استبعاد جماعي لمتطوعي درعا يثير موجة استياء

تجمع أحرار حوران – يوسف المصلح
رفضت وزارة الدفاع السورية أكثر من 5 آلاف طلب تطوع من أبناء محافظة درعا من أصل نحو 8 آلاف طلب، ما أثار موجة استياء وتساؤل كبيرة لدى المتقدمين عن المعايير التي تطبقها الوزارة في عملية انتقاء العناصر.
وبحسب عدة مصادر من المحافظة، فإن النسبة الكبرى من المرفوضين هم من عناصر فصائل المعارضة، وممن شاركوا في الأعمال القتالية ضد نظام الأسد المخلوع خلال سنوات الثورة السورية، منهم منشقون عن النظام، جرحى المعارك، ومعتقلون سابقون.
في المقابل، تم قبول طلبات أعداد كبيرة من المنتسبين الجدد، الذين لا يحملون تاريخاً نضالياً أو عسكرياً يوازي ما قدّمه من تم رفضهم، وذلك بحسب المصادر، مشيرةً في الوقت ذاته إلى قبول قوائم تطوع تضم أفراداً سبق انضمامهم أو تعاملهم مع الفروع الأمنية لنظام الأسد بعد اتفاق التسوية منتصف عام 2018، وآخرين جرى تسريحهم من جيش النظام قبيل سقوطه بأشهر قليلة.
ومن بين المرفوضين أشخاصاً تم منحهم أرقاماً عسكرية عقب سقوط نظام الأسد، وهذا ما أكده أحد المرفوضين من أبناء مدينة نوى لتجمع أحرار حوران، مضيفاً أنه أجرى 3 مقابلات تم منحه في الأولى رقم عسكري، وفي الثانية منحة مالية مقدمة لعناصر وزارة الدفاع.
واعتبر رفض انتسابه للجيش، قراراً مجحفاً بحقه كونه يستوفي جميع الشروط، وكان من أوائل المقاتلين في صفوف المعارضة وشارك في عدد كبير من المعارك ضد قوات النظام السابق، والتي أفضت إلى سيطرة المعارضة على مناطق واسعة في المحافظة.
من جانبه، تواصل التجمع مع أحد جرحى الحرب من مناطق شرقي درعا والذي خسر إحدى يديه جراء قصف للنظام خلال إحدى المعارك، والذي أفاد برفض طلب انتسابه “بقرار مجحف”.
ويعتقد أن سبب رفضه يمكن أن يكون ناجماً عن الإعاقة التي لحقت به سابقاً نتيجة مشاركته في الأعمال القتالية، على الرغم من انتظاره لسنوات عديدة انتصار الثورة السورية حتى يستطيع الالتحاق بالجيش السوري الجديد، ويخدم ضمن الخدمات الثابتة فيه، كجزءاً من العدالة التي كان ينتظرها.
ويطالب هؤلاء الأشخاص، الذين رأوا في هذا القرار تهميشاً لتضحياتهم خلال سنوات الثورة السورية، وزارة الدفاع بتوضيح أسباب رفضهم، وتبيان المعايير التي اعتمدت في اختيار العناصر.
من جهته، حاول تجمع أحرار حوران الحصول على توضيح من وزارة الدفاع السورية ولم يتلقَ إجابة حتى لحظة إعداد التقرير.