شرارة الثورة .. قد تشعل الفتيل بين واشنطن وموسكو !
تجمع أحرار حوران
بقلم : أبو ربيع الحوراني
يبدو ان سوريا والمنطقة مقبلة على تطورات سياسية ومتغيرات ميدانية جديدة تبعث على الخوف والقلق نتيجة اتساع الهوة في المواقف والتصعيد الأخير بين الولايات المتحدة وروسيا بما يخص الأزمة السورية بعد تسارع الأحداث السياسية والميدانية وارتفاع وتيرة التصريحات النارية والإتهامات والتهديدات المتبادلة بينهما .
هذه التهديدات التي أخذت مؤخراً طابع التحدي غير المسبوق بعد الحملة العسكرية الشرسة لقوات الأسد على الغوطة الشرقية والمجازر التي ترتكب يومياً بحق المدنيين بدعم روسي غير محدود ، إضافة للتهديدات الروسية التي طالت المنطقة الجنوبية ما ينذر بمرحلة جديدة مجهولة النتائج .
يبدو أن واشنطن تراقب الوضع الميداني في درعا عن كثب لترى ما إذا كانت قوات الأسد والميليشات الموالية لها تفكر جدياً بمهاجمة المناطق الخاضعة لسيطرة فصائل المعارضة المعتدلة في محافظة درعا بعد التهديدات التي اطلقتها قاعدة حميميم قبل أيام من أن المنطقة الجنوبية ستكون الهدف الثاني بعد الإنتهاء من الغوطة ، هذا التهديد الذي اعقبه بساعات فقط غارات جوية لطيران النظام الحربي استهدفت العديد من مدن وبلدات الريف الشرقي من المحافظة وكأن هذا التهديد كان بمثابة إشارة البدء لإنهاء اتفاق الهدنة .
وهذا ما جعل واشنطن تسارع لتعلن عن موقفها وتتهم موسكو وقوات الأسد بان هذا التصعيد يسعى إلى انهاء اتفاق” خفض التصعيد” وقد يكون استباقاً وتمهيداً لعملية عسكرية قادمة تستهدف المنطقة الجنوبية محذرة من مغبة حدوث اي عمل عسكري في المنطقة قد يغير في الخارطة الميدانية الحالية على الأرض .
وهي لا شك رسالة تحذير واضحة لكل من روسيا وايران ونظام الأسد بعدم الاقتراب من هذه المنطقة لخصوصية موقعها الجغرافي وقربها من الحدود الإسرائيلية والأردنية باعتبارها منطقة تدخل ضمن حسابات الولايات المتحدة التي قد لا تسمح بأن تكون مستقبلاً منطقة عمليات او نزاعات لشمولها اتفاق “خفض التصعيد” والتي كانت واشنطن أحد الموقعين عليه .
وربما هذا ما استدعى الولايات المتحدة بعد ساعات فقط من انتهاء جلسة مجلس الأمن الأخيرة بخصوص الغوطة للإعلان عن عقد اجتماع طارئ في العاصمة الأردنية عمّان لدراسة الوضع المستجد في جنوب غرب سوريا .
ما يؤكد أن الموقف الأمريكي الأخير قد يكون جاداً هذه المرة وقد يذهب باتجاه خيارات أخرى جاءت على لسان المندوبة الأمريكية الدائمة لدى مجلس الأمن في اجتماعه الأخير والتي هددت من أن بلادها ودول اخرى ستقوم باتخاذ اجراءات منفردة خارج مجلس الأمن تجاه نظام الأسد ، هذا الموقف الذي تقاطع مع مواقف كل من فرنسا وبريطانيا .
أما اذا لم تفهم روسيا هذه الرسالة أو تجاهلتها ولم تأخذها على محمل الجد وبقيت مصرة على دعم نظام الأسد وفرض الحل العسكري في سوريا فقد تنفذ واشنطن تهديدها تجاه نظام الأسد بضربات جراحية قد تكون مؤلمة ورادعة إلا أن روسيا هددت في المقابل أنها سترد على أي اعتداء أمريكي ما قد يخلط الأوراق ويرفع من احتمالية المواجهة العسكرية بينهما إما بشكل مباشر أو من خلال حروب الوكالة على الأرض السورية أو في الإقليم من خلال الدور الإسرائيلي في المنطقة .
وعلى وقع التهديدات التي صدرت عن قاعدة حميميم سارعت الفصائل الثورية في الجنوب السوري وبدأت بلملة صفوفها تحضيراً واستعداداً لأي طارئ للدفاع عن حوران وأهلها اذا ما قامت قوات الأسد بدعم جوي روسي باجتياح الجنوب بعد الإنتهاء من عملياتها العسكرية في الغوطة الشرقية كما جاء في تهديد قاعدة حميميم .
وهذا ما قد يجبر أمريكا على اعادة حساباتها من جديد وتقدم الدعم العسكري واللوجستي اللازم لهذه الفصائل بعد أن اوقفته عنها لمدة أشهر ، وربما يكون اجتماع عمّان الذي دعت اليه واشنطن قبل أيام يأتي في هذا السياق ..
وعن ما ستؤول اليه الأمور مستقبلاً فالأيام القليلة القادمة كفيلة بالإجابة .؟
تنويه : المقال يُعبّر عن رأي كاتبه، وتجمع أحرار حوران ليس مسؤولاً عن مضمونه.