أخبارتقاريرتقارير وقصص إنسانية

بلدة حيط “قلعة الصمود” خاوية على عروشها بعد أن هجّر تنظيم داعش آلاف المدنيين منها

تجمع أحرار حوران – سليمان الابراهيم

سيطر جيش خالد التابع لتنظيم داعش على بلدة حيط، في 12 تموز الجاري، بعد العشرات من محاولات التقدم باتجاه البلدة، وبعد حصار خانق لها دام ثلاث سنوات.

وتمكن التنظيم من محاصرة البلدة في هجومه الأخير، بعد أن بسط سيطرته على منطقة “خربة يوبلا”، وذلك بعد اشتباكات طاحنة بين التنظيم والفصائل المقاتلة على أطراف البلدة استمرت ليومين، أفضت إلى تهديد عناصر التنظيم أهالي بلدة حيط بـ”الذبح” بما يتوافق مع شريعة التنظيم.

وأجبرت الهجمة الشرسة للتنظيم، الفصائل المقاتلة والمدنيين في البلدة على إبرام اتفاق على غرار اتفاق قوات الأسد مع فصائل الجيش الحر في مدن و بلدات درعا، والذي ينص على تسليم السلاح الثقيل من جهة الحر للتنظيم، بحيث يضمن الثاني إخراج المدنيين من البلدة.

وأمهل عناصر التنظيم أهالي “حيط” مهلة ساعتين فقط للخروج من البلدة مما اضطر الأهالي إلى التعجل بالخروج دون أن يأخذوا أي شئ من احتياجاتهم الأساسية والضرورية، فقد خرج من البلدة 1220 عائلة دفعة واحدة خلال ساعة باتجاه معسكر عمورية وبلدات طفس وتل شهاب والمزيريب والفوار غرب درعا.

وتم تنفيذ الإتفاق بشكل فوري، وخروج 95% من المدنيين وعناصر الجيش الحر من حيط، وذلك بعد الساعة الثانية ليلًا، فيما تبقى 5% منهم بداخلها، لا تربطهم أي صلة بالجيش الحر ولا بعناصر التنظيم.

وأحصى مكتب التوثيق في تجمع أحرار حوران، ارتقاء 22 شهيد، من بينهم 10 شهداء مدنيين و 6 شهداء من نفس العائلة، جراء القصف الصاروخي من قبل التنظيم على بلدة حيط.

وأكد المجلس المحلي في بلدة حيط، لـ”تجمع أحرار حوران” أنّ “المهجرين المدنيين من البلدة و الذين اضطروا إلى ترك منازلهم يعانون من نقص كبير في احتياجاتهم الأساسية من ماء وخزانات ماء وحليب للأطفال وملابس وغذاء وفرش وأغطية لازمة لأطفالهم”.

وذكر مصدر من داخل بلدة حيط للتجمع أنّ “عناصر داعش يقومون بوضع إشارات على البيوت التي سيقومون بتعفيشها وتخريبها انتقامًا من أصحابها”.

يُذكر أنّ بلدة حيط رغم ضعف إمكاناتها من الصمود، بعدد من رجالها والذين لا يتجاوز عددهم 150 رجلًا، حيث استطاعوا بصمودهم مقاومة كل من تنظيم داعش وقوات الأسد خلال السنوات الماضية، الأمر الذي دفع أبناء محافظة درعا أن يطلقوا على بلدة حيط “قلعة الصمود”.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى