تقاريرتقارير ميدانية

دخول العراقيين إلى سوريا دون موافقة مسبقة.. زيارات أم تعزيز للتغيير الديمغرافي؟

تجمع أحرار حوران – راشد الحوراني

أعلن القائم بالأعمال العراقي في دمشق، ياسين شريف الحجيمي، أن السلطات السورية، ستسمح اعتباراً من يوم الأربعاء 22 تشرين الثاني، دخول كل مواطن عراقي يرغب زيارة سوريا بدون موافقة أمنية أو تأشيرة دخول للداخلين أول مرة.

وأوضح الحجيمي أن القرار يشمل كل المنافذ البرية والبحرية والجوية، وسوف يكون باستطاعة المواطن العراقي أن يحصل فور وصوله إلى سوريا على تأشيرة الدخول من المنفذ الحدودي الذي يصل إليه وبشكل مباشر، أسوة بالعراقيين الذين لديهم دخول سابق للأراضي السورية.

القرار الصادر عن النظام السوري، أعاد الوضع إلى ما قبل آذار 2011 فقبل هذا التاريخ كان العراقيون لا يحتاجون إلى موافقة أمنية مسبقة للدخول إلى سوريا، ولكن بعد اندلاع الثورة ثم الحرب فرض النظام السوري وجود موافقة أمنية مسبقة، وهذا ما يدعو للتساؤل لماذا تم إلغاء هذا القرار في هذا الوقت؟

دخول عراقيي الميليشيات لم يتوقف

على الرغم من قرار فرض الموافقات الأمنية المسبقة في 2011، إلا أن دخول العراقيين لم يتوقف طيلة السنوات الماضية، سواء بالنسبة لزوار المراقد الدينية، أو بالنسبة للميليشيات المسلحة التي باتت تتحكم بمفاصل النظام اليوم.

فبعد اندلاع الحرب انخرطت ميليشيات من شيعة العراق ترتبط بفيلق القدس الإيراني، والحرس الثوري، ساهم بجلبها وتشكيلها قائد فيلق القدس الإيراني السابق، قاسم سليماني، وعزز وجودها بشكل كبير حتى بلغ وجودها حد السيطرة على مدن وبلدات وأحياء كاملة.

لا يقتصر الأمر طبعاً على العراقيين، فهناك العديد من الجنسيات الأخرى ممن جلبتهم إيران واستقروا في سوريا، كالأفغان، والباكستانيين، والإيرانيين.

حسب معلومات حصل عليها تجمع أحرار حوران، فقد دخل مطلع الشهر الحالي نحو 200 مقاتل من الحشد الشعبي العراقي من معبر البوكمال الخاص بإيران وهو معبر غير رسمي، يقع إلى الجنوب من المهبر الرسمي، البوكمال – القائم.

المعلومات تؤكد أن مقاتلي الحشد باتوا يسيطرون على أحياء كاملة في مناطق سورية مختلفة، خاصة في دير الزور وحلب، التي أصبحت المقر الرئيسي لهم، حيث أتاح لهم النظام التغلغل فيها بعد الزلزال الذي ضرب الشمال السوري في شباط الماضي، تحت ذريعة تقديم المساعدات والإغاثة لمنكوبي الزلزال.

تملك للعقارات وتغيير ديموغرافي

مؤخرًا وفي دير الزور تحديدًا، برزت إلى الواجهة قضية بيع عقارات الأهالي وبشكل خاص المهجرين أو اللاجئين منهم إلى قادة وعناصر الميليشيات الإيرانية والعراقية وغيرها، عن طريق ضباط متنفذين تابعين للنظام السوري.

عمليات البيع تتم عن طريق تزوير أوراق الملكية، وتزوير وكالات بيع لأشخاص محليين يقومون بدورهم ببيع العقارات للميليشيات.

معلومات مؤكدة حصل عليها تجمع أحرار حوران، أن حي التمو في مدينة الميادين في دير الزور أصبح سكانه بالكامل من الأفغان من ميليشيا فاطميون الأفغانية وعائلاتهم بعد أن تملكوا المنازل والعقارات فيها.

أيضًا فإن قادة الميليشيات الإيرانية والحرس الثوري قاموا بالاستيلاء على عقارات وتملكها بشكل كامل، ومن بينهم الحاج كميل الإيراني، قائد قوات الحرس الثوري في دير الزور، والذي تملك عدة عقارات في المدينة أهمها المكتب الخاص به في شارع بورسعيد في دير الزور، وكلية التربية التي تحول اسمها إلى مقر نصر الإيراني.

من جهة ثانية، أكدت معلومات حصل عليها التجمع، أنه تجري حاليًا عمليات بيع للعقارات بشكل كبير في مدينة موحسن في دير الزور، حيث بدأ عناصر الميليشيات من العراقيين بشراء العقارات ممن يغيب أصحابها في دول المهجر وبنفس طريقة التزوير.

وقد أصدر أبناء موحسن، من المغتربين بيانًا مؤخرًا، حذروا فيه مما يجري من بيع العقارات، وطالبوا الأهالي في المنطقة بعدم شراء العقارات أو حتى استئجارها، مشيرين في البيان أن عمليات تلاعب وتزوير تتم في أوراق الملكية في مديرية المصالح العقارية.

البيان بحسب مصدر لتجمع أحرار حوران، لم يتطرق لتفاصيل ما يجري بدقة، وإنما جاء عامّاً، حيث أكد المصدر أن الأوراق التي يتم تزويرها تثبت أن أصحاب العقارات إما أنهم قاموا ببيع العقارات أو تأجيرها إلى مواطنين محليين، وهؤلاء ينتسبون للميليشيات الإيرانية، وبدورهم يقومون بعمليات البيع بعقود خارجية لعناصر وقادة الميليشيات، وتعود الحصة الكبرى من ثمن البيع لضباط النظام في الفروع الأمنية والحرس الجمهوري في المحافظة.

لم يقتصر بيع العقارات أو التجاوز عليها بوضع اليد على دير الزور، فهذه التجاوزات القانونية تشمل معظم المناطق السورية، في حلب، حماة، حمص، ولكن الأخطر على الإطلاق ما يجري في العاصمة دمشق، خاصة الأحياء القديمة المحيطة بالمراقد الدينية، في السيدة زينب، وفي محيط مقام السيدة رقية، والسيدة سكينة في داريا وغيرها.

عملية ممنهجة تقوم بها إيران في التغيير الديموغرافي في سوريا، يوافق عليها النظام ويؤيدها لتشكيل ما أسماه بشار الأسد في أحد خطاباته “سوريا المفيدة”، أي سوريا التي تجمع كل مرتزقة المنطقة في سبيل بقاء الأسد على كرسي الحكم، ويروح ضحيتها السوريون فقط، بالتهجير والقتل والاضطرار للجوء للبحث عن حياة يجدون فيها بعضًا من كرامة فقدوها في وطنهم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى