تقاريرتقارير ميدانية

الدروس الخصوصية تجارة تكوي أولياء الأمور في درعا

تجمع أحرار حوران – شريف عبد الرحمن

أجمع أولياء أمور الطلاب في محافظة درعا على أن الدروس الخصوصية آفة كبيرة تسبب لهم الإرهاق، خصوصاً في ظل الأوضاع التعليمية والتربوية التي تمر بها المحافظة نتيجة الإهمال الحكومي.

فمع اقتراب امتحانات الشهادتين الثانوية والإعدادية، تنتعش هذه الآفة في المحافظة، لتتحول إلى تجارة سيئة يديرها “مربو الأجيال” كما يطلق عليهم.

دروس عنوانها الاستغلال
يستثمر بعض المدرسين خبرتهم الطويلة في مجال التعليم ويقومون باستغلال الطلاب ورفع أسعار الجلسات التعليمية.

وفي هذا السياق، قال المدرس محمد المقداد -اسم مستعار لمدرس شرقي درعا- إن بعض المدرسين يقومون برفع أسعار الدروس الخصوصية التي تعطى للطلاب في منازلهم، مع اقتراب الامتحانات إلى الضعف.

ورأى أن المدرسين يتذرعون بضغط الطلبات عليهم، وعدم وجود وقت كافي لجميع الطلاب، ليضرب بذلك الوتر الحساس لدى الأهالي ليتمكن من طلب المبلغ الذي يريده.

وأوضح أن الكثير من المدرسين يتعمدون عدم إعطاء معلومات كافية كما هو مخصص لها، كي يلجأ الطالب فيما بعد إلى الدروس الخصوصية.

شر لابد منه!
خصص أبو علي – مواطن من شرقي درعا – مرغماً، 500 ألف ليرة سورية من أجل الدروس الخصوصية لابنه الذي يستعد لامتحانات الشهادة الثانوية هذا العام.

وأوضح أنه اقترض المبلغ من جاره الذي يعمل ابناؤه في إحدى الدول الأوروبية، على أن يسدده على عدة دفعات كونه يبلغ 4 أضعاف راتبه الشهري.

وعن أهمية الجلسات الخصوصية، أشار أبو علي إلى أنها شر لابد منه في ظل سوء التعليم في المدارس الحكومية واستحالة تسجيل ابنه في مدارس خاصة كونه لا يتحمل تكاليفها المرتفعة.

ومن جانبه قال علي الخالد أنه يضطر إلى تقنين احتياجات منزله من أجل تأمين ثمن الدروس الخصوصية التي يتراوح بين 15 ألف ليرة إلى 40 ألف ليرة للجلسة الواحدة، وذلك على حسب خبرة المدرس وقدمه.

سوء التعليم يرجح كفة الدروس الخصوصية
أفاد المدرس “المقداد” بأن المدارس الحكومية تفتقر في هذه المرحلة إلى الكوادر التربوية المؤهلة وعدم كفايتها من مدرسين بعض المواد مثل مواد اللغة الفرنسية والإنجليزية الأمر الذي يؤدي إلى انقطاع الطلاب عن متابعة هذه المواد ربما لأكثر من فصل أو عام دراسي كامل.

وأوضح أن المثير من المدرسين المؤهلين و ذوي الخبرة اتجهوا مباشرة إلى الدروس الخصوصية أو التدريس في مدارس خاصة بعد تقديم استقالتهم، وذلك نتيجة لضعف الراتب والأجر في المدارس الحكومية.

ولفت إلى أن المنهاج مكثف و مرتبط ببعضه في كافة الصفوف المدرسية وخاصة المواد العلمية مثل الرياضيات والفيزياء وبسبب ضيق وقت العام الدراسي يتعرض الطالب مباشرة إلى مواجهة مكثفة للمنهاج فيضطر للدروس الخاصة.

بدورها أوضحت مرشدة نفسية فضلت عدم الكشف عن اسمها، أن كثير من الطلاب مستواهم الدراسي جيد جداً ،ويأخذون الدروس الخاصة كنوع من التباهي أمام زملائهم الآخرين، غير آبهين بالحالة الاقتصادية التي يمر بها ذويهم.

وأضافت أن الطلاب يضطرون لحضور دروس خاصة بس تشويش الطلاب الآخرين ممن يحضروا دروس خاصة من بداية العام الدراسي، فيضطروا لحضور تلك الدروس للحاق بمستواهم الدراسي، بالإضافة إلى الحالة النفسية التي يمر بها الطالب وشعوره بالحاجة للمزيد.

تشكل الدروس الخاصة إلى جانب أجور المواصلات وثمن المحاليل الدراسية عبء كبير على الأهالي من ذوي الدخل المحدود.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى