أخبار

عن إنسانية إيران المزيفة

تجمع أحرار حوران – سلام عبد الله

وصل يوم الأربعاء في 8 من شباط/فبراير الجاري، قائد “فيلق القدس” اسماعيل قآاني إلى مدينة حلب شمال سوريا، بعد أقل من يومين على كارثة الزلزال، الذي ضرب تركيا وعدداً من المدن السورية.

زيارة “قآاني” إلى المنطقة المنكوبة لم تكن مفاجأة أبداً، على العكس كانت متوقعة، بعد إرسال إيران عدداً من الطائرات المحملة كما تدعي بالمواد الإغاثية والإسعافية بعد ساعات من وقوع الزلزال.

لكن تلك الزيارة حملت العديد من الدلالات في جنباتها، إذ تجول “قآاني” بلباس مدني في عدد من المواقع في حلب، الخاضعة لسيطرة الميليشيات المدعومة من إيران منذ السيطرة عليها قبل سنوات.

أول رسائل زيارة “قآاني” إلى سوريا تؤكد اعتبار سوريا جزءاً من إيران، وتأكيد ما تداولته وسائل إعلام معارضة سابقاً بأنّ سوريا باتت المحافظة 35 من محافظات إيران، كيف لا وقد بادر اللواء الإيراني الذي يشغل منصب قائد الجناح العسكري للحرس الثوري الإيراني إلى زيارة المناطق المتضررة قبل أن يفكر الأسد بزيارتها.

ودفعت تلك الزيارة بعض المتابعين للنشاط الإيراني في سوريا للقول بأنّ إيران منعت بشار الأسد من زيارة المناطق المتضررة قبل المسؤولين الإيرانيين، إذ جاءت زيارة الأسد لحلب بعد يومين من زيارة “قآاني” في إشارة إلى أنّ سيطرة الإيرانيين على المنطقة واعتبار بشار موظفاً لدى إيران يشرف على إدارتها وينفذ التعليمات التي يتلقاها من إيران.

أما الرسالة الثانية من الزيارة بحسب مختصين في الشأن الإيراني فتحمل الكثير للعرب، الذي حاولوا استغلال الفرصة والوقوف إلى جانب النظام في محاولة لكسر القيود الأمريكية المفروضة على التطبيع معه، بإرسال مساعدات وبرقيات تعزية واتصالات تؤكد وقوف تلك الدول إلى جانب الأسد ونظام حكمه، لكن إيران كعادتها قطعت الطريق عليهم، رافعة إشارة الطرد ومنع الدخول إلى أحد ملاعبها في المنطقة، كما فعلت سابقاً مع المبادرات العربية التي نقلتها الإمارات مرات عدة لإعادة الأسد إلى محيطه العربي مقابل تخليه عن إيران.

الرسائل في زيارة “قآاني” إلى سوريا كثيرة لا تقف عند حدود العرب وإنّما تتعداها إلى تركيا في إشارة واضحة إلى أنّ أيّ اتفاق مرتقب مع الأسد لا بد أن يمر من البوابة الإيرانية، ولا يعتبر أي اتفاق نافذاً ما لم تصادق عليه طهران.

الزيارة الثانية لقآاني إلى سوريا جاءت كما تدعي إيران لأغراض إنسانية سبقها زيارة في تموز /يوليو 2020 إلى البوكمال للاطمئنان على الميليشيات المتواجدة هناك، التي تسيطر على مساحات واسعة إلى جانب سيطرتها على معابر غير شرعية تمر عبرها الأسلحة وشحنات المواد الأولية لصناعة الكبتاجون.

القراءة في زيارة “قآاني” إلى سوريا تطول لكنها أرادت إيصال مجموعة من الرسائل إلى السوريين والعرب والدول المعنية في الشأن السوري، ولا غرابة أن تتبع هذه الزيارة زيارات مشابهة في المدى القريب والمتوسط لتثبت نفوذ إيران في سوريا وإتمام هلالها الشيعي في المنطقة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى