدة أيام حتى ينتشر اسم أحمد وصورته على مواقع التواصل الاجتماعي بنفس البلدة أو بالبلدات والقرى المجاورة لبلدته، وذلك بحسب أحد جيرانه.

وبدوره أوضح باحث اجتماعي من درعا، أن كمية الضرب التي يتعرض لها هذا الطفل يومياً من والده، وكمية الإهانات النفسية والجسدية، جعلته يرى في هروبه من المنزل الحل الأفضل مما سيدفعه إلى ارتكاب جرائم جنائية لكسب الأموال كالسرقة، حتى يعود إلى والده بها ظناً منه أنه سيرضيه.

اقرأ أيضاً.. “العنف المدرسي” ظاهرة مدمرة للأجيال

وتابع، الملفت للنظر في هذه القضية أن والده ورغم فقد ابنه بشكل يومي لا يكترث له أبدا وأصبح فقده حالة عادية بالنسبة له و للمجتمع الذي يعيش فيه، على الرغم من الكم الكبير من السخرية التي يتعرض لها الطفل في صفحات التواصل الاجتماعي، حين تتحدث عن هروبه إلى قرى وبلدات متنوعة، حتى أطلق عليه لقب “سفير حوران”.

حال أحمد ليس بعيداً عن حال أسامة (13 عاماً) من ريف درعا الغربي، وهو ابن لزوجة مطلقة وأب متزوج حيث اضطرته الظروف للعمل في مطعم قريب من البلدة، حيث يجتمع في حالته التفكك الأسري مع عمالة الأطفال والعنف الجسدي واللفظي.

وفي هذا السياق، أفاد أحد أهالي الحي الذي تسكن فيه هذه العائلة، أن أسامة يتعرض بشكل يومي للضرب من والده انتقاماً من والدته المطلقة التي تركت ابنها نتيجة لعنف الأب عليها وعلى طفلها وتزوجت في قرية مجاورة.

“هرب أسامة تاركاً بيته وعائلته، إلى مكان مجهول لتضج القرية بقصته بعد أن طال هروبه الى ما يقارب عشرة أيام”.

وأوضح المصدر، أنه بعد تعرف أحد الأشخاص عليه في قرية تسيل، قام بإخبار والده الذي استرجع ابنه فورا بعد إقناعه بالعودة إلى عمله لأنه يحمل عبء كبير من أعباء المنزل، ليعود والده لضربه مجدداً.

اقرأ أيضاً.. ما أسباب ارتفاع معدل الطلاق في درعا؟

وارتفعت في الآونة الأخيرة حالات الطلاق والعنف الأسري في درعا بشكل وصفه باحثون بالمقلق، حيث رأوا أن الأوضاع الأمنية والاقتصادية السيئة وانتشار المخدرات من أهم أسباب ارتفاعها.

وفي 16 نيسان الفائت، لقي الطفل “باسل العلي” حتفه تحت التعذيب الذي تعرض له مع اثنين من أشقائه على يد والدهم الرقيب في جيش النظام “علاء سعيد العلي”، في مدينة الصنمين شمالي درعا.

كما قتل في المدينة ذاتها، الطفل “محمد عبد الله ذياب” من ذوي الاحتياجات الخاصة نتيجة ضربه بأدوات صلبة على رأسه وبطنه، بعد أن قام بحبسه لعدة أيام متواصلة، حيث اعتاد على ضربه منذ أن كان عمره عامين.

اقرأ أيضاً.. صف ضابط بجيش النظام يقتل ابنه تحت التعذيب في ريف درعا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى