تجمع أحرار حوران – عامر الحوراني
هجّر نظام الأسد الآلاف من أبناء محافظتي درعا والقنيطرة جنوبي سوريا بعد أن بسط سيطرته عليهما بشكل كامل مطلع الشهر الجاري آب/أغسطس، على دفعات ضمن قافلات مختلفة بحماية وضمانة روسيّة، إلى مناطق الشمال السوري الخاضعة لسيطرة الجيش الحر.
وقال الإعلامي أبو قيس الشامي، أنه عند وصول قافلات مهجري الجنوب السوري إلى معبر مورك توزع الأهالي على مخيمين إيواء مؤقتين، مخيم ساعد بريف إدلب ومخيم ميزناز بريف حلب الغربي، إلى حين تأمينهم لمنازل في المناطق التي يرغبونها وتتناسب مع حالتهم المادية.
وأقام القسم الأكبر من مهجري درعا والقنيطرة في محافظة إدلب وريفها، بعد خروجهم من المخيمين المؤقتين، فيما اختار قسم آخر مناطق درع الفرات متمثلة بمدينة الباب وإعزاز وعفرين، مسكنًا لهم، بحسب الشامي مراسل تجمع أحرار حوران.
وأوضح الشامي الذي نزح بإحدى قافلات التهجير من الجنوب السوري، أنّه لا يوجد جهة تكفل تأمين المنازل للنازحين، إذ أنه بعد استقبالهم في المخيمين المؤقتين عليهم البحث عن مسكنٍ لهم بأنفسهم.
ويشكو مهجّرو الجنوب السوري من أوضاعهم الانسانية المتردية بعد وصولهم للشمال السوري، إذ أن معظمهم نزحوا بملابسهم فقط.
وإضافة للأوضاع المادية السيئة التي يعاني منها معظم المهجرين، أفاد الشامي أنّ عدة تحديات تواجههم في البحث عن مسكن يؤويهم بتكاليف تتناسب مع حالتهم المادية، في ظل صعوبة إيجاد عمل للرجل يؤمن فيه قوت عائلته، وارتفاع أجور المنازل في مناطق درع الفرات وريف حلب الشرقي.
بينما تتراوح الأجور “المنخفضة” للمنازل في محافظة إدلب بين 10 آلاف و30 ألف ليرة سورية، وبينما الأجور المرتفعة في مناطق درعا الفرات التي تصل لـ 70 ألف ل.س، في حين لا يمكن دفع إيجار المنازل في مدينة جرابلس إلّا بالدولار بحسب طلب أصحابها، وتصل الأجور هناك لـ 100 دولار بالشهر الواحد، وفق الشامي.
ويعود سبب ارتفاع إيجارات المنازل في بعض المناطق بالشمال السوري إلى أنّها تعتبر من المناطق الآمنة كما يقول الأهالي.
ونوّه الشامي إلى أنّ معاملة أهالي المناطق المحتضنة للمهجرين مع أبناء محافظتي درعا والقنيطرة جيدة جدًا وهناك بعض الأهالي أعطوا منازلهم لعائلات نازحة مجانًا.
وروى حمزة الحميدي المهجّر من الجنوب السوري، عن الايجارات المرتفعة للمنازل بالعديد من مناطق الشمال السوري مقارنة بالقدرة المادية للعائلات النازحة موضحًا أن المعيشة رخيصة لكن الغلاء في إيجارات المنازل الذي يثقل كاهلهم.
وأشار الحميدي المنحدر من بلدة خربة غزالة، إلى أنّه بعض أصحاب المنازل يشترطون على المهجّرين المستأجرين دفع إيجار المنزل لثلاثة شهور مقدمًا، إضافة إلى النسبة الكبيرة التي يأخذها مكتب العقارات منهم والتي تصل أحيانًا لـ 7000 شهريًا.
وخضع الحميدي بعد وصوله للشمال السوري لعملية جراحية مجانية استأصل فيها كتلة دهنية من جسده، في مشفى الحكمة في مدينة الباب.
وقال الحميدي لـ”تجمع أحرار حوران” إنّه يأمل العثور على عمل يناسبه بعد شفائه من العملية، وخاصة في الخضار حيث أنّه عمله الأساسي منذ كان في ريف درعا.
ونزح حوالي ثلاثة عشر ألفًا من أبناء محافظتي درعا والقنيطرة نحو الشمال السوري، خلال عملية التهجير الممنهجة والتغيير الديموغرافي التي يتبعها نظام الأسد برعاية ومساهمة روسية.