أخبارتقارير

هل انتهت المفاوضات في درعا..؟

تجمع أحرار حوران – عقبة المحمد

انتهى الاجتماع الروسي مع اللجنة المركزية، المكونة من قادة سابقين في فصائل الجيش الحر ووجهاء من محافظة درعا، في مدينة إزرع، اليوم الجمعة 15/أيّار، بالتوصل إلى خفض التصعيد من قبل نظام الأسد وتعليق الحملة العسكرية في الفترة الحالية، وفق مصدر خاص لتجمع أحرار حوران.

وكان واصل نظام الأسد، إلى حد يوم أمس الخميس، الزج بتعزيزاته العسكريّة إلى محافظة درعا من الفرقة الرابعة التي يقودها شقيق رأس النظام “ماهر الأسد”، والمعروف معظم قادتها بولائهم لإيران، وتتألف من آليات عسكرية وعناصر بعضهم من مجري التسويات من عدة محافظات سوريّة بغية شن هجوم على مناطق في ريف درعا الغربي.

وبحسب مراسل تجمع أحرار حوران، كان انتشر جزء من الحشود العسكريّة في نقاط بمحيط “طفس والمزيريب” غربي درعا، وعززت نقاط عسكريّة أخرى بالقرب من بلدة اليادودة القريبة منهما، وجاء ذلك بعد حادثة مقتل 9 عناصر من شرطة بلدة المزيريب، في 4/أيّار الجاري، على يد القيادي السابق في الجيش الحر “محمد قاسم الصبيحي” على خلفية اختطاف ومقتل ابنه ونسيبه.

ووصلت أرتال عسكريّة ضخمة للفرقة الرابعة والفرقة 15، يوم أمس الخميس 14/أيّار، إلى محافظة درعا، تمركز معظمها في حي الضاحية على المدخل الغربي لمدينة درعا، وعملوا على إفراغ الأبنية السكنيّة القريبة من المقرات العسكريّة والأخرى المطلّة على الوادي الواقع غربي الضاحية، بشكل قسري.

وأفضى الاجتماع الروسي مع اللجنة المركزية، اليوم الجمعة، إلى قرار إخلاء كافة المنازل التي احتلتها قوات الأسد منذ قدمت تعزيزاتها العسكريّة إلى ضاحية درعا بعد إفراغها من سكّانها.

اقرأ المزيد.. عنوةً.. قوات الأسد ومليشيات إيران تخرج المدنيين من منازلهم في درعا

بينما تعتبر تحركات قوات الأسد ونيّتها استخدام الحل العسكري باقتحام المناطق بمثابة إنهاء لاتفاق التسوية، جنوبي غربي سوريا، والذي عُقد في تموز 2018 بعد سيطرة نظام الأسد على المحافظة عقب حملة عسكريّة شنها على الجنوب السوري بدعم جوي روسي.

هدف النظام من الاقتحام؟

يسعى نظام الأسد من خلال الحل العسكري الذي يلوّح به دائمًا أو الاغتيالات التي يفتعل معظمها مع الميليشيات الإيرانيّة في المنطقة للسيطرة الفعليّة وبسط نفوذه على مفاصل المنطقة بشكل كامل وتحديدًا حوض اليرموك، غربي درعا، لأهميته الاستراتيجية و وقوعه على الحدود الأردنية والإسرائيلية.

ويتّهم ناشطون وأهالي المحافظة إيران ومليشياتها بالسعي خلف العملية العسكرية إذ أنها مسؤولة عن الدفع بالتعزيزات العسكريّة إلى محافظة درعا، كون تشكيلات الفرقة الرابعة والمخابرات الجوية واللواء 313 التي تتكون منها الأرتال التي قدمت مؤخرًا للمحافظة، معروف عنها ولاء قادتها لإيران بخلاف بعض التشكيلات التي تتبع لروسيا مثل جهاز الأمن العسكري.

شاهد.. هل ستقود الميليشيات الإيرانية الحملة العسكرية في درعا..؟

وتحاول المليشيات الإيرانية، بحسب محللين، الانتشار على الحدود الإسرائيلية وبسط نفوذها بالمنطقة ولذلك تدفع بالتعزيزات وتقدم مبررات لروسيا عن طريق أذرعها في أجهزة نظام الأسد لاستخدام الحل العسكري واقتحام المنطقة لتكرار سيناريو مدينة الصنمين.

ردة فعل المنطقة؟

تظاهر أهالي عدة بلدات ومدن بريف درعا، مساء يوم أمس الأربعاء 14/أيار، ونددوا بتحركات نظام الأسد وتعزيزاته على أطراف المدينة ورفعوا لافتات ضد الوجود الإيراني، كما عبّر المتظاهرون عن استنكارهم لحادثة مقتل عناصر مخفر الشرطة وأدانوا المنفذ، وفق مراسل تجمع أحرار حوران.

اقرأ المزيد.. درعا تستفيق على عمليات اغتيال وتعزيزات.. لتشتعل ليلًا بمظاهرات حاشدة

تلك الحادثة، اعتبرتها قوات الأسد ذريعة لاستخدام الحل العسكري وأرسلت تهديداتها للجنة المركزية في المنطقة الغربية باقتحام المنطقة، ما لم يتم تسليم الصبيحي، حيث تطورت الأحداث حينها لملاحقته من قبل اللجنة المركزية وعناصر أجروا التسويات واستمرت المفاوضات مع اللجان الأمنية التابعة لنظام الأسد، حتى اليوم.

من جهته، ندد القائد السابق لألوية الفرقان العاملة سابقًا في منطقة القنيطرة وريف دمشق الغربي “محمد ماجد الخطيب” بتحركات إيران في الجنوب السوري عبر فيسبوك قائلًا، ” الطلقة التي تُطلق على درعا يعود صداها عندنا في دمشق وريفها والقنيطرة وإذا ما عجزت روسيا والدول الراعية للاتفاقيات عن لجم إيران وزبانيتها فنحن نعرف كيف نرد وأين نرد ولكننا لن نكرر سيناريو تحرير البلاد المدمر واللبيب من الإشارة يفهم، ولتتحمل روسيا نتيجة غضّها الطرف إزاء عربدة إيران وحزب اللات وكلابهم داخل عصابة الأسد”.

واستمرت المفاوضات بين اللجان المركزية الناطقة باسم أهالي المنطقة الغربية ومدينة درعا، واللجان الأمنية التابعة لنظام الأسد متمثلة بقائد شرطة درعا، العميد ضرار الدندل، ورئيس فرع الأمن العسكري في محافظتي درعا والسويداء، العميد لؤي العلي، وعدد آخر من القادة العسكريين لدى نظام الأسد دون وجود مباشر للروس، حتى أمس الخميس، الذين أصبح المدنيون يسألون عن دورهم وموقفهم إزاء الأحداث الأخيرة في درعا خاصة وأنهم الضامن الوحيد لاتفاق “التسوية”.

شاهد.. مظاهرات في مناطق متفرقة بريف درعا تندد بالتعزيزات العسكرية لنظام الأسد وتضامنًا مع طفس

ومع دخول الروس لخط المفاوضات، اليوم الجمعة، بحضور ممثلين عن اللجنة المركزيّة والفيلق الخامس، يبدو أنّ الأحوال تغيّرت قليلًا نحو التهدئة وخفض التصعيد العسكري من قبل نظام الأسد، بالإضافة لمواصلة التفاوض بين اللجنة المركزية ونظام الأسد لتفادي أي تصعيد عسكري.

كيف نقض نظام الأسد اتفاق التسوية عدة مرات؟ 

نقض نظام الأسد اتفاق التسوية مرات عديدة، وذلك بتفعيل الاغتيالات وتجنيد مجموعات أمنيّة محليّة لصالح حزب الله والأفرع الأمنيّة فضلًا عن عن الاعتقالات التي لم تتوقف بحق أبناء المحافظة، في ظل غياب الروس وعجز اللجان المركزيّة والقادة السابقين في الجيش الحر ممن أجروا تسوية مع النظام عن وقفها.

وعملت الأفرع الأمنيّة على اغتيال شخصيات بارزة في عموم محافظة درعا ممن لها موقفًا معارضًا لنظام الأسد أو شاركت بأعمال سابقة ضده ومن التي تعمل على محاربة المشروع الإيراني ونشر التشيع والتغيير الديموغرافي، حيث وثق تجمع أحرار حوران 328 عملية ومحاول اغتيال بالمحافظة منذ عقد اتفاق التسوية عام 2018 وحتى منتصف آذار 2020.

اقرأ أيضًا.. “الاغتيالات في درعا” عمليات ممنهجة تحصد أبناء المحافظة.. فمن المسؤول؟

ومن بين كل العمليات الموثقة بحق أبناء المحافظة، خلال تلك الفترة، استهدفت 31 عملية اغتيال أشخاص رفضوا الانضمام لتشكيلات النظام سواء أجروا التسوية أم لم يجروها، من قادة وعناصر سابقين في فصائل المعارضة ومدنيين، وفق تصريح مدير مكتب التوثيق في تجمع أحرار حوران “أبو المجد”.

وقال “أبو المجد”، إنّ عمليات الاعتقال لم تتوقف في المحافظة منذ بدء اتفاق “التسوية”، إذ وثق المكتب اعتقال حوالي 1000 شخص، من بينهم 21 منشقًا عن نظام الأسد و25 مدنيًا استشهدوا في سجون النظام، فضلًا عن اقتياد مئات الشبان إلى الخدمة الإلزامية من خلال اعتقالهم على الحواجز العسكريّة وزجّهم في جبهات القتال في الشمال السوري وهذا ما يعارض الاتفاق المبرم مع روسيا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى