تقاريرتقارير ميدانية

تصاعد في عمليات الخطف بدرعا.. مَن المستفيد الأول؟

تجمع أحرار حوران – وسام محمد

تصاعدت وتيرة عمليات الخطف مقابل الحصول على الفديات المالية في محافظة درعا، لتصبح تلك العمليات هاجساً يثقل كاهل أهالي المحافظة، بالتزامن مع الوضع الاقتصادي المتردي الذي تعيشه البلاد، خاصة مع انكشاف العديد من مجموعات الخطف بتبعيتها الخالصة لأجهزة أمن النظام السوري.

وفي آخر عمليات الخطف، فقد أقدم مسلّحون مساء الثلاثاء 2 من نيسان، على اختطاف الشاب “خالد الفالح” على الطريق الواصل بين بلدتي تسيل والبكار في ريف درعا الغربي.

وقال مراسل تجمع أحرار حوران إن مسلّحين مجهولين كانوا يستقلون سيارة من نوع “سيراتو”، فضية اللون، اختطفوا الشاب خالد درزي الفالح واقتادوه إلى جهة مجهولة.

ينحدر الفالح من قرية البكار، وهو مدني لم يسبق له الانخراط ضمن أي جهة عسكرية، ويعمل في شبكات الانترنت في المنطقة.

وسجّل مكتب توثيق الانتهاكات في تجمع أحرار حوران 39 مخطوفاً في محافظة درعا خلال شهر آذار/مارس الفائت، جلّهم اختطفوا من قبل مجموعات مسلّحة تعمل لصالح أجهزة أمن نظام الأسد.

وتحصل عمليات الخطف بالغالب لجني الأموال من ذوي وأقارب المخطوفين، ما باتت تُعرف بالفديات المالية، حيث تطلب عصابات الخطف في كثير من الأحيان مبالغ مالية باهظة تصل إلى 100 ألف دولار أمريكي.

الأمن العسكري: السلاح أو المال

جزء من تلك عمليات الخطف يُشرف عليه جهاز الأمن العسكري بدرعا، عن طريق اختطاف مدنيين ثم المفاوضة مع ذويهم على تسليم عدد من قطع السلاح الخفيف أو ما يقابل ثمنها نقداً.

درعا : لماذا يطلب “الأمن العسكري” السلاح مقابل المعتقلين؟

وسبق أن سرد موقع تجمع أحرار حوران عشرات الحوادث لعمليات الاعتقال والخطف التي يشرف عليها ضباط من فرع الأمن العسكري عن طريق نصب حواجز مؤقتة “طيّارة” بين المدن والبلدات، ومن أبرزهم المساعد عمار القاسم “أبو جعفر” المنحدر من ريف حمص والمقيم في منطقة إزرع حاليًا.

قبل نحو أسبوعين تعرض الشاب “أجود خليل الخالدي” المنحدر من قرية خراب الشحم لعملية اختطاف من قبل مسلّحين قرب حاجز لقوات النظام بجانب مبنى الري على الطريق الواصل بين بلدتي اليادودة والمزيريب غربي درعا، طالبوا ذويه بدفع فدية مالية قدرها 7 آلاف دينار أردني.

مصادر محلية أكدت بأن الخالدي اختُطف ثم جرى تسليمه لفرع الأمن العسكري بدرعا، حيث قام رئيس الفرع، لؤي العلي بمفاوضة ذوي الخالدي على تسليم 100 قطعة من السلاح الفردي الخفيف ثم خفضها إلى 20 قطعة، لكن ذوي الخالدي دفعوا للعلي مبلغاً قدره 10 آلاف دولار حتى جرى إطلاق سراحه.

وأشارت المصادر إلى أن المدعو محمد فريد البردان، المنحدر من مدينة طفس، هو الذي أشرف على عملية التفاوض بين فرع الأمن العسكري وذوي الخالدي، إلى أن سلّمه لذويه واستلم منهم المبلغ المالي وقام بدوره بتسليمه للؤي العلي.

سبق أن تعرض البردان لعدة عمليات اغتيال آخرها في 18 أيلول 2023 نتيجة استهداف سيارته بعبوة ناسفة على الطريق الواصل بين مدينة طفس وبلدة عتمان.

ويعمل البردان ضمن اللجان المركزية المسؤولة عن الريف الغربي، ويشغل منصب الوسيط بين اللجنة وضباط النظام، كما أنه يُعتبر من الشخصيات المقربة بشكل كبير من رئيس فرع الأمن العسكري، لؤي العلي.

ويلعب البردان دور الوسيط بين الأمن العسكري وذوي المعتقلين، إذ سبق أن تسلّم أكثر من مرّة مهمة التفاوض مع ذوي محتجزين لدى فرع الأمن العسكري درعا على تسليم قطع السلاح أو مبالغ مالية مقابل إطلاق سراحهم من الفرع.

مجموعات الخطف في ريف درعا الشرقي

كذلك الأمر، تنشط عمليات الخطف في الريف الشرقي لدرعا بشكل ملحوظ، حيث تشرف مجموعات محلية تعمل لصالح فرع المخابرات الجوية على تلك العمليات، وأبرز متزعميها: محمد عماد الكردي وأسامة الزعبي “سنجر” من بلدة المسيفرة، ومحمد علي الرفاعي “أبو علي اللحام” في بلدة أم ولد، وفادي الفروخ من بدو السويداء.

وفي اللجاة تنشط مجموعات الخطف لصالح فرع الأمن العسكري، إذ عُرف أبرزهم ممن أشرفوا على عملية اختطاف الشاب رامي المفعلاني في بلدة ناحتة، كل من: عبدالله فهد نصر العلي، فهد صابر العلي، عمر غازي غثوان العلي، وجميعهم ينحدرون من قرية جدل ويحملون بطاقات صادرة عن المخابرات العسكرية.

ويعرف أيضًا كل من هاشم البيدر وشقيقه صقر البيدر مع والدهم رائف البيدر المنحدرين من قرية مسيكة في اللجاة بعملهم في اختطاف المدنيين لصالح المساعد في الأمن العسكري “عمار القاسم”، والمسؤول عن معظم عمليات الخطف التي تجري في المنطقة.

مصدر خاص لموقع تجمع أحرار حوران أكد بأن هناك شخصيات في محافظة درعا تأخذ في عمليات الخطف دور الوسيط، وهذه الشخصيات تحصل على جزء من الفدية المالية، ويعمل النظام على تبييض صفحتها أمام أهالي المحافظة عن طريق تصديرهم مع كل عملية خطف.

وأكد المصدر بأن هذا كان واضحاً في سياق اختطاف الشاب رامي المفعلاني في بلدة ناحتة، والشاب محمد الزعبي في قرية دير البخت، من خلال محاولة بعض الشخصيات تصدير أنفسهم كمنقذين للشبان من أيدي عصابات الخطف.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى