أخبار

“بيلاروسيا” خط عبور جديد لطالبي اللجوء السوريين

تجمع أحرار حوران – يوسف المصلح

عرَض “سعد المقداد” اسم مستعار لخمسيني من ريف درعا الشرقي منزله للبيع مطلع الأسبوع الفائت، لتأمين تكاليف الهجرة له ولاثنين من أبنائه، إلى القارة الأوربية عبر “بيلاروسيا” عقب أن اشتدت ظروفه المعيشية، نتيجة غلاء الأسعار وانعدام الأمن والأمان في المحافظة، بحسب ما وصف.

وأوضح “المقداد” في حديثه لتجمع أحرار حوران، أنه يسعى إلى الهجرة خارج البلاد بأسرع وقت، هرباً بأبنائه الاثنين المطلوبين للخدمة الإلزامية في جيش النظام، وخصوصاً بعد شن النظام حملات تفتيش في عدة مدن وبلدات من ريف درعا الغربي، ستمتد إلى مناطقهم في الشرق، مما يشكل خطر على أبنائه المتخلفين عن الخدمة.

ودفع واقع الفقر الذي يمر به “المقداد” وعائلته، في ظل تدني أجره الشهري الذي يتقاضاه مقابل عمله شهراً كاملاً في إحدى مؤسسات الدولة، والبالغ مائة ألف ليرة سورية، إلى حسم قراره بالهجرة إلى إحدى دول الاتحاد الأوروبي، وبيع جميع ممتلكاته من أدوات منزلية وعقارات، واصفاً الوضع المعيشي في المحافظة بالكارثي.

“درست معظم الطرقات المحتملة للوصول إلى أوروبا، ورأيت أنه بإمكاننا الخروج إلى بيلاروسيا، وبعدها إلى دول الاتحاد الأوروبي أسوةً بالعديد من الأشخاص الذين عبروا من خلاله، على الرغم من صعوبة الطريق وخطورته، إضافة إلى التدقيق الكبير على اللاجئين عند حدود تلك الدول، ولكنني اعتبرته أفضل من الطريق عبر ليبيا، حيث غرق مئات الأشخاص أثناء عبورهم البحر إلى إيطاليا”.

وعن تكلفة الطريق، ذكر “المقداد” أنهم سيخرجون أولاً إلى لبنان عبر طرق التهريب، والبالغة تكلفتها من 100 دولار أمريكي وحتى 300 دولار للشخص الواحد، ومن ثم سيحجزون بواسطة الطائرة إلى بيلاروسيا، والتي تبلغ تكلفتها قرابة 4 آلاف دولار للفرد، شاملة لأوراق الدعوة والحجز الفندقي، ومن هناك سيتم البحث عن أقل تكلفة لعبور الحدود البولندية.

وفي ذات السياق، خرج 150 مهاجراً من مخيم الزعتري في الأردن، يوم 11 أيلول الجاري، إلى بيلاروسيا، بعد استخراج وثائق السفر من السفارة السورية في الأردن، وذلك للبحث عن حياة أفضل من واقع المخيم الذي عاشوا فيه لسنوات دون تحقيق أهدافهم، التي حطمتها مرارة المخيم وقساوته، وذلك بحسب ما ذكر أحدهم لتجمع أحرار حوران.

وبدوره حذر ناشط من محافظة درعا فضل عدم الكشف عن هويته من عمليات النصب والاحتيال، التي قد تحدث لطالبي اللجوء، وخصوصاً مع ارتفاع معدل الهجرة بشكل كبير، الأمر الشي قد يستغله البعض من مهربي البشر، عن طريق إيهامهم بأن جميع الأوراق اللازمة للعبور إلى بيلاروسيا جاهزة من إقامة فندقية وغيرها، مشيراً إلى أن هناك أنباء تتحدث عن عملية نصب على عدد من المهاجرين هم الآن في مطار بيلاروسيا دون وجود أحد في انتظارهم، إضافة إلى عدم وجود حجز فندقي بأسمائهم، على عكس الاتفاق مع المهربين.

اقرأ أيضاً.. من ظلم الأسد إلى السجون الليبية.. عذابات السوريين واحدة (صور)

وشهدت محافظة درعا في الآونة الأخيرة هجرة عدد كبير من الشبان، إلى ليبيا للعبور إلى دول الاتحاد الأوروبي عبر البحر الأبيض المتوسط، والتي خفت وتيرتها نتيجة المعاملة السيئة للسوريين من قبل السلطات الليبية، في حال تم القبض عليهم أثناء محاولتهم المغادرة عبر البحر.

وكان تجمع أحرار حوران، قد حصل على شهادات من سوريين خرجوا من السجون الليبية بعد دفعهم مبالغ مالية طائلة تصل إلى حد 2300 دولار للفرد الواحد، مقابل الإفراج عنه، في حين تحدّث أشخاص عن وحشية التعذيب داخل السجون الليبية حيث توفي شاب من مدينة نوى في محافظة درعا، إثر تعرضه للضرب المبرح داخل سجن الزاوية، فضلاً عن كميات الطعام القليلة، وانعدام النظافة.

ولايزال العشرات من طالبي اللجوء السوريين محتجزين في عدد من السجون الليبية، ووثق تجمع أحرار حوران الإفراج عن العديد منهم بعد دفعهم مبالغ مالية طائلة لإدارة السجون عبر سماسرة مهمتهم التواصل مع المحتجزين.

اقرأ أيضاً.. بيان صحفي حول احتجاز طالبي لجوء سوريين في ليبيا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى