أخبارتقارير

تجمع أحرار حوران.. أحد عشر عام على التأسيس والتغطية مستمرة رغم التحديات

يصادف اليوم الأحد 1 أيّار الذكرى الحادية عشرة لولادة منبر من منابر الثورة السورية، الذي توهّجت شمعته في شهر أيّار/مايو 2011 عقب اندلاع الثورة السورية في 18 آذار/مارس 2011 من محافظة درعا، بهدف مناصرتها إعلامياً.

الغاية من تأسيس تجمع أحرار حوران
كان انطلاق تجمع أحرار حوران ضرورة مُلحّة لمواكبة الأحداث الجارية في المحافظة، ونقل انتهاكات نظام الأسد بحق المدنيين ونشرها للعلن، ليكون صوت المظلومين، وكلمة الحق للمطالبين بالحريّة في سوريا عامّة، وفي الجنوب السوري خاصّة.

كما كانت ضرورة لرصد وتغطية الأحداث الجارية في الجنوب السوري، والتركيز على توثيق انتهاكات حقوق الإنسان التي أخذت حينها منحى تصاعدي من قبل نظام الأسد، وارتكابه أفظع الجرائم خلال قمع أجهزته الأمنية للمظاهرات السلميّة، إضافة لعمليات الاعتقال التعسفي وحالات الاختفاء القسري.

كان لابد من تشكيل جسم إعلامي قادر على إيصال ما يجري في المحافظة للعالم بشكل مهني وواقعي، بحيث يكون العمل مؤسساتياً بالإمكانيات المتاحة آنذاك، وبعيداً عمّا عُرف حينها بالإعلام الفردي من قبل الناشطين، وتعزيز نشاط صحافة المواطن، وتوظيفها في نشر الصورة الحقيقية للواقع المرير في المنطقة الجنوبية.

وكان لدى مؤسسي التجمع في ذلك الوقت، تطلعات للتعاون مع وسائل الإعلام العربية والدولية التي تنقل معاناة الأهالي وتقف إلى جانب الشعب السوري المطالب بحريّته، وذلك من خلال المداخلات المُتلفزة على القنوات الفضائية لإيصال الصورة كما هي من الأحداث الميدانية للعالم الخارجي بشكل أسرع، إضافة للتعاون مع المنظمات الحقوقية المختصّة في مجال توثيق انتهاكات حقوق الإنسان بمحافظتي درعا والقنيطرة.

شهداء الكلمة الحرّة
تأسس التجمع بجهود صحفيين وناشطين إعلاميين من أبناء المنطقة، عملوا طِوال السنوات الماضية على فضح جرائم نظام الأسد والتنظيمات الإرهابية، ما جعل من مراسلي التجمع أهدافاً للنظام وشركائه في الجريمة.

إذ قضى نخبة من فرسان الكلمة الحرة من كادر المؤسسة، وهم: “محمد أبو حوران” الناطق الرسمي باسم التجمع وأحد مؤسسيه تحت التعذيب في معتقلات نظام الأسد عام 2014 ، كما قضى “حسان عبدالرحمن الزعبي” برصاص طائش أثناء تدخله لفض نزاع بين فصيلين عسكريين في 28 كانون الثاني 2014 ، واستُشهد “عمار بشير الكامل” أثناء تغطيته الإعلامية بالقرب من بلدة خربة غزالة في 10 كانون الثاني 2017 ، وأثناء التغطية الإعلامية لمجريات معركة الموت ولا المذلة في حي المنشية بدرعا البلد في 13 شباط 2017 استُشهد “عمر أحمد أبو نبوت” ، وكذلك أعلن التجمع عن استشهاد “محمود عويضة الجباوي” أثناء تغطيته الإعلامية للمواجهات العسكرية ضد تنظيم داعش في حوض اليرموك في 20 آذار 2017.

عمل مؤسساتي مُنظّم
ينبثق عن تجمع أحرار حوران مكتبان رئيسيّان، الأول إعلامي والآخر حقوقي، اللذان استطاعا مجاراة الثورة السورية منذ انطلاقها وحتى اليوم، من خلال توثيق الأحداث وفق خطة أعدت مسبقاً لحفظ البيانات المتعلقة بها، ضماناً لعدم التفريط بها، وحفظاً لحقوق الضحايا لغايات استخدامها مستقبلاً في العدالة للشعب السوري.

ويتطوع اليوم للعمل في التجمع بشقيه الإعلامي والحقوقي 25 عضواً من ذوي الخبرة والاختصاص في المجالين، استطاعوا من خلال عملهم المنظّم والذي يعتمد على منظومة العمل المؤسساتي، من إيصال الكلمة الحرّة والواقعيّة للمجتمعين العربي والدولي وللجمهور المحلّي.

وأطلق التجمع موقعه الإلكتروني في عام 2016، نُشر خلالها أكثر من 3000 مادة صحفية مرئية ومكتوبة، إضافة إلى مواكبة مواقع وصفحات التواصل الاجتماعي، حيث نقل التجمع آلاف الأخبار المحليّة عبر منصات التواصل الاجتماعي وأهمها “فيسبوكتويترتليجراميوتيوب“، بعد أن استخدم هوية بصرية جديدة في عام 2016.

شعار تجمع أحرار حوران المُستخدم منذ العام 2011 ولغاية العام 2016
شعار تجمع أحرار حوران المُستخدم منذ العام 2016 ولغاية اليوم

في حين استحدث التجمع المكتب الحقوقي الخاص بتوثيق الانتهاكات في حزيران 2016، ومهمّته توثيق ما يجري من انتهاكات حقوق الإنسان بشكل قانوني، ويقوم أعضاء المكتب على استكمال البيانات المتعلقة بضحايا القتل والاختفاء القسري منذ العام 2011

بالإضافة لنشر تقارير حقوقية متخصّصة، والتوسّع في التقارير الإعلامية والتحقيقات الصحفية والاستقصائية لتطال كل مناحي الحياة في الجنوب السوري ( اقتصاد – خدمات – مجتمع – حقوق .. إلخ ).

للاطّلاع على السياسة التحريرية الخاصّة بتجمع أحرار حوران
للاطّلاع على سياسة التصحيحات في تجمع أحرار حوران

يركز التجمع اليوم على نقل وتوثيق عمليات الاغتيال التي تحدث بشكل كبير في محافظة درعا، والتي ازدادت في مرحلة ما بعد التسوية بين نظام الأسد وفصائل المعارضة في تموز 2018، وعمليات الاعتقال والإفراج عن المعتقلين، وتوثيق ضحايا الموت نتيجة التعذيب في مراكز الاحتجاز التابعة لنظام الأسد وغيرها من المجموعات التي ظهرت خلال الثورة السورية، بالإضافة لضحايا مخلفات الحرب (الألغام والذخائر غير المنفجرة)، وعمليات ترويج المخدرات وتسليط الضوء عليها، والأوضاع المتعلّقة بالمجالات الاقتصادية والخدمية، وفي عملية إعادة الإعمار والسلم الأهلي.

التجمع.. مُرخّص رسميّاً
في حزيران 2016 حصل تجمع أحرار حوران على ترخيص رسمي من مجلس محافظة درعا الحرّة، كما حصل على ترخيص دولي في فرنسا أيلول 2020.

العوائق والتحدّيات
تزامن تأسيس تجمع أحرار حوران مع ظروف أمنية بالغة الشدة من قبل الأجهزة الأمنية التابعة لنظام الأسد في محافظة درعا، حيث انطلقت حركة الاحتجاجات السلمية في آذار 2011، وكان يتعرض خلالها الناشطون والإعلاميون إمّا للاعتقال أو القتل والإعدام الميداني، لتُلاحق الجهات الأمنية العاملين في التجمع ثم يتم فيما بعد إدراج أسمائهم في قوائم المطلوبين لنظام الأسد، واعتقال أعداد منهم لايزال مصير بعضهم مجهولاً حتى الآن.

إضافة إلى أنّ التجمع يعمل منذ انطلاقته بشكل تطوعي دون وجود أي جهة داعمة أو مموّلة له، إذ يستمر بالتغطية الإعلامية وفق ذات الوتيرة التي عمل بها منذ تأسيسه، ليبقى عمله مستقلاً عن أي جهة محلّية أو دوليّة، عسكريّة كانت أم مدنيّة، متخذاً القرار بالعمل المستقل والتغطية الإعلامية المهنية، دون وجود أي أجندة تُفرض عليه من أي جهة.

واستطاع التجمع خلال الأربع سنوات الماضية منذ سيطر النظام على الجنوب السوري كاملًا في تموز 2018، توثيق الانتهاكات التي ترتكبها قوات النظام والميليشيات المساندة لها في محافظة درعا، وعقد شراكات مع منظمات إنسانية وحقوقية مهتمة بعمليات توثيق الانتهاكات.

ومع محاولة إيران بسط سيطرتها على سوريا عمومًا والجنوب السوري خصوصًا تمكن التجمع من رصد تحركات الميليشيات المدعومة من إيران وتوثيق انتهاكاتها بحق المدنيين والمعارضين للنظام والمشروع الإيراني، وسلط الضوء على عمليات الاغتيال التي تنفذها تلك الميليشيات دعمًا لمشروع توسعها، والتي استهدفت في معظمها معارضين للنفوذ الإيراني في المنطقة.

ويتطلع التجمع دوماً لتحقيق الغاية التي أسس من أجلها، والتي تتلخص في نقل معاناة أهالي المنطقة، ونقل صوت المدنيين، وتوثيق الانتهاكات من أي طرف كان.

لم تُثنِ تلك العوائق والتحدّيات عزيمة العاملين في تجمع أحرار حوران إذ أنّه وبعد مُضّي 11 سنة على انطلاقته، يؤكد التجمع على استمرار عمله في نقل الأحداث بمصداقية وموضوعية ومهنية تامّة، ملتزماً بالمواثيق الصحفية العالمية، وساعياً أخلاقياً وقانونياً بحق الناس في الحصول على المعلومة ونقلها وتداولها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى