تقاريرتقارير ميدانية

هل نفذت روسيا تهديدها بإدخال الميليشيات الإيرانية إلى درعا البلد؟

تجمع أحرار حوران – يوسف المصلح

فرضت قوات النظام وحليفها الروسي حصاراً عسكرياً على أحياء درعا البلد في 24 حزيران الفائت، من خلال إغلاق معظم المعابر المؤدية إليها بالسواتر الترابية، عقب رفض أهالي درعا البلد واللجنة المركزية فيها، طلب الجنرال الروسي الملقب “أسد الله” بتسليم السلاح الفردي، وتفتيش المنازل، مهدداً إياهم بإدخال الميليشيات الإيرانية.

ومع تصاعد وتيرة المفاوضات التي تؤجل مرة وتفشل أخرى، استقدم النظام السوري، عشرات الأرتال العسكرية من العاصمة دمشق، والبادية السورية، والتي ضمت ميليشيات إيرانية، وأخرى تابعة لحزب الله اللبناني، مزودين بعشرات الدبابات وآليات القصف العشوائي، تحت مسمى الجيش السوري، تطبيقاً للأمر الذي هدد به الجنرال الروسي “أسد الله”.

مشاركة الميليشيات الإيرانية

قال الصحفي “باسل غزاوي” لتجمع أحرار حوران أن الميليشيات الإيرانية شاركت بشكل كبير في الحملة العسكرية على أحياء درعا البلد، عن طريق مجموعات تابعة لها بشكل مباشر كميليشيات الرضوان، وميليشيا 313، والحرس القومي، كما استخدمت أذرع لها في المنطقة وهم الفرقتين الرابعة والتاسعة، وخصوصاً اللواء 42 المعروف بإسم قوات الغيث، والذي يتزعمه “غياث دلا”، الذي يرتبط بشكل مباشر مع قيادات في الحرس الثوري الإيراني، الذين بدورهم يقومون بتوجيهه في العمليات العسكرية.

وحمّل “الغزاوي” هذه الميليشيات المسؤولية المباشرة عن استهداف الأحياء السكنية في بلدة اليادودة بريف درعا الغربي بصواريخ أرض أرض من نوع “فيل”، التي تشرف على تصنيعها بشكل مباشر الميليشيات الإيرانية، حيث أدت إلى وقوع مجزرة من المدنيين راح ضحيتها ثلاثة أطفال وإمرأة، واعتبرها من أكبر الانتهاكات التي مارستها في هذه الحملة، فضلاً عن استهداف أحياء درعا البلد بعشرات القذائف الصاروخية.

وتساهم هذه الميليشيات بشكل كبير في إفشال عمليات التفاوض بين اللجنة الأمنية التابعة للنظام ولجنة التفاوض في درعا البلد، من خلال تعنتها على الدخول إلى المنطقة عن طريق القوة، على الرغم من الشعارات المتكررة التي رفعها أبناء المحافظة الرافضة للحرب، والمؤكدة على الحراك السلمي.

وتحولت بعض الثكنات العسكرية في محافظة درعا وخصوصاً في ريفها الغربي إلى مقرات تضم ميليشيات إيرانية وعراقية وخاصة في منطقة الري، ومقرات الفرقة الرابعة، وفق تصريح سابق لتجمع أحرار حوران.

غاية روسيا في الصراع، وتنفيذها التهديد

مع تأزم الأوضاع العسكرية في درعا البلد، وفشل الميليشيات المحاصِرة من اقتحام درعا البلد، عقب جولة من المناوشات المسلحة والقصف الكثيف، واحتدام المواجهات في أرياف درعا وخسارة النظام أكثر من 30 حاجزاً وموقعاً عسكرياً، إضافة إلى أسر عشرات العناصر، تحول الدور الروسي إلى راعٍ للمفاوضات، على الرغم من تهديدات حزيران الفائت.

وفي هذا الصدد، تحدث “الغزاوي” عن فرض الحصار من قبل الميليشيات على أحياء درعا البلد، تنفيذاً لتهديد الجنرال الروسي “أسد الله” بإدخالها إلى درعا، عقب رفض الأهالي جملة مطالب من بينها فرض قوى عسكرية داخل أحياء درعا البلد، ودخول اللجنة الأمنية ك “حسام لوغا” وغيره إليها، وبالفعل أوفوا الضباط الروس بما تحدثوا به، وخصوصاً أن آلاف العناصر الذين وصلوا إلى درعا هم موالين لإيران ويعملون لصالحها.

وتأتي الغاية الروسية من ذلك، للضغط على الأهالي وفرض شروطها عليهم، حيث أنهما لا تعتبر وسيطاً بين اللجنة الأمنية ولجان درعا البلد، بل هي من تتحكم في القرار بالجنوب السوري، ولو كانت تريد منع الميليشيات الإيرانية من الوصول إلى درعا لفعلت ذلك دون الرجوع لأحد، مشيراً أنها تريد التخلي عن اتفاقياتها مع الفصائل المعارضة في 2018، وتحاول الترويج بأنها على خلافات مع الإيرانيين وضباط النظام السوري بخصوص ملف درعا، بحسب “الغزاوي”.

وأضاف، أن روسيا تحاول التهرب من الالتزامات التي وعدت بها الأهالي، والدول المعنية بالملف السوري، وخصوصاً المعنية بالجنوب كتل أبيب وعمان، وتريد روسيا إيصال فكرة أنها فقدت السيطرة على الميليشيات الإيرانية من أجل ذلك، ولكن في الواقع روسيا من غير الممكن أن تفقد السيطرة.

الدور الروسي في المفاوضات، وعلاقته مع الميليشيات

أكد “الغزاوي” أن، روسيا هي طرف في عمليات التفاوض، وتقف إلى جانب النظام، ومصلحتها لا تصب في مصلحة الأهالي، ولايمكن أن تكون طرفاً ضامناً كما كانت ترسل عبر رسائل سابقة وتدعي أنها ضامنة لاتفاق عام 2018، ومن المحتمل أنه في حال اشتدت المواجهات العسكرية، ستتلقى الروس ضغطاً كبيراً كونها صنفت كضامنة وراعية لجميع الاتفاقات.

ومن وجهة نظره، رأى أن الضباط الروسيون في مفاوضات درعا يماطلون ويضيعون الوقت بشكل كبير، في محاولة منهم الحصول على تشريع دولي، وخاصة من الدول المهتمة بشأن الجنوب السوري، للبدء في عملية عسكرية.

وعن علاقة الميليشيات بروسيا، أوضح أن الميليشيات التي وصلت إلى درعا لم تتحرك إلا بموافقة روسية، وخصوصاً أن من بين الحشود قوات للنظام لها مقربة من الروس بالملف السوري، وهي مشاركة في الحملة العسكرية، لذلك هنا موافقة روسية لكل هذه التحركات، إضافة إلى التهديدات التي نفذوها مع بداية الحصار.

على الصعيد السياسي تشهد عموم محافظة درعا مرحلة من التفاوض مابين اللجان المركزية من جهة، واللجنة الأمنية التابعة للنظام من جهة أخرى ط، وسط تعنت من قبل النظام بفرض حواجز عسكرية داخل الأحياء السكنية بدرعا البلد، يواجهها تعنت من اللجان المركزية بألا تكون هذه الحواجز تابعة لميليشيات الفرقة الرابعة والميليشيات الإيرانية، وطرحت أن تتبع الحواجز للواء الثامن التابع للفيلق الخامس الموالي لروسيا، والذي يتزعمه “أحمد العودة”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى