تقاريرتقارير وقصص إنسانية

بهدف تأمين علاج طفله.. رحلة شاب من درعا تنتهي في عمق البحر !

تجمع أحرار حوران – أيمن أبو نقطة

غادر الشاب ثائر خالد الرّحال (39 عامًا) مخيم الزعتري في المملكة الأردنية قبل شهرين قاصداً ألمانيا بهدف تأمين ثمن العلاج لطفله المصاب بالسرطان، ليلقى حتفه غرقاً في البحر المتوسط ضمن حادثة غرق “قارب الموت”.

لجأ ثائر مع عائلته من مدينة إنخل في ريف درعا إلى مخيم الزعتري للاجئين السوريين في الأردن، ولديه 4 أطفال، أصغرهم خالد (4 سنوات) الذي شخّص إصابته قبل عام ونصف بسرطان الدم الحاد.

تحدٍّ جديد كان أمام الأب الذي كان يعمل بالخضار ثم اضطر لترك عمله والبقاء إلى جانب طفله المصاب بالسرطان.

حاول ثائر تخطي تلك التحديات وطرق أبواب بعض المنظمات بما فيها مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين التي أوقفت تغطية تكاليف علاج طفله عام 2022 ثم أوقفت مستشفى الحسين للسرطان في العاصمة الأردنية عمّان علاجه بسبب عدم التغطية المالية، بحسب أبو عبيدة – أحد أقارب الضحية – لتجمع أحرار حوران.

أضاف أبو عبيدة أن تكاليف علاج الطفل كانت باهظة جداً وليس بمقدور عائلته تغطيتها، لاسيما أن والد الطفل كان يعمل في بعض الأحيان براتب شهري لا يتجاوز 180 دينار أردني في مخيم الزعتري.

يتابع قريب الرّحال حديثه قائلاً “ما بعرف شو بدي أقلك، الدمعة بقلبي وبعيني، ثائر اضطر يضحي بنفسه ويسلك طريق البحر يلي كان يرفضه ويحذر الناس منه لكن اضطر لهالشي حتى يأمن تكاليف علاج طفله خالد بعد ما خذلته كل المنظمات”.

استدان الرّحال مبلغاً من المال من أصدقائه لتغطية تكاليف رحلته المحفوفة بالمخاطر إلى ألمانيا، وفي نيسان/أبريل توجّه ثائر من الأردن إلى مصر ومنها إلى ليبيا، بحسب أبو عبيدة.

وقال إن آخر اتصال منه لزوجته كان مساء يوم الثامن من حزيران/يونيو الحالي، من مدينة طبرق الليبية وأخبرها بأنه لا يعرف إن كان له نصيب بموافقة المهرّب له بالصعود إلى القارب ولكنه قام بتحضير نفسه لذلك على أية حال.

وفقد التواصل مع ثائر بعد ركوبه على متن قارب يقل نحو 750 مهاجراً من جنسيات عدة، انطلق من طبرق الليبية قاصداً الأراضي الإيطالية عبر البحر الأبيض المتوسط، إلا أن القارب ضلّ طريقه ثم تعطّل محركه قرب شواطئ اليونان.

ونعت العديد من الصفحات والحسابات الشاب الرّحال، وأشار بعضها إلى تأجيل مجلس العزاء في منزل والد الفقيد، إلى حين إقامة عزاء لكامل ضحايا المركب المنحدرين من درعا.

في وقت متأخر من يوم الثلاثاء 13 حزيران/يونيو قامت سفينة يونانية بربط حبل يصل القارب بالسفية في محاولة منها إبعاد القارب من المياه اليونانية إلى المياه الإقليمية الدولية، ثم جرّت القارب بقوّة ما أدى لقلبه وغرق من كان على متنه.

ونجا من القارب 104 أشخاص من بينهم 44 سوريّاً منهم 35 شاباً ينحدرون من محافظة درعا جنوبي سوريا.

كما سجّل مكتب توثيق الانتهاكات في تجمع أحرار حوران فقدان 77 شخصاً من أبناء محافظة درعا، من بينهم نساء وأطفال، كانوا على متن القارب.

اقرأ أيضاً.. 22 حالة وفاة و 55 مفقود من درعا في حادثة غرق “قارب الموت”

اقرأ أيضاً.. مئات المفقودين في حادثة المركب.. هل تتوقف الهجرة بحراً؟

قصة ثائر الرّحال واحدة من مئات قصص الشباب الذين ضاقت بهم الأرض بما رحبت واضطروا لسلك طرق محفوفة بالمخاطر آملين بحياة أفضل من حياة البؤس والقهر في بلدانهم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى