مقالاتمقالات رأي

لعنة المعبر ..

درعا : الجمعة / 29 أيلول 2017
يمان الموصلي – تجمع أحرار حوران

لم يعد يخفى على أحد من أبناء حوران، المأزق الذي وقع فيه قادة الفصائل في اجتماعاتهم في الأردن. فالمعبر الذي يفاوضون عليه اليوم، ليس كذاك الذي أخذوه بالدم والشهداء. ذلك المعبر أصبح لزاما عليهم تسلميه ولو جزئيا لنظام لا يعتبرونه شرعيا ويراه الجار شرعيا رغما عنهم.

وبين الصد هناك في قاعات الاجتماعات الباردة في عمان، تسخن الاعتصامات في حوران، ضد أي قرار بفتح ذلك المعبر بدون إطلاق سراح المعتقلين وعودة أبناء القرى المهجرة إلى ديارهم، ناهيك عن عجز المجالس المحلية عن تقديم أي شيء يعوض الأهالي عن فقدانهم لمنازلهم وأرزاقهم.

وفي غزل أصبح واضحا بين عمان ودمشق متمثلا في تصريحات وزير الإعلام الأردني، محمد المومني، الذي قال أن العلاقة بين البلدين بدأت تأخذ منحنى إيجابي، في ظل الاستقرار الذي يشهده الجنوب السوري، سيما أن السفارة الأردنية مستمرة في عملها في دمشق وكذلك السورية في عمان.

أما إعلام نظام الأسد، متمثلا في صحيفة الوطن السورية، نقلت أن الأردن أبلغ قادة الفصائل أن المعبر سيتم فتحه سواء بموافقتهم أو من دونها، وسط أنباء عن توعد دمشق باستخدام القوة العسكرية في حال رفض الفصائل لشروطها.

كما ذكرت الصحيفة أن الجانب السوري أبلغ الوسيط الأردني رفض حكومة الأسد لجميع شروط الفصائل وتمسكت برفع علم نظام الأسد فوق مباني المعبر، وتولي إدارته من قبل موظفين تابعين لحكومة الأسد حصرا.

وذهبت المطالب بعيدا، بطلب إقالة مدير المنطقة الحرة الأردنية بذريعة مساعدته للفصائل على إخلاء المعامل والمكاتب التي كانت موجودة في المنطقة الحرة للمعبر.

وبين أهمية المعبر السياسية من جهة والاقتصادية والعسكرية من جهة أخرى، عاد قادة الفصائل للتشاور مع المجالس المحلية والمنظمات المدنية، في مشهد واضح على ترابط القرار الداخلي في حوران، وحرص الجميع إلى التوصل إلى قرار جامع، فالجميع في حوران لن يتنازل عن معبر قدم لأجله فلذات أكباده من أجل نسبة من الأرباح، ويحمل على عاتقه صيحات الثكالى والمهجرين.

تنويه : المقال يعبر عن رأي كاتبه، وتجمع أحرار حوران ليس مسؤولاً عن مضمونه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى