أخبار

هل تسعى إيران للسيطرة على مديرية أوقاف درعا ؟

تجمع أحرار حوران – فريق التحرير

أصدرت مديرية الأوقاف في محافظة درعا تعميمًا تمنع فيه القائمين على المساجد من استخدام الإذاعة في المسجد للنداء على المفقودات.

كما طالب التعميم القائمين على المساجد فتح سجل لتدوين المعلومات الشخصية الموجودة في البطاقة الشخصية، لكل شخص يطلب النداء على شخص متوفى أو طفل ضائع.

وحمّل التعميم مؤذن المسجد والخادم المسؤولية في حال تمت مخالفة ما ورد فيه.

تعميم صادر عن مديرية أوقاف درعا 4/أيّار 2020

هذا التعميم هو الأول من نوعه ،إذ جرّت العادة في عموم قرى وبلدات سورية استخدام مكبرات الصوت في المسجد، لإعلان وفاة أو بحثًا عن مفقود، خاصة إذا كان المفقود طفلًا من أبناء البلدة أو البلدات المجاورة، من دون طلب أيّة معلومات عن المتوفى أو المفقود، أو صاحب الطلب، الذي عادة ما يكون معروفًا من القائمين على المسجد.

ويأتي هذا التعميم بالتزامن مع ازدياد حالات الخطف بشكل ملحوظ، لا سيما حالات خطف الأطفال، حيث سجلت المنطقة الشرقية من درعا خلال الأشهر القليلة الماضية أكثر من حالة، كانت ضحاياها من الأطفال.

اقرأ المزيد.. لا أمان تحت سيطرة نظام الأسد.. 5 حالات خطف بحق أطفال في محافظة درعا

كما يحاول التعميم منع ذوي المعارضين للنظام من استخدام المساجد لإعلان نبأ وفاة أبنائهم، خاصة إذا قضوا على أيدي النظام والميليشيات المساندة له، سواء في الفروع الأمنية، أو عبر الاغتيال والاستهداف المباشر.

واعتبر بعض الناشطين أنّ إيران هي من تقف خلف هذا القرار، بعد محاولاتها السيطرة على مساجد الجنوب السوري، وتدجين الأئمة والخطباء لصالحها.

محاولة إيران السيطرة على المساجد، بدأ بعد سيطرة النظام على المنطقة، إذ سبق لها أن طلبت من بعض خطباء المساجد في محافظة درعا الحديث عن آل البيت والمذهب الشيعي، وتقريب وجهات النظر بين السنة والشيعة، في خطوة تهدف لإيجاد موطئ قدم في المنطقة، وإقناع الحاضنة الشعبية بالمشروع الإيراني في المنطقة.

كما استثمرت إيران المساجد في محاولة تصفية واعتقال المطلوبين للنظام، عندما طلبت مديرية أوقاف درعا من المطلوبين للنظام التنقل على الحواجز في كانون الأول/ديسمبر من العام الماضي، بتوجيه مباشر من فروع النظام الأمنية، بهدف جرهم إلى الحواجز التي تسيطر عليها تلك الفروع لاعتقالهم.

اقرأ المزيد.. تعميم من مديرية أوقاف درعا لحملة التسويات.. مصيدة جديدة لهم

ولم تقتصر المساعي الإيرانية على المساجد، التي أولتها أهمية كبيرة في الآونة الأخيرة، لقدرتها على التأثير في الرأي العام، وإنما تدخلت في مختلف جوانب الحياة في الجنوب السوري، إذ تمكنت من ترشيح أشخاص لعضوية المكتب التتفيذي لمحافظة درعا، وبعض مجالس البلدية في المحافظة، كما استطاعت تجنيد مئات العناصر في صفوف ميليشياتها، وحاولت التقرب من الحاضنة الشعبية عبر تأسيس منظمات إغاثية.

وكانت “أوقاف درعا” عزلت 34 إمامًا من الخطابة والنشاط الديني في المساجد بريف درعا، منذ سيطرة نظام الأسد على المحافظة، شمل العزل بعض الأئمة ممن كانوا إبان سيطرة فصائل المعارضة على درعا خطباء في ذات المساجد.

وانحصرت أسباب العزل في عدم مشاركة الأئمة في الدورة التدريبية التي أقيمت لخطباء المساجد في مركز الشام الإسلامي الدولي بدمشق، إضافة إلى “الإساءة للعمل الموكل إليهم ونشاط بعضهم دون تكليف رسمي”، بحسب ما جاء في القرارات المسرّبة التي حصل عليها تجمع أحرار حوران.

في حين توقّع ناشطون بدرعا أنّ أسباب عزل الأئمة تكمن في عدم خضوعهم لتعليمات مديرية الأوقاف وعدم ثنائهم على النظام وقيادته في خُطب يوم الجمعة، فضلًا عن وجود خطة من وزارة الأوقاف إلى تهدئة الشارع في درعا من خلال تكليف خطباء جدد للمساجد مقرّبين من النظام، وبعضهم تدرّب في مركز الشام الإسلامي بدمشق.

ويبقى الهاجس لدى أبناء المنطقة من محاولات إيران وقدرتها على التوغل أكثر في المؤسسة الدينية بمساعدة النظام، لتثبت تواجدها وتوسيع انتشارها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى