أخبار

السُّم سلاح الأسد الروسي لتصفية معارضيه في الجنوب السوري

تجمع أحرار حوران – شريف عبد الرحمن

توفي القيادي السابق في فصائل المعارضة “مرعي الحمدان” (أبو سليمان العز)، يوم السبت الفائت 25 كانون الأول، بعد صراعه مع مرض سببه جرثومة نتيجة التسمم منذ نحو شهرين.

وقال مصدر خاص لتجمع أحرار حوران، رفض الكشف عن اسمه لأسباب أمنية، إنّ الحمدان توفي بعد معاناة استمرت لنحو شهرين مع مرض سببه جرثومة ناجمة عن طريق دس السم له في القهوة من قبل ضباط النظام السوري داخل فرع سعسع (الأمن العسكري)، الأمر الذي أدى لتدهور حالته الصحية وأسعف إلى مشفى الرشيد في العاصمة دمشق، وبقي يتعالج هناك حتى توفي.

عملية تسمم “الحمدان” جاءت إلى جانب القيادي السابق في فصائل المعارضة “أبو محمد القبعاني” الملقب بـ (الأخطبوط) عقب استدعائهما إلى مكتب العميد طلال العلي في فرع سعسع، وذلك بعد أن أمضيا فترة أسبوع داخل المعتقل بدمشق خلال تشرين الأول/أكتوبر الفائت إثر وقوع خلافات بينهم وبين ضباط النظام.

وكان القبعاني، توفي في 31 تشرين الأول/أكتوبر الفائت، بعد معاناته من آلام مختلفة بجسده تبعها شلل بجميع أطرافه، منذ أن استُدعي إلى مكتب العميد طلال العلي، بحسب مصادر مقرّبة منه لتجمع أحرار حوران.

ويعد كل من الحمدان والقبعاني عضوان في لجنة التفاوض الخاصة بمحافظة القنيطرة منذ عقد اتفاق التسوية في صيف 2018، إلى جانب تعاونهما مع فرع الأمن العسكري “سعسع”.

ينحدر “الحمدان” من بلدة دير ماكر في ريف دمشق الجنوبي، وهو نائب قائد “لواء العز بن عبد السلام” التابع لتجمع “سيوف الشام” في فصائل المعارضة سابقاً، أمّا “القبعاني” ينحدر من بلدة اركيس في ريف دمشق الغربي ، وهو قائد “لواء الحق” ضمن فصيل “جبهة ثوار سوريا” التابع للمعارضة سابقاً.

وسبق أن توفي القيادي السابق في جبهة ثوار سوريا، “محمد معاوية الزعبي”، المنحدر من بلدة اليادودة بعد معاناة استمرّت لخمسة أشهر مع مرض سببه جرثومة ناجمة عن تسمم متعمّد من قبل ضباط النظام خلال فترة اعتقاله لدى مكتب أمن الفرقة الرابعة بريف دمشق، وفرع الـ 215 بدمشق.

وكان النظام أفرج عن الزعبي في 30 آب/أغسطس 2020 بعد دفع ذويه مبلغاً مالياً كبيراً لضباط النظام ليمضي تسعة أشهر في المعتقل، حيث اعتُقل في الأول من كانون الأول/ديسمبر 2019 عن طريق استدراجه من قبل ضباط الفرقة الرابعة إلى حاجز القوس على مدخل ضاحية درعا.

اقرأ أيضاً.. نظام الأسد يتخلّص من معارضيه بتسميمهم في محافظة درعا

وكان القاضي السابق في محكمة دار العدل، سامر عبدو مساد، من بيت آره غربي درعا، توفي في 25 آذار/مارس 2020 بعد غيبوبة دامت لأكثر من أسبوعين إثر تسمم انتشر بدمه، وُضع له من قبل رئيس فرع الأمن العسكري بدرعا، العميد لؤي العلي.

في حين تعرّض القيادي السابق في جبهة ثوار سوريا “مفلح الكناني” لمحاولة قتل عبر دس السم له في زجاجة عصير في مطلع شهر أيّار/مايو 2019 من قبل مكتب أمن الفرقة الرابعة أثناء وجوده في مكتب المقدم محمد العيسى في حي الضاحية بدرعا، ليشعر بعدها بآلام حادة في المعدة انتشرت لاحقاً إلى كامل جسده نتيجة لانتشار مادة “الزرنيخ” القاتلة في أنحاء جسده، ونتيجة لذلك، ضرب السم الجملة العصبية لدى “الكناني”، ما أدى لإصابته بالشلل التام في أطرافه، وتساقط شعره، وانخفاض مستوى الرؤية، وصعوبة النطق.

وصرّح “الكناني” حينها أنّ سبب محاولة قتله يرجع لمواقفه المعارضة لانتشار قوات النظام في المنطقة، والذي يخالف اتفاق التسوية الموقّع في تموز 2018، إذ يسعى نظام الأسد بحسب الكناني إلى “القضاء على الفاعلين في المنطقة، بحيث يتم استئصال أي فكر أو نبض ثوري ضد نظام الأسد وميليشياته في المنطقة، خاصّة من يجدون لديه أنصاراً من الشباب والمقاتلين السابقين”.

واتهم الكناني من مكان إقامته في أربيل بالعراق، نظام الأسد بالسعي إلى “تفريق الثوار وتشتيتهم عن طريق اغتيال القادة، وتوزيع العناصر وزجهم على جبهات الشمال السوري”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى