أخبار

كيف حاولت المخابرات السورية اختراق إسرائيل؟

تجمع أحرار حوران – سلام عبد الله

بعد اتفاق التسوية منتصف العام 2018 استدعى فرع الأمن العسكري في سعسع عدداً من الأشخاص الذين كانت تربطهم صلات بالجانب الإسرائيلي، وكان عددهم ثلاثة من ريف دمشق الغربي والقنيطرة.

التقى رئيس الفرع العميد “طلال العلي” بكل واحد منهم على انفراد، مشدداً على ضرورة عدم معرفة البقية بالحديث الذي سيدور خلال الجلسة.

أحد الذين حضروا تمكن مطلع العام 2019 من مغادرة سوريا خوفاً من مصير مجهول ينتظره ونقل لتجمع أحرار حوران طلب رئيس الفرع، الذي بدأ حديثه بتهديد مبطن، ثم انتقل للحديث عن ضرورة التعاون بين القيادي في المعارضة وفرع الأمن العسكري.

وقال القيادي إن رئيس الفرع طلب منه إعادة التواصل مع إسرائيل وزوده بهاتف محمول وشريحة اتصال، طالباً منه أن يتم التواصل مع الجانب الإسرائيلي من هذا الموبايل تحديداً.

وأكد رئيس الفرع للقيادي أنه سيكون بحمايتهم، ولن يتعرض له أحد، وأن المعلومات التي سيرسلها للإسرائيليين ستكون بالتنسيق مع رئيس الفرع.

حاول القيادي التهرب من الطلب، موضحاً أن التواصل سابقاً كان بغرض إدخال الجرحى والحالات الإنسانية، لكن التهديد بالعواقب دفعه للموافقة.

وعن طبيعة تلك المعلومات ذكر القيادي أن المعلومات التي سيتم نقلها تتركز على أماكن توزع الإيرانيين ونشاطهم على الجانب السوري من الحدود مع الجولان المحتل، وإرسال تقارير غير صحيحة بهدف تمرير ما تريده المخابرات السورية، ومحاولة معرفة نوايا الإسرائيلي عن عمليات مرتقبة في المنطقة الحدودية أو طلعات جوية إن أمكن.

وأعُطي القيادي صلاحية الاتصال عبر الإنترنت، والتواصل من دون الرجوع لرئيس الفرع باستثناء إرسال المعلومات التي يجب أن يتم التنسيق مسبقاً قبل إرسالها، وسمح له بالحديث عن الأوضاع المعيشية والأمنية للسكان في المنطقة من دون الدخول في التفاصيل.

يضيف القيادي بعد خروجي من الاجتماع في سعسع نسقت مع أحد المهربين وخرجت خلال ثلاثة أيام من المنطقة، وتمكنت من الوصول إلى مكان آمن بعد شهرين من الحادثة، ولم يجرِ أي تواصل من طرفي مع إسرائيل.

وعن مصير رفاقه توقع أن يتم اعتقالهم أو تصفيتهم وهو ما جرى بالفعل حيث تمكن النظام من اغتيال أحدهم باستهدافه بإطلاق نار، بينما قضى الثاني في المعتقل بعد أشهر من اعتقاله.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى