أخبار

تصاعد عمليات الخطف يثقل كاهل السكان في درعا.. جهود محلية لإنهائها

تجمع أحرار حوران – وسام محمد

تتزايد عمليات الخطف والابتزاز بحق أهالي محافظة درعا، طالت بعض الأطفال والأطباء، الأمر الذي يثير حالة من الخوف والقلق لدى كثير من سكان المحافظة، الذين ما إن يحلّ الظلام يلتزمون منازلهم، وسط فلتان أمني غير مسبوق.

ومنذ مطلع تشرين الثاني الجاري، سجّل مكتب توثيق الانتهاكات في تجمع أحرار حوران 12 مخطوفًا من أبناء محافظة درعا، بينهم طفل أفرج عنه خلال الشهر ذاته.

مخطوفون قيد الاحتجاز

وسجلت آخر عمليات الخطف يوم أمس الأربعاء 29 تشرين الثاني، بحق الشاب “محمود رياض العتيلي” المنحدر من بلدة الغارية الشرقية، اختفى يوم أمس أثناء عمله شمال مدينة الحراك.

وفي 26 تشرين الثاني الجاري، اختطف المدعو “محمد عمر الكور” (42 عامًا) في بلدة المزيريب غربي درعا، وينحدر الكور من مدينة درعا.

وتستمر عصابة خطف باحتجاز كل من “فرزات الحلقي” و”خليل الحلقي” المنحدرين من مدينة جاسم، واللذين تعرضا لعملية خطف من قبل مسلّحين يستقلون فان من نوع H1، أبيض اللون، أثناء تواجدهم في محل لغسيل السيارات تعود ملكيته لفرزات، في 21 تشرين الثاني الجاري.

في حين تستمر عصابة خطف أخرى باحتجاز الشاب “عمر حسان العلي السويدان” المنحدر من بلدة الجيزة، والذي تعرض لعملية اختطاف من قبل مسلّحين يرتدون زي قوات النظام وهو في طريق عودته من العاصمة دمشق، قرب بلدة خربة غزالة، في 11 تشرين الثاني الجاري.

والسويدان مدني عاد من دولة الكويت مؤخراً ولا ينتمي لأي جهة عسكرية.

وفي منتصف الشهر الجاري تعرّض “إبراهيم يوسف الرفاعي” (60 عامًا) لعملية خطف من قبل مسلّحين مجهولين في بلدة صيدا شرق درعا.

ولأكثر من 3 سنوات يستمر اختطاف الطفلة “سلام حسن الخلف” المنحدرة من بلدة الطيبة شرقي درعا، دون معرفة مصيرها أو الوصول لأي معلومة حولها. 

وكانت الخلف تدرس في الصف الثالث الإبتدائي، في حين جرى اختطافها أثناء عودتها من المدرسة إلى منزلها، من قبل مجهولين يستقلون فان لونه أسود، من نوع H1 قديم، في العاشر من آذار 2020.

ووجهت عائلة الطفلة عدة نداءات استغاثة لأهالي محافظة درعا لأكثر من مرةّ لمساندتهم في العثور على طفلتهم المفقودة، ووضعت حينها مبلغاً قدره 5 ملايين ل.س لمن يوصلهم لها، في حين لم تتلقَ العائلة أي اتصال من العصابة الخاطفة.

عصابات مدعومة من النظام السوري

مصدر مدني في بلدة المليحة الغربية قال لتجمع أحرار حوران إن عصابات الخطف تنشط في البلدة مؤخرًا وتقوم بابتزاز الأطباء وميسوري الحال وإجبارهم على دفع مبالغ مالية باهظة تراوحت بين 2500 إلى 5000 دولار أمريكي.

المصدر الذي فضّل عدم الكشف عن اسمه أفاد للتجمع بأن أحد أفراد عصابة الخطف يقوم بإرسال تهديدات للضحية بواسطة رقم “وهمي” عبر تطبيق واتساب، ويخيّرونهم بين دفع المبلغ المحدد أو استهداف الضحية أو قريب منه إما عن طريق الاغتيال أو الخطف.

وسجّل ما لا يقل عن خمس عمليات ابتزاز وتشليح في بلدة المحلية الغربية في الريف الشرقي لدرعا، خلال الأشهر القليلة الماضية، ما دفع بعض الأطباء وميسوري الحال لدفع مبالغ مالية باهظة للعصابة.

وبحسب المصدر فإن عصابة الخطف تقوم بإطلاق النار على منزل الضحية بعد منتصف الليل، كوسيلة إرهاب لدفع الفدية المالية، مشيراً إلى أن أحد المتورطين بتلك العمليات يدعى “محمد الحراكي” الملقب (قزعر) الذي أقدم مع أشخاص آخرين على خطف الطفل “عبدالعزيز الخطيب” (9 سنوات) في بلدة السهوة في شباط 2018.

قصة الخطيب التي تحوّلت حينها لقضية رأي عام، بعد أن قامت عصابة الخطف بنشر فيديو مصور للطفل المنحدر من بلدة الجيزة وهو يتعرض للضرب المبرح ويظهر عليه آثار تعذيب بهدف ابتزاز أهله بالمال، حيث طالبت العصابة حينها فدية مالية “مليون دولار”.

وتوّرط “قزعر” بتنفيذ العديد من عمليات الخطف والابتزاز، تركزت بين عامي 2016 و 2018 على أبناء محافظة السويداء بهدف إشعال فتيل الفتنة بين المحافظتين الجارتين، وذُكر حينها أن شعبة المخابرات العسكرية تدعم عصابة الخطف التي يقودها قزعر وغيرها في المناطق الواقعة غربي السويداء وشرقي درعا.

أيضًا، زادت عمليات الابتزاز بحق بعض ميسوري الحال في بلدة خربة غزالة خلال الأسبوعين الماضيين، في ذات الطريقة التي حدثت في بلدة المليحة الغربية ومدينة نوى مؤخرًا.

وحصل تجمع أحرار حوران على معلومات تفيد بتورّط عناصر يعملون في صفوف المخابرات الجوية والفرقة الرابعة بتنفيذ عمليات خطف حصلت في مناطق الشيخ مسكين، نوى، قرفا، ابطع في الآونة الأخيرة، بعض العناصر يقيمون في مدينة إزرع.

مجموعات محلية تتوّحد لمحاربة عصابات الخطف

وفي 24 تشرين الثاني الجاري، أعلنت العديد من المجموعات المحلية في منطقة الجيدور توحدها لمحاربة عصابات الخطف والابتزاز والتشليح والتي نشطت مؤخراً في محيط مدن جاسم، إنخل، نوى، الشيخ مسكين، وقرفا.

وأطلقت تلك المجموعات حملة دهم على العديد من المزارع والخيام العشوائية بحثاً عن متورطين بعمليات الخطف وقاطعي الطرق، بعد ورود معلومات عن تواجد بعضهم في السهول المحيطة بمدينتي جاسم وإنخل، شمالي درعا.

وأسفرت الحملة عن احتجاز أربعة أشخاص، لازال التحقيق معهم قائمًا حتى اليوم، بحسب مصدر قيادي يعمل في إحدى المجموعات المحلية لتجمع أحرار حوران.

وتحلّ المجموعات المحلية والتي عملت سابقًا في فصائل المعارضة بديلاً عن شرطة النظام التي لا تساهم في ملاحقة عصابات الخطف على الرغم من معرفة الكثير من أفراد تلك العصابات، ما يؤكد تورط أجهزة النظام الأمنية في دعم عصابات الخطف.

وبحسب قيادي في المعارضة فإن مخابرات النظام السوري تدعم مجموعات مسلّحة بالمال والسلاح والبطاقات الأمنية وتعطيها حق الدعم الذاتي من خلال تنفيذ عمليات الخطف والابتزاز، مقابل تنفيذ مهام أمنية تُطلب منها تستهدف ضرب النسيج الاجتماعي وإحداث الخلافات بين عشائر مدن وبلدات المحافظة.

وأوضح القيادي أن معظم عمليات التبادل بين المخطوفين والفدية المالية تحصل قرب حواجز عسكرية ومناطق تحكم فروع النظام الأمنية سيطرتها عليها، غالبها يحدث على طريق الأوتوستراد الدولي “دمشق – درعا” لضمان عدم كشف أفراد عصابات الخطف المرتبطة بالنظام.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى