تقاريرتقارير وقصص إنسانية

الفقر والحرب واقع “مأساوي” يعيشه الداخل السوري

درعا : الأحد / 23 تموز 2017
سيرين الحوراني – تجمع أحرار حوران

واقع مأساوي فُرض على السوريين في بلد كان يوماً ما مائدة روما وسلتها الغذائية، يحوي في باطنه من الثروات ما يجعله من البلدان الغنية بمواردها الطبيعية ليصبح وطن الفقر والحرب في ظل نظام جائر أنهك الشعب بسياسته الاقتصادية على مدى خمسين عاماً.

والوضع في سوريا اليوم ليس بأفضل مما كان عليه قبل الثورة، لكن نظام الأسد قد هيأ بيئة مناسبة لذلك الانحدار الاقتصادي  فقد عاش المواطن السوري طيلة حكم آل الأسد في ظروف اقتصادية صعبة جعلته يعاني فقراً كبيراً

يعيش السوريون اليوم في الداخل السوري في ظل هذه الحرب بعد أن فقدت الكثير من العائلات المعيل الوحيد لها في ظل الحرب الدائرة التي فرضها نظام الأسد على الشعب السوري، مما زاد من أعداد الأسر الفقيرة، وانضم إليهم أصحاب الدخل المحدود فضلاً عن الكثير من العائلات التي انهارت لما حل بها من دمار مادي ومعنوي لتعيش كل هذه الفئات بمستوى اقتصادي متدني أو بما يسمى تحت خط الفقر.

كما أسهم انحسار رأس المال بفترة ما قبل الثورة بيد فئة معينة من حاشية النظام إلى هشاشة الوضع الاقتصادي السوري لتجعله عرضة للانهيار في أي لحظة، ومما زاد في ذلك الانهيار الحملة العسكرية التي شنتها قوات الأسد خلال الثورة السورية ضد الشعب الأعزل، وما خلفته من تدمير للمنشآت الصناعية والبنى التحتية ليفقد الكثير من أبناء الطبقة الكادحة عملهم ويتجلى ذلك خلال سيطرة النظام على المنطقة الصناعية ودرعا المحطة في مركز المدينة، والتي تعد من أهم الموارد الاقتصادية للأهالي ونهب المنطقة الصناعية وتحويلها لمنطقة عسكرية أفقدت الكثير من الأهالي مصادر رزقهم.

و كان للحصار الجائر المفروض على الشعب دوراً كبيراً في ارتفاع أسعار  المواد الأساسية و الخدمية، وكذلك ملاحقة الشباب واعتقالهم وسوقهم للخدمة الإلزامية، ما أجبرهم إلى ترك عملهم خوفاً من الاعتقال وسوقهم إلى جبهات للقتال إلى جانب قوات الأسد.

ونتيجة للأوضاع المعيشية الصعبة التي تعيشها الكثير من العائلات، نرى هناك تعاوناً ملحوظاً تقدمه بعض العائلات الميسورة أو أبنائها المغتربين لمساعدة تلك الأسر، أو تنفيذ فكرة صناديق الدعم الاجتماعي بالداخل لمساعدة الأسر الفقيرة ذات الدخل المحدود لتقوى على العيش في ظل هذه الظروف الصعبة ..

والجدير بالذكر أن غالبية السوريين يعيشون اليوم كارثة إنسانية صعبة ليصبح الحصول على بعض المواد الأساسية لمعظمهم حلماً صعب المنال أو نادر التحقق .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى