أخبارالتوثيق

“جمعة العزة” شاهدة على مجزرة الصنمين بدرعا

تجمع أحرار حوران – عدنان عبد الله

نسلط الضوء في هذا التقرير على المجازر التي وقعت في محافظة درعا على يد النظام السوري والمليشيات المساندة له، بهدف تذكير المجتمع الدولي بأهمية محاسبة رئيس النظام السوري بشار الأسد وضباط النظام المتورطين في هذه المجازر.

في 25 أذار 2011، في جمعة “العزة”، ارتكبت قوات النظام السوري مجزرة بحق أبناء مدينة الصنمين شمالي درعا، بعد خروج مظاهرة للتضامن مع مدينة درعا والتنديد بمجزرة “الأربعاء الدامي”، راح ضحيتها 13 شهيد وعشرات الإصابات بين صفوف المتظاهرين.

وفي حديث خاص مع ناجٍ من المجزرة لتجمع احرار حوران، قال خرجت مظاهرة حاشدة في مدينة الصنمين وبمشاركة كبيرة من بعض القرى والبلدات في ريف درعا الشمالي، تجمع المتظاهرين في ساحة المحطة وهتف المتظاهرين “بروح بالدم نفديك يا درعا”، وبالروح بالدم نفديك يا شهيد”، “الموت ولا المذلة”، على مسمع قوات النظام المتمركزة على أسطح بعض المباني الحكومية من بينها فرع الامن العسكري والأبنية المحيطة بالفرقة التاسعة، والتي أطلقت النار بشكل مباشر على المتظاهرين لتصيب وتقتل نحو 50 شخصاً، حيث سقط 13 شهيداً و40 مصاباً استشهد بعضهم فيما بعد بسبب الإصابات الخطرة من أبناء مدينة الصنمين وبلدة كفر شمس في ريف درعا الشمالي.

وأضاف أن من أمر إطلاق النار صدر عن العقيد “نزار علي الفندي” من مرتبات الفرقة التاسعة للنظام السوري، حيث قام بأمر عناصره بإطلاق النار على المتظاهرين، وأيضاً قام بإطلاق النار بنفسه.

وأشار الشاهد أن جميع المصابين أسعفوا إلى المدن والقرى المجاورة لمدينة الصنمين بسبب قيام قوات النظام بمحاصرة المشافي والنقاط الطبية في المدينة والبحث عن الجرحى مما تسبب باستشهاد العديد منهم.

يضيف الشاهد أن أقصى ما شاهده خلال المجزرة هو قبل حدوثها عندما هتف المتظاهرين “الجيش والشعب أيد وحده”، ليبدأ الجيش بإطلاق النار بشكل كثيف ليسقط عشرات الشهداء والجرحى من المتظاهرين الذين كانوا يهتفون باسم الجيش.

حاولت العديد من مدن وقرى حوران الوصول إلى مدينة الصنمين وخاصة المنطقة الغربية لتلبية فزعة الصنمين لكن ذلك حال دون وصولهم بسبب قيام النظام السوري بنشر حواجز عسكرية ضخمة على مفارق القرى والبلدات لمنع وصولهم.

في ذات التوقيت تجمع الآلاف من أبناء درعا البلد في المسجد العمري لحضور خطبة الشيخ “أحمد الصياصنة” ولتشييع شهداء “الأربعاء الدامي”، حيث خطب الشيخ أحمد عن قمع وممارسات الإجرامية للنظام السوري بحق أهالي درعا حيث قال مقولته الشهيرة “يا ليتني لم أعش لأرى هذه اللحظة” في الإشارة إلى قيام قوات النظام بقتل المتظاهرين السلميين واستهدافهم بالقناصات الحربية وخصوصاً داخل الجوامع.

توجه المتظاهرون من درعا البلد إلى درعا المحطة حيث خرجت مظاهرات أيضاً من عدة مساجد هناك، ووصلت أيضاً مظاهرات من ريف درعا الغربي ومن مدينة نوى أكبر تجمع في المحافظة، حيث تجمع المتظاهرين في ساحة المحافظة والتي تسمى 16 تشرين في درعا المحطة في مشهد احتجاجي كان الأكبر منذ بدء المظاهرات في درعا.

وبعد ساعة ونصف من بدء المظاهرة الكبرى وصل خبر وقوع مجزرة في مدينة الصنمين ليهاجم المتظاهرين تمثال “حافظ الأسد” وقاموا بإسقاطه وحرقه مع صور كبيرة لبشار الأسد في الساحة، لتقوم قوات النظام والقناصة المنتشرة على قصر المحافظ والمباني المحيطة بالساحة بإطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين ليسقط عدداً من الشهداء وعشرات الإصابات.

كما خرجت مظاهرات مركزية كبيرة في المدن الرئيسية في جمعة العزة وخاصة في مدينة جاسم التي توجهت اليها مظاهرات من إنخل ونمر والحارة، وخرجت أيضا مظاهرة في مدينة الحراك في تشييع أحد شهداء المدينة بعد أن استشهد في مسيرة الفزعة في مجزرة الأربعاء الدامي وكما خرطت مظاهرات في تشييع شهداء في كل من بلدتي عتمان وخربة خزالة.

وسجّل مكتب توثيق الانتهاكات في تجمع أحرار حوران مئات المجازر المروعة التي ارتكبتها قوات النظام السوري والميليشيات الموالية لها بحق المدنيين في محافظة درعا، منذ آذار 2011، خلفت آلاف الضحايا بينهم نساء وأطفال.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى