تقاريرتقارير ميدانية

بسبب الانشغال الروسي.. إيران تسابق الوقت في بسط نفوذها جنوب سوريا

تجمع أحرار حوران – راشد الحوراني

في زيارة هي الثانية منذ انطلاق الثورة السورية في آذار/مارس 2011، التقى رأس النظام السوري، بشار الأسد بمسؤولين إيرانيين، في طهران يوم الأحد الفائت، حيث وصفت الزيارة بالسرية، لدرجة أنه لم تعرف شركة الطيران التي أقلت الأسد من دمشق لطهران.

وتأتي الزيارة في فترة يشهد فيها العالم والمنطقة تحولات كبيرة على المستويات السياسية والاقتصادية والعسكرية، خاصة مع استمرار الحرب الروسية في أوكرانيا والتي لم تسر وفق رغبات موسكو التي لم تتمكن حتى الآن من تحقيق أهدافها في أوكرانيا، ما أدت لعزل روسيا عالميا وجعل بوتين وحيدا في مواجهة العالم.

كيف تستغل إيران الانشغال الروسي؟
روسيا المنشغلة بالحرب في أوكرانيا، تعتبر أوكرانيا أولوية قصوى لها وعمقا استراتيجيًا وأمنيًا مهمًا، بينما لا تعدو سوريا عن كونها قاعدة روسية متقدمة لمواجهة الغرب، كما أنها من ناحية ثانية ورقة في يد الروس من الممكن استخدامها وبيعها في أي وقت ومقابل أي صفقة مع الغرب.

أما إيران، فهي تستغل كل هذه الظروف، وتعمل من منطلق الوضع الاقتصادي السوري المنهار إلى استكمال السيطرة على سوريا اقتصاديا أولا، وهذا ما يبرر زيارة الأسد الأخيرة لطهران والحديث عن اتفاقيات اقتصادية، وتعهد الحكومة الإيرانية باستمرار دعم سوريا.

وتراهن إيران في زيادة سيطرتها على سوريا، من خلال معلومات تشير إلى اقتراب الاتفاق بين إيران والغرب على الملف النووي، الذي سيؤدي إلى تواجد أموال كبيرة بيد إيران والتي سوف تستغل جزءا منها في تدعيم قواتها واستثماراتها في سوريا، وتعمل إيران على هذه الزيادة والتوسع حتى دون أن تمنحها روسيا موافقة على ذلك.

ما موقع الجنوب السوري من التوسع الإيراني الجديد؟
إيران ووفق مخططاتها تعمل منذ نحو شهرين على التوسع وإعادة الانتشار في سوريا، في مناطق مختلفة، ومن هذه المناطق الجنوب السوري، الذي يعتبر قيمة استراتيجية كبيرة لها.

فخلال الأشهر الماضية، تناقلت العديد من وسائل الإعلام انسحابات للميليشيات الإيرانية من جنوب سوريا تحت تأثير الضربات الإسرائيلية المتكررة، وتأكيدا لاتفاقات التسوية في محافظة درعا بشكل خاص التي تنص على ابتعاد الإيرانيين مسافة لا تقل عن 60 كم عن الحدود الجنوبية لسوريا.

اقرأ أيضاً.. قصف إسرائيلي يستهدف ميليشيا إيران في القنيطرة

لكن وفي المقابل، وحسب معلومات مستمرة حصل عليها “تجمع أحرار حوران”، فإن النشاط الإيراني يزداد في الجنوب بشكل لافت، ومن نواح مختلفة، اقتصادية، وأمنية.

فمن الناحية الاقتصادية، ومع استمرار عمليات تصنيع وتجارة وتهريب المخدرات، داخليا وإلى دول الجوار، تعمل إيران من خلال وكلائها على شراء العقارات مستغلة الوضع الاقتصادي المنهار للمواطنين ورغبة معظمهم في السفر، وقد أوجدت الميليشيات الإيرانية شبكة واسعة من السماسرة والوكلاء القادرين على شراء هذه العقارات بالإضافة لتغلغل الوكلاء الإيرانيين في مديرية عقارات درعا لإتمام عمليات التسجيل بطريقة قانونية.

أما من الناحية الأمنية، فقد لوحظ ازدياد النشاط الأمني للميليشيات الإيرانية من خلال زيادة عدد الخلايا العاملة في الاغتيالات، والتي تتم بتنظيم من قبل المخابرات الجوية، الذراع الأمني لهذه الميليشيات.

وبحسب معلومات خاصة، بـ”التجمع”، فهناك تركيز كبير من الميليشيات الإيرانية برز مؤخرا باستهداف عناصر وقيادات اللواء الثامن المدعوم روسيا، والمتواجد في ريف درعا الشرقي بشكل رئيسي، وحسب المعلومات فإن الميليشيات تحاول من خلال ذلك الضغط على روسيا أولا من أجل حل اللواء وإيقاف دعمه، ومن جهة ثانية تسعى للتغلغل في ريف درعا الشرقي، ومحاولة إعادة أبناء الطائفة الشيعية إلى بصرى الشام بعد هروبهم منها في العام 2015 على خلفية سيطرة أبناء المنطقة على المدينة.

وقد استطاع “تجمع أحرار حوران” الحصول على معلومات خاصة، عن خلية صيدا شرقي درعا، والتي تفيد المعلومات حولها بتورط العشرات من أبناء المنطقة في عمليات قتل واغتيال لصالح فرع المخابرات الجوية، المدعوم من إيران.

ونتيجة لكشف الخلية، عززت المخابرات الجوية نقاطها الأمنية المنتشرة في ريف درعا الشرقي، وذلك بعد كشف تحريضها ودعمها لمجموعة اغتيال في بلدة صيدا، والتي ألقى “اللواء الثامن” على عنصر منها قبل عدة أيام.

وتشير المحادثات والتسجيلات التي حصل عليها “تجمع أحرار حوران” إلى تورط عدد من ضباط وصف ضباط المخابرات الجوية في محافظة درعا، بتشكيل خلايا لتنفيذ اغتيالات، ما هي في الحقيقة إلا لتهيئة الظروف الملائمة لاستمرار المخطط الإيراني ببسط السيطرة على درعا والجنوب السوري بشكل كامل.

صراع كبير تشهده محافظة درعا، ومناطق سورية أخرى، منذ العام 2018 بشكل خاص، عنوانه المعلن الفوضى الأمنية والاغتيالات، في حين أن ما يجري مخطط إيراني يهدف لابتلاع كامل المنطقة العربية من خلال السيطرة على بوابتها الشمالية التي تبدأ من الحدود السورية الجنوبية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى