أخبار

مئات المفقودين في حادثة المركب.. هل تتوقف الهجرة بحراً؟

تجمع أحرار حوران – سلام عبد الله

يكتنف الغموض مصير المهاجرين الذين غرق بهم المركب الذي كان يقل نحو 750 مهاجراً في عرض البحر قرب شواطئ اليونان في وقت متأخر من يوم الثلاثاء 13 حزيران.

وتشدد السلطات اليونانية القبضة على الناجين وتمنع ذويهم من التواصل معهم أو زيارتهم في المشافي والمراكز المتواجدين فيها من دون الحصول على إذن مسبق منها.

تشير آخر الاحصائيات الواردة من اليونان إلى تمكن فرق الإنقاذ من انتشال 79 جثة من بينهم 4 أشخاص من أبناء محافظة درعا، و104 أحياء من بينهم 16 شخصاً من أبناء محافظة درعا.

وسط هذا المشهد ما يزال مصير قرابة 550 مهاجراً مجهولاً سيما وأن المنطقة التي غرق فيها المركب من أعمق النقاط في البحر المتوسط بحسب مختصين.

لا يعرف حتى اللحظة أعداد السوريين الذين غادروا على متن المركب إلا أن مصادر متابعة لخط سير المركب أشارت أن هناك نحو 150 شخصاً ينحدرون من محافظة درعا، وتحاول بعض العائلات إخفاء أخبار الغرق عن ذوي المفقودين خاصة كبار السن، خشية أن يكون الخبر مقدمة لخبر أسوأ.

ومع مرور الوقت تتضاءل الآمال بالعثور على ناجين، مع تزايد المخاوف من غرق مئات المهاجرين الآخرين ممن كانوا على متن المركب.

لا جديد في الحادث بحسب المصادر التي تواصل معها تجمع أحرار حوران في ليبيا واليونان، مركب انطلق بحمولة زائدة قد تتجاوز ثلث طاقته الاستيعابية، كما جرت العادة في رحلات مشابهة.

تتحول الأجساد والأسماء والعائلات في لحظة إلى أرقام، إحصائيات، أخبار في نشرات الفضائيات ووسائل التواصل الاجتماعي.

ونتيجة تكرار المشهد وتكرار الأسباب المؤدية لغرق “مراكب الحياة” كما يظنها الحالمون في الخروج من بلاد القهر والكبت والخوف، بات الخبر كغيره لا يحمل جديداً، فقط تختلف الجنسيات وأماكن الغرق لا أكثر.

وحدهم شعوب الأرض المقهورة المهمشة سياسياً واقتصادياً تتلقف الخبر وتبحث عن أسبابه فالحلم في المغادرة قائم لن يتسبب غرق مركب وموت في التخلي عنه.

سوريا، السودان، مصر وغيرها من جنسيات العالم العربي تشارطت التاريخ والجغرافيا واللغة وكذلك المصير.

لكن الثابت الوحيد منذ سنوات مرت على السوريين أن تلك المراكب لن تتوقف ما لم يتغير الحال في سوريا، ولسان حال السوريين يقول لا خيارات سوى الموت، في سوريا موت بطيء والغرق ربما أسرع الفارق بينهم شرف المحاولة لحياة أفضل بعيداً عن القهر.

ويسعى نظام الأسد ومن خلفه ميليشيات إيران إلى إحداث التغيير الديموغرافي في مناطق الجنوب السوري عن طريق إفراغ المنطقة من فئة الشباب، مع كل تسوية تجري في محافظات الجنوب يتم إصدار قوانين تمنح الشبان مهلة 6 أشهر للحاق بالخدمتين الإلزامية والإحتياطية مع السماح باستصدار جواز سفر والحصول على إذن سفر ومغادرة البلاد.

وعقب كل تسوية تجري في محافظة درعا يغادر مئات الشبان من المحافظة هرباً من الواقع الأمني المفروض من قبل مخابرات الأسد والميليشيات الموالية لها، وعمليات الاغتيال والخطف والاعتقال التي تشهدها المحافظة بشكل شبه يومي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى