تقاريرتقارير وقصص إنسانية

في يوم اللاجئ العالمي.. لا وجود لقوانين تُنصف اللاجئ السوري

تجمع أحرار حوران – أميمة القاسم

تحت شعار “معاً نتعافى ونتعلم ونتألق”، احتفى العالم بيوم اللاجئ، ورمز الشعار إلى دعم اللاجئين حول العالم وتوفير الحماية لهم وإدراجهم في أنظمة الرعاية الصحية والتعليمية.

لكن على ما يبدو أن هذه الشعارات ليست سوى احتفاءً بيوم سيمضي على اللاجئين السوريين كغيره من الأيام لا يخلو من القهر والتفكير بمصيرهم المجهول في الشتات.

في هذا اليوم استقبلت “أم خالد” خبر دخول أبيها إلى المستشفى، الأمر الطبيعي أن الابنة ستذهب لزيارة أبيها والاطمئنان عليه، لكن أم خالد لا تستطيع ذلك لأنها مُقيمة في فرنسا والأب في سورية، ورغم المسافة التي لا تتجاوز سفر “خمس” ساعات، إلا أنها مستحيلة، فهي تعهدت عند استلام إقامتها بعدم زيارة سورية قبل سقوط نظام الحكم في سورية.

وفي هذا السياق تقول أم خالد، لتجمع أحرار حوران، “منذُ ست سنوات لم أرَ أبي، ومحرومة رؤية أخوتي، قمة العجز ما يعيشهُ الشعب السوري في كافة بلدان اللجوء، أصبح حلمنا رؤية أهلنا حتى لو خمس دقائق”.

حال السيدة كريمة يُشبه تماماً حال أم خالد وحال الكثير من السوريين، فقد هُجرت من سورية منذُ تسع سنوات وتعيش مع زوجها الخمسيني في تركيا، فقدت ابنها الوحيد في ألمانيا بعد معانته مع مرض السرطان.

تُصفُ لنا كريمة لحظة استقبالها لخبر وفاة وحيدها في العام الماضي، “زارني يومها عدد من أقاربي على غير العادة وشعرتُ بأن هناك شيء ما يحدث، بعدها جاء زوجي مُبكراً أحسستُ بغصةً في قلبي، كان شاحب اللون ودموعه على طرفِ عيناه، ترجيتهُ أن يقول لي ما الذي حدث وسألته عن أحمد، قال لي (احتسبيه عند الله) لم أصدق ما سمعتهُ واتصلت بأحمد عدة مرات لكنه لم يُجيب، إلى الآن لا أستطيع تصديق أنه مات وحيد بمعنى الكلمة، وأنه كان مريض ويتألم دون أن استطيع حتى أن أعطيه الدواء، مات دون أن اُقبلَ رأسه القبلة الأخيرة، لا أحد يعلم مدى وجعي كأم وأنا استقبل خبر وفاة ابني الوحيد ولم استطع أن أذهب لرؤيته أو أن أشارك بطقوسِ تأبينه الأخير، الأفضل لنا كلاجئين أن يدفنونا، أنا كل يوم أتمنى الموت لأتمكن من رؤية ابني هناك”.

على الرغم من تقديم أحمد طلب زيارة إلى تركيا لمرات عديدة لكنه لم يتمكن من لقاء أهله قبل وداعه للدنيا.

في يوم اللاجئ العالمي، الذي يصادف 20 من يونيو/حزيران من كل عام، ذكرى مغموسة بطعم الألم، فصفة “اللاجئ” أشبه بالعار كما تصفها نور التي هُجرت من منطقة نهر عيشة في دمشق إلى الأردن، بعد أن أُجبرت على ترك دراستها الجامعية.

تقول نور لتجمع أحرار حوران، “أعيش في الأردن منذُ سبع سنوات ولكن صفة اللاجئة لم تُلغى عني، رغم مساهمتي الفعالة في المجتمع الأردني، في كل يوم تعود بي الذكريات لسورية، لمة الأهل وجمعة الأصدقاء، لمقاعد الدراسة، هنا أنا بخير لكنني ما زلتُ غريبة لا مكان أنتمي إليه”.

المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في العاصمة عمان، اعتبرت أن ذكرى العام الحالي هي مرحلة “إدماج اللاجئين في الصحة والتعليم وسوق العمل”، مشيرة بأن المملكة الأردنية ما تزال ثاني دولة مضيفة لهم، على مستوى سكانها، في العالم.

وأشارت عبر بيان أصدرته أمس السبت 20 حزيران، إلى وجود ما يزيد على 750 ألفا في سجلاتها، غالبيتهم من السوريين، بعد مرور أكثر من 10 أعوام على الحرب في بلدهم.

وصرح متحدث المفوضية، محمد الحواري إن “إحياء ذكرى يوم اللاجئ العالمي ما هو إلا تأكيد على حقوقهم التي فقدوها جراء الأزمات في بلادهم”.

في نظر أبو عدنان لا وجود لقوانين تحمي اللاجئ السوري، وليس هناك حقوق تُعطى لهم، قرر أبو عدنان اللجوء إلى الأردن عام 2013، بعد خروجه من المعتقل لكنه رغم السنوات الطويلة التي قضاها في الأردن يقول أنه في أغلب الأوقات يشعر بالنقص قائلاً “مهما اندمجنا في المجتمع المستضيف لنا نبقى غرباء، أولادنا فقدوا طفولتهم، تحكمنا الظروف القاسية والقوانين الجائرة، نحنُ هنا مجرد لاجئين لا نعيش أي نوع من أنواع الاستقرار، ومصيرنا مجهول”.

الجدير بالذكر، أن عدد اللاجئين السوريين وصل إلى 8.52%، بالنسبة لطلبات اللجوء عالمياً، و6.7 مليون لاجئ سورية موزعين على 126 دولة حول العالم، 83% منهم في دول الجوار والدول العربية، بحسب المفوضية السامية لشؤون اللاجئين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى