أخبار

السويداء التي كشفت حقيقتهم

تجمع أحرار حوران – سلام عبد الله

في مراجعة سريعة لشريط أحداث الثورة السورية منذ بدايتها، نلاحظ التعالي والاصطفاف الطائفي دون النظر إلى الانتهاكات التي تعرض لها عامة الشعب.

ذلك الاصطفاف دفع العديد من عناصر وضباط النظام وحاضنته من أبناء الطائفة إلى إظهار طائفيتهم في أكثر من موقف، لتملئ ذاكرة السوريين بعشرات الأحداث التي لا يمكنهم تجاوزها أو نسيانها.

يتذكر ملايين السوريين سؤال أحد عناصر النظام لأحد المعتقلين عن إلهه مجبراً إياه على الرد بأن بشار هو الإله الوحيد ضارباً عرض الحائط معتقدات الشعب السوري بأكمله إرضاء لطائفتيه المقيتة المتضخمة التي جعلت من بشار أكثر من رئيس وأكبر من كل مقدس.

لا ينسى السوريون كذلك الأسواق الشعبية التي افتتحها عناصر وضباط من أبناء الساحل السوري و أطلقوا عليها “أسواق السنة” لبيع مسروقات المناطق التي دمروها وهجروا أهلها، في مشهد امتد لسنوات فمعادلة السلطة كانت واضحة من يقاتل معنا له صلاحيات غير محدودة.

ولعل صاحب مجزرة التضامن “أمجد يوسف” خير شاهد ودليل على الاتفاق الضمني بين النظام وشبيحته.

تكشف أحداث السويداء عن الوجه الطائفي للنظام مجدداً، والذي يعادي الجميع ويتصالح مرغماً مع إيران وميليشياتها في محاربة بقية مكونات المجتمع السوري، ومشوهاً ما يسميها اللوحة الفسيفسائية السورية.

تنفي أحداث السويداء وتصريحات مسؤولي النظام مرة أخرى سرديته في حماية الأقليات وعلمانية النظام ومدنية الدولة،  تنسف تهديدات مدير المخابرات الجوية اللواء غسان اسماعيل لأبناء المحافظة بمصير مشابه لمصير السنة هذه السردية.

كما أنّ تداعي بعض الوجوه المدنية المعروفة في الساحل للتشكيك في وطنية الدروز وتعاملهم مع دول من بينها إسرائيل لمجرد إسقاط صورة بشار الأسد.

وعلى الرغم من اشتراك أبناء الطائفة في المعاناة إلّا أنّ الطائفية دائماً فوق كل اعتبار، بشار برهوم أحد الوجوه المعروفة إعلاميا كان ينتقد قبل أحداث السويداء بأيام أحوال أهالي الساحل، مشبهاً حياتهم بحيوات الجرذان، دفعته طائفيته لكيل الاتهامات لأبناء المحافظة متناسياً الأوضاع المعاشية والأمنية التي تعيشها المحافظات السورية على اختلاف الطائفة والدين والولاء.

وجه آخر من الساحل اتهم الدروز صراحة بأنهم أحفاد شارون، وهنا نجد أنّ من واجبنا تذكيره برغد العيش والحرية التي يعيشها أحفاد شارون على بعد ساعات قليلة من مسقط رأسه وبين حياة أحفاد الخميني في طهران وأحفاد الأسد في دمشق التي غاب عنها حتى النور.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى