تقارير

ارتفاع تكاليف النقل يقلق طلاب الامتحانات في درعا، ومبادرات شعبيّة لمساعدتهم

تجمع أحرار حوران – يوسف المصلح

أثار ارتفاع تكاليف النقل في القرى البعيدة عن مراكز الامتحانات في محافظة درعا مخاوف عديدة لدى طلاب الشهادتين الإعدادية والثانوية، في ظل الوضع الاقتصادي المتدهور في المحافظة وتدني المستوى المعيشي للعائلات فيها.

وقال طالب من الريف الشرقي لمحافظة درعا لتجمع أحرار حوران “مستوى عائلتي المادي لا يتناسب مع أجور المواصلات التي تبلغ ما يقارب نصف ما يتقاضاه والدي خلال شهر كامل من العمل، كونه يعمل موظف حكومي في إحدى المراكز في درعا، مما يسبب عجز مالي كبير للعائلة خلال شهر الامتحانات، ويجعلني أفكر كثيراً في هذا الأمر، والذي ينعكس سلباً على مستوى الدراسة”.

مبادرات لمساعدة الطلاب
تكفّل أهالي مدينة بصرى الشام بتغطية تكاليف نقل طلاب الشهادتين الإعدادية والثانوية في المدينة، عن طريق تبرع أحد الأهالي بالمبلغ المطلوب، الأمر الذي دعت إليه بعض القرى في درعا من أجل تطبيق المبادرة لديها.

وقال مصدر محلي من مدينة بصرى الشام لتجمع أحرار حوران إنّ “الحاجة الملحة لتخفيف العبء عن أهالي طلاب مدينة بصرى الشام وقرية جمرّين التابعة لها، دفعت أحد أبناء المدينة المغتربين إلى التبرع بالمبلغ كاملاً، والذي يتراوح بين 32 ألف إلى 40 ليرة سورية للطالب الواحد، في حين يبلغ عدد الطلاب قرابة الـ 800 طالب”.

وفي ذات السياق أطلق أهالي بلدة معربة شرقي درعا، حملة لجمع التبرعات للطلاب من ذوي العائلات الأكثر هشاشة في البلدة، والذي يعانون بشكل كبير من عدم الاستقرار المادي.

وقال مصدر مطلع من أبناء البلدة والذي فضّل عدم الكشف عن هويته إنّ “بعض المغتربين من أبناء البلدة أعدوا قوائم تتضمن أسماء 35 طالباً من الشهادة الثانوية، و 37 طالب من الشهادة الإعدادية، وهم الطلاب الذين سيتم مساعدتهم بمبلغ مالي مقداره 25 ألف ليرة سورية من أجل تسهيل المواصلات لهم”.

وأضاف المصدر أنّ “المبلغ المرصود جمعه هو مليون وثمان مئة ألف ليرة سورية سورية، جُمع منها 600 ألف ليرة سورية، فيما سيتم تأمين كامل المبلغ وتوزيعه على المستحقين قبل حلول موعد الامتحانات في المحافظة”.

مشاكل أخرى
اشتكى الطلاب شرق درعا وخصوصاً في منطقة بصرى الشام من عدم وجود مراكز إمتحانية قريبة على بلداتهم، الأمر الذي زاد معاناتهم في تقديم امتحاناتهم، نظراً لبعد المسافة والتي تقدر بقرابة الـ 40 كيلو متر ذهاباً ومثلها إياباً.

وقال الطالب الذي فضل عدم ذكر اسمه إنّ “بعد المسافة بين بلدتي ومركز الامتحان في مدينة درعا يؤدي إلى إرهاق جسدي وتعب كبير، إضافة إلى إهدار الوقت، فنحن سنضطر إلى الانطلاق باكراً، فضلاً عن الوقت المهدور في طريق العودة”.

وأضاف الطالب “هناك أيضاً صعوبة في تأمين وسائل المواصلات، إضافة إلى عمليات الاستغلال من قبل بعض مالكي آليات النقل نظراً لندرة وجود مادتي البنزين والمازوت المدعومتين في محطات الوقود، والاعتماد على السوق السوداء في تأمينها، على حد وصف مالكي المركبات”.

ويدّعي نظام الأسد عدم وجود تأمين للمراكز الإمتحانية إذا وضعت في منطقة بصرى الشام، والتي تعد مركزاً للواء الثامن التابع للفيلق الخامس الروسي، والتي سيطرت عليها من خلال اتفاق التسوية في تموز 2018.

وأعلنت وزارة التربية في حكومة النظام عن موعد امتحانات شهادة التعليم الأساسي والإعدادية الشرعية في 30 أيار الجاري، فيما تبدأ الامتحانات للشهادة الثانوية العامة بفرعيها العلمي والأدبي في 31 الشهر ذاته.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى