أخبار

رحى المخدرات تطحن الشباب في درعا.. وجرائم بالجملة!

تجمع أحرار حوران – سلام عبد الله

أواخر كانون الثاني/يناير الماضي أطلق شاب من بلدة نصيب النار بشكل عشوائي على منزل عمه المجاور، لم يستجب الشاب لدعوات التوقف عن إطلاق النار ما دفع شقيقه لإطلاق النار عليه ليلقى حتفه بعد يومين من إصابته.

في تفاصيل الحادثة يقول أقارب الشاب إنه مدمن مخدرات، وسبق أن افتعل مشاكل مع الجيران وأبناء البلدة على إثر تعاطيه المواد المخدرة، وهو ما دفع شقيقه في النهاية لوضع حد لتصرفاته بحسب المصدر ذاته.

الحادثة على بشاعتها لم تكن الأولى وربما لن تكون الأخيرة مع تزايد تصنيع وتهريب المخدرات في المنطقة بشكل ملحوظ، سبقها جريمة هزت محافظة درعا بعد اتفاق سيدة وابنتيها على قتل والدهم زوج السيدة، نجحت العملية بعد عدة محاولات في تشرين الثاني 2021.

القصة بدأت بالاتجار ونقل المواد المخدرة من منطقة إلى أخرى مقابل الحصول على مبالغ مالية، تطورت بعد ذلك لتبدأ بنات المغدور ووالدتهم بتعاطي المخدرات.

وبحسب الاعترافات التي نشرتها وزارة الداخلية عند النظام بعد إلقاء القبض على مرتكبي الجريمة، تقول السيدة وبناتها إن أفعالهم لم ترقَ للأب الذي بدأ يشدد الرقابة عليهن وهو ما دفعهم في النهاية للتخلص منه، لمتابعة عمليات ترويج وتجارة المخدرات وتعاطيها.

كانت نهاية الوالد القتل بعد محاولات فاشلة عبر خلط مجموعة من الأدوية، في النهاية شاركت إحدى العاملات في المشفى الوطني في مدينة درعا بالعملية بتسهيل إعطاء إبرة سُم للمغدور خلال تلقيه العلاج مقابل حصولها على مبلغ 200 ألف ليرة – 50 دولار – وبالتعاون مع شخص تم التعرف عليه في المشفى، وهو الذي نسق العملية كاملة مقابل مبلغ مليون ليرة -250 دولار-.

بعد إتمام العملية بدأ التخطيط للتخلص من زوج إحدى بنات المتوفى المدعو قاسم، بالاشتراك مع شقيقته، وبعد محاولتي تسميم نجا منهما تمكنت شقيقة المدعو ليث – زوج ابنة المغدور الأول قاسم – من حقنه بإبرة سم لتنهي حياته.

القاسم المشترك بين السيدات اللاتي اشتركن في الجريمتين هو صلة القربى وتجارة المخدرات وتعاطيها، وهو ما يفسر اتفاق السيدة على قتل زوجها بالاشتراك مع ابنتيها، ثم اتفاقها معهن على التخلص من زوج ابنتها بالاشتراك مع زوجته وشقيقته.

اقرأ أيضاً.. الجنوب السوري.. محطة تزويد الأردن والخليج بالمخدرات

هذه الجرائم بحسب باحث اجتماعي من المحافظة غير مألوفة ولم يسبق أن انتشرت بهذا الشكل، خاصة وأن الروابط الاجتماعية وثيقة في مجتمع عشائري تحكمه جملة من القيم والعادات والتقاليد والأعراف التي يصعب التخلي عنها أو تجاوزها، فالعقاب عليها اجتماعياً يساوي العقاب القانوني وفي بعض الحالات يكون أكثر شدة.

واستدرك الباحث في حديثه لتجمع أحرار حوران قائلاً “الجرائم التي كانت تشهدها المنطقة لها علاقة بالشرف أو عمليات ثأر في العادة، لكن في الآونة الأخيرة باتت تتخذ أشكالاً مختلفة وأحياناً من دون أسباب معروفة وواضحة للقتل”.

واستنكر الباحث عمليات القتل عموماً وهذه الجرائم على وجه الخصوص، مؤكداً أن المخدرات هي السبب المباشر وراء تلك الجرائم، فتعاطي المخدرات -أم الخبائث- بحسب وصفه تذهب العقل وتجعل الإنسان عبداً لها ولأهوائه.

وبالإضافة لعمليات القتل والجريمة فإن عشرات السرقات تمت خلال الأشهر القليلة الماضية، أسفر بعضها عن مقتل بعض الأشخاص خلال العملية، بعض تلك السرقات هدفها تأمين ثمن المخدرات للمدمن الذي امتهن السرقة بعد عجزه عن تأمين عمل في ظل ظروف اقتصادية سيئة تعاني منها المنطقة بشكل عام.

وتساهم إيران وميليشياتها في إنتاج وتهريب المخدرات في المنطقة، بعضها بات يُصنع محلياً والآخر يأتي عبر المنافذ الحدودية مع العراق ولبنان بإشراف تلك الميليشيات.

اقرأ أيضاً.. كيف تعمل إيران على تحويل الجنوب السوري لضاحية جنوبية ثانية؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى