مقالاتمقالات رأي

#أضحى حزيناً بين دمِ الشهداء و أنّات المعتقلين في الداخل السوري

 درعا : الأحد / 3 أيلول 2017
سيرين الحوراني – تجمع أحرار حوران

أضحى حزيناً وطقوس لم تعد كسابقتها في الأعياد الماضية، لما تعرض له السوريين من انتهاكات خلال السنوات الماضية، من موت و اعتقال و تهجير. و رغم ذلك ما تزال طقوس العيد تحافظ على رونقها رغم الحزن الذي يخيم في الأجواء و تبقى تلك الطقوس والعادات الجميلة كما اعتادها الجميع. تبدأ تكبيرات العيد مع أولى خيوط الفجر، ليتوافد الناس إلى المساجد لتأدية فريضة صلاة العيد وليخرجوا بعدها جماعاتٍ و أفراداً لزيارة أضرحة الشهداء، و ينثروا الورد و الرياحين على ثراهم الطاهر. و ما يزال بيت العائلة الكبير الذي تفوح منه رائحة الخبز البيتي والقهوة العربية ينتظر زوّاره من أهل البيت والضيوف، ليتبادلوا التهاني والتبريكات فيما بينهم، ويكملوا العيد بصلة الرحم من معايدات الأقارب و الأصدقاء و الجيران، وزيارة أهالي الشهداء كنوع من التآخي فيما بينهم. بينما ترتسم الفرحة على وجوه الأطفال، و يتباهوا بأجمل الثياب والألعاب باستثناء البعض منهم ممن غيبتهم الظروف عن إكمال تلك الطقوس مع أقرانهم ممن فقدوا عزيزاً عليهم سواء بالموت أو الاعتقال أو التهجير. و العيد الذي كان يتزين بالمصافحة و التعانق و الجلسات الجميلة أصبحت المعاناة فيه عبر حروف الكترونية تفتقد المشاعر و الأحاسيس يرسلها المغتربين فيما بينهم عبر صفحات التواصل الاجتماعي. واقع مؤلم لا يكاد يخلو من الحزن يعيشه السوريين في الداخل، ورغم ذلك ما يزال العيد يحافظ على طقوسه و عاداته كما اعتادها الجميع، ويبقى العيد الأكبر بالخلاص من طاغية القتل والموت في سوريا و عودة أبنائه المهجرين وحرية المعتقلين في سجون الظلم و الظلام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى