أخبار

غرق قارب في مياه المتوسط يحمل على متنه العشرات من أبناء الجنوب السوري

تجمع أحرار حوران – عقبة محمد

غرق قارب كان يحمل على متنه حوالي 50 مهاجرًا غالبيتهم من الجنسية السورية في مياه البحر المتوسط ليلة يوم الجمعة الماضية 11 من آب/أغسطس، بعد أن أبحر من منطقة زوارة الليبية على بعد 120 كيلو متر من العاصمة طرابلس.

ووفقًا لمعلومات متداولة بين أقارب الأشخاص الذين كانوا على متن القارب، رصدها تجمع أحرار حوران، فإن غالبية السوريين الذين كانوا على متنه ينحدرون من محافظتي درعا والقنيطرة وريف دمشق الغربي.

وتوفي ما لا يقل عن 18 شخص في حادثة الغرق حسب ما نشر جهاز الإنذار الإيطالي Alarm Phone، فيما فقد 16 آخرين بينهم شخص من بلدة خان أرنبة و وخمسة أشخاص من بلدة كناكر وشخص من منطقة حور وشخص من منطقة سعسع وشخص من منطقة بيت جن في محافظة القنيطرة.

من بين المفقودين، خمسة أشخاص من محافظة درعا وهم: أحمد جادو أبو زيد، وخالد اللكود من مدينة الحارّة شمال غربي درعا، وعزام مؤيد النصار وعبدالرحمن عامر النصار من بلدة نمر بالإضافة للشاب ماهر الخطيب من بلدة اليادودة.

البقية من الناجين تم إنقاذهم من قبل خفر السواحل التونسي، إذ لا تتوفر معلومات كافية تبيّن حقيقة ما جرى وكذلك مصير الناجين والمفقودين، أو مصير الجثث التي تم انتشالها.

ولم تنشر الجهات التونسية الرسمية أي معلومات عن حادثة الغرق لتوضيح ما حدث حتى ساعة إعداد الخبر.

صفحة “قوارب الموت من ليبيا” عبر منصة فيسبوك، وهي صفحة مهتمة بأخبار المهاجرين من الجنوب السوري، نقلت شهادة أحد الناجين، الذي روى بعضًا مما حدث “تعرّض المركب لعطل في المحركات وتسرّب الماء للمركب مما أدى إلى ارتباك من الشباب وبدأ المركب بالغرق تدريجيًا ليبقوا أكثر من ستة ساعات متواصلة في البحر حتى تم إنقاذ الأحياء”.

من الموت إلى الموت 

تعد هذه الحادثة لغرق المركب الذي يتواجد على متنه مهاجرون من أبناء محافظة درعا، هي الثانية خلال أقل من شهرين. في 13 من حزيران الماضي، استيقظ العالم على واحدة من أسوأ حطام قوارب الهجرة على أعتاب أوروبا، وهو حطام قارب الصيد “أدريانا”، الذي انطلق من مدينة طبرق شرق ليبيا، وغرق بالقرب من منطقة “بيلوس” اليونانية، إذ كان يحمل القارب على متنه حوالي 750 مهاجرًا عددًا منهم من أبناء محافظة درعا.

في ذلك الحين، تم توثيق وجود 112 شخصاً من أبناء محافظتي درعا والقنيطرة على متن المركب، نجا منهم 35 شخصاً، وسجّل وفاة 77 شخصًا بينهم أطفال ونساء.

فيما بلغ عدد الناجين من المركب 104 أشخاص، من بينهم 44 سورياً، والبقية من جنسيات متعددة منها الجنسية المصرية والفلسطينية والباكستانية.

باتت الهجرة إلى أوروبا بالنسبة للكثير من السوريين وأبناء محافظة درعا على وجه الخصوص هي الهدف، وذلك لعدة أسباب منها عدم الاستقرار الذي تشهده المنطقة منذ سيطرة نظام الأسد وحلفائه عليها في صيف عام 2018.

وكذلك صراع الاغتيالات الدائر في محافظة درعا وعدم توفر أدنى مقومات الحياة والوضع الاقتصادي المتدّني، تدفع هذه الأسباب الشبان لبيع أشيائهم الثمينة أو اقتراض الأموال لدفعها للوسطاء والمهربين والبدء بالرحلة نحو القارة الأوروبية التي من غير المؤكد كيف ستكون نهايتها.

وتجدر الإشارة إلى أنّ هناك العشرات من أبناء محافظة درعا في مناطق مختلفة من ليبيا بين أيدي المهرّبين وتحت رحمتهم، ينتظرون رحلتهم المحفوفة بالمخاطر نحو إيطاليا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى