تقاريرتقارير ميدانية

“الله ورجال الشعبة”.. “الكسم” من قائد لواء في “الحر” إلى لعبة بيد النظام

تجمع أحرار حوران – رنا محمد

مصطفى قاسم المسالمة، الملقب بـ “الكسم “، قائد إحدى الميليشيات العاملة لصالح الأمن العسكري التابع لنظام، بمحافظة درعا، برز اسمه خلال الأيام القليلة الماضية إثر محاولة اغتياله، وهي ليست المرة الأولى، حيث استهدف أكثر مرة.

من هو “الكسم” الذي بات يتصرف كدولة، وفقاً لمراقبين، ويرمي أحياء درعا البلد، المعروفة بمعارضتها لنظام الأسد، بالقذائف بعد أن كان في صفوف فصائل المعارضة؟

“الكسم”:
ينحدر “الكسم” من درعا البلد، مسقط رأسه، من مواليد عام 1993، ومع انطلاق الثورة السورية، كان “الكسم” عسكرياً في جيش الأسد، بحمص، وفي عام 2012 تلقى تهديداً من قبل فصائل في الجيش الحر بدرعا مفاده “إما أن تنشق أو تصبح شخصاً مطلوباً لنا” فآثر الانشقاق، وانضم للجيش الحر حينها حتى تاريخ 26 حزيران 2014 شكّل كتيبته “أحفاد خالد بن الوليد”.

استمر الكسم في عمله المسلح حتى صيف عام 2018، عندما سيطر نظام الأسد على المحافظة وأبرم مع من وافق اتفاقات التسوية وكان من بينهم “الكسم”.

وأصبح “الكسم”بعدها قائد ميليشيا تتبع للأمن العسكري التابع للنظام، وحظي بمكانة مميزة لدى رئيس الفرع “لؤي العلي”، بعد أن كشف عن مخابئ الأسلحة، ويتصرف وفقاً لناشطين كـ “دولة” ولا يضيره أن يرتكب انتهاكات، لاسيّما تورطه بتجارة السلاح، والممنوعات والحشيش المخدر.

القيادي “مصطفى المسالمة”

انتهاكاته:
تفيد المعلومات التي حصل عليها “تجمع أحرار حوران” بأن الكسم كان مسؤولاً عن تسليم خمسة شبان من مدينة درعا من بينهم القيادي السابق في الجيش الحر “محمود موسى السرحان” المنحدر من مخيم درعا، إلى فرع الأمن العسكري بحي المطار، وذلك في 22 أيّار/مايو 2020.

وانتشرت صورة للشاب “السرحان” على مواقع التواصل الاجتماعي، كشفت مدى التعذيب الوحشي الذي تعرض له الشاب، حيث أفرج عنه خلال أقل من يوم، بعد أن تلقى “الكسم” تهديدات باحتمال شن هجمات على مواقع النظام ما لم يتم إطلاق سراح السرحان، بينما لا يزال الأربعة قيد الاحتجاز لدى نظام الأسد.

القيادي “محمود السرحان” الملقب “كريكو”

اقرأ أيضًا.. توتر في درعا بعد محاولة اغتيال قيادي في الأمن العسكري.. فماذا وراءها؟

وتتوجه أصابع الاتهام لـ “الكسم” بتورطه في عملية اعتقال “فارس أديب البيدر” القائد الميداني في “ألوية العمري” سابقاً، إذ سلم في 8 أيلول/سبتمبر 2018 لفرع الأمن العسكري في درعا المحطة، ولم ترد عنه أية معلومات حتى اليوم.

كما يضلع الكسم في عمليات اغتيال عديدة استهدفت عناصر وقياديين سابقين في الجيش الحر لم ينضووا في صفوف تشكيلات النظام عقب “التسوية” في درعا البلد، وفق مصادر محلية لتجمع أحرار حوران.

اقرأ أيضًا.. “الاغتيالات في درعا” عمليات ممنهجة تحصد أبناء المحافظة.. فمن المسؤول؟

محاولات اغتيال انتهت بمقتل الأشقاء:
استهدفت قوة تابعة للمدعو مصطفى المسالمة الملقب بـ “الكسم “، أحياء درعا البلد بقذائف BMB من أحد مقراته في جمرك درعا القديم الحدودي مع الأردن، مساء يوم الجمعة الفائت، إلا أنّ الأضرار اقتصرت على الماديات.

وجاءت تلك الحادثة بعد مرور ساعات على مقتل الشاب “باسل كمال المسالمة”، أحد عناصر “الكسم”، وكان قد قتل اثنان من عناصر مجموعة الكسم، الأسبوع الفائت، إثر انفجار استهدفهم في حي المنشية بدرعا البلد، وهما “باسل هاني المسالمة”، “وسيم قاسم المسالمة” (شقيق الكسم) فيما أصيب آخرون جلّهم من عائلة المسالمة بينهم طفلين، وذلك أمام القيادي منزل مصطفى المسالمة.

والقتلى هم من العناصر التابعة “للكسم”، ويعملون لصالح فرع الأمن العسكري منذ إجرائهم التسويات.

واستهدف مجهولون، مطلع العام الجاري ”مصطفى المسالمة”، بعبوة ناسفة زرعت على جانب الطريق بالقرب من دوار الكازية بدرعا البلد، ما أدى إلى إصابته بجروح ومقتل أحد مرافقيه.

في حين قتل شقيقه “وسام المسالمة” المعروف بـ”العجلوقة” في 24 كانون الأول/ديسمبر 2019 بعبوة ناسفة بالقرب من دوار الكازية بدرعا البلد، وتعرّض “الكسم” لعدة محاولات اغتيال سابقة نجى منها.

وسام قاسم المسالمة، شقيق الكسم

“الله ورجال الشعبة”:
ومن يستعرض صفحة “الكسم” على فيس بوك لا يجد فيه سوى شخصية تشبيحيّة، لا تختلف بأي من تفاصيلها عن صفحات كبار الشبيحة، ففي أحد منشوراته يشارك أغنية تمجد أجهزة النظام المخابراتية تقول “الله محي شعبة المخابرات – الأمن العسكري”، وفي منشور آخر يتوعد خصومه بالقتل وبأبشع الأفعال فيقول “ستدور الدنيا وحين يأتي دوري لن أرحم أحداً لا رحمة ولا شفقة بعد اليوم، سوف ننكحهم جميعاً، صار وقت الجد”.

وغيرها من المنشورات التي تتوعد الآخرين، وهم الثوار بالتأكيد بأبشع أنواع العقاب والثأر، فتأتي آخر منشوراته في 21 حزيران الجاري، ليقول “على ما اعتقد انه في مفاجأة من نوع  الثقيل والله اعلم ? نسأل الله السلامه للجميع..!”.

“لا مصلحة للنظام”:
قيادي سابق في الجيش الحر، رفض ذكر اسمه، ممن يعرفون “الكسم” قال لتجمع أحرار حوران، “لا أعتقد أن لنظام الأسد علاقة بمحاولات اغتيال الكسم، إذ أنه لا مصلحة له بموته، فهو عميل له، وينفذ أوامره، وما يفعله النظام حالياً، هو إطلاق يد الكسم، لاستفزاز المحيط، أي أن الكسم سيكون الشماعة وتمهيد أي استباحة للنظام في خطواته اللاحقة، وذلك بخطوات مشرعة”.

يذكر أن ميليشيا “الكسم” انسحبت يوم أمس الأحد 26 حزيران، إلى حي المنشية بدرعا، تاركة مقرها الموجود في جمرك درعا القديم، لصالح قوات من الفرقة 15 التابعة لجيش الأسد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى