تقاريرتقارير ميدانية

انسحاب روسي من الرقة ودير الزور.. ماذا عن درعا؟

تجمع أحرار حوران – سلام عبد الله

قالت تقارير إعلامية إن روسيا سحبت قواتها المتواجدة في الميادين والبوكمال في دير الزور وبعض النقاط التي تسيطر عليها في محافظة الرقة، كذلك انسحبت القوات الروسية من عدة مواقع لها في ريف حلب الشرقي.

جاء الانسحاب الروسي من المواقع المذكورة نتيجة الحرب التي تخوضها في أوكرانيا منذ شهرين من دون تحقيق نتائج تذكر هناك.

القرار الروسي في الانسحاب من المحافظات السورية التي سبق لقواتها الانتشار فيها بناء على اتفاقيات مع النظام بنشر هذه القوات كنقاط مراقبة بعد عمليات التسوية والسيطرة التي فرضها الطيران الروسي في تلك المناطق.

والواضح أن الانتشار الروسي سيتراجع خلال الشهور القادمة، مع إبقاء قواتها في قاعدة حميميم العسكرية والموانئ في الساحل، والتي تعتبرها روسية مواقع استراتيجية لا يمكنها التخلي عنها تحت أي ضغط.

الأخبار تحدثت عن البدء بتشكيل فيلق إيراني يضم عناصر سوريين وتسند القيادة فيه لضباط سوريين سبق لهم العمل مع الميليشيات الإيرانية لسد الفراغ الناجم عن الانسحاب الروسي.

شهية إيران للسيطرة على مزيد من المناطق السورية زادت بعد الحرب الأوكرانية، التي أجبرت الروسي على تقليل عدد نقاط تواجده وحصرها في الساحل.

ولعل الجنوب السوري من أكثر المناطق التي تجعل لعاب الإيراني يسيل، خاصة بعد تخلي روسيا عن اللواء الثامن وإلحاقه بشعبة المخابرات العسكرية، ومعاملة عناصر الفيلق والقادة مثل المجندين عند النظام السوري في باقي قطعاته العسكرية.

ويبدو أن تخلي الروس عن اللواء الثامن يجعل مهمة إيران في حل اللواء والسيطرة عليه أسهل من أي وقت مضى منذ تشكليه منتصف العام 2018.

وكانت إيران قد وضعت بنك أهداف للسيطرة على المنطقة الجنوبية بشكل كامل حققت جزءاً كبيراً منها، فعمليات الاغتيال ساعدتها في التخلص من عشرات المعارضين الذين كانوا حجر عثرة في وجه التمدد الإيراني.

كذلك ضغطت إيران وأفرجت عن عشرات عناصر تنظيم الدولة من أبناء المنطقة بهدف التخلص من المعارضين، ولعبت على وتر الخلافات بين الفكر الذي يحمله التنظيم وطريقته في التخلص من معارضيه، وهو ما يعني التقاء المصالح الإيرانية مع مصلحة داعش في التخلص من عدوهم المشترك.

بقي في الساحة الجنوبية اللواء الثامن الذي حاولت إيران مراراً التخلص من قيادته عبر عبوات ناسفة حاولت إدخالها إلى معقل الفيلق في بصرى الشام، وتفجير حافلة مبيت للواء، غير أنّ هذه العمليات لم تحقق الهدف الإيراني المنشود.

ولعل فرصة إيران الذهبية اليوم والتي لن تتكرر هي رفع الغطاء الروسي عن اللواء الثامن، الأمر الذي يجعل من اختراق اللواء من بوابة ضباط النظام أقل تعقيداً.

والسؤال هنا هل ستحقق إيران هدفها في الجنوب السوري وتعيد ميليشياتها إلى المنطقة الشرقية في درعا وإلى معقل اللواء الثامن في بصرى الشام قريباً ؟!

والإجابة عن هذا السؤال محكومة بعامل الزمن ومجريات الأحداث في أوكرانيا وقدرة إيران على اختراق اللواء الثامن!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى