أخبار

المخدرات المهربة للأردن.. أنواع مختلفة الرديئة منها للتمويه!

تجمع أحرار حوران – راشد الحوراني

لا تزال عمليات تهريب المخدرات من درعا والسويداء تشكل أحد أهم أركان اقتصاد إيران والنظام السوري من جهة، كما أنها مصدر لقلق الأردن والدول الإقليمية التي تعاني من انتشارها من جهة أخرى، حيث لم تنفع أي تفاهمات أو وساطات مع إيران لوضع حد لعمليات التصنيع والتهريب خاصة في المنطقة الجنوبية التي باتت تشكل المصدر الأهم لحبوب الكبتاجون المخدرة ومادة الحشيش.

قتلى في أحدث عمليات التهريب
يوم السبت 26 تشرين الثاني/نوفمبر الجاري، عثر الأهالي في قرية خربة عواد السورية المحاذية للحدود الأردنية، على جثث عدد من المهربين تبين أنها تعود لأشخاص تابعين لحزب الله اللبناني والفرقة الرابعة، حيث قتلوا خلال اشتباكات فجر السبت مع حرس الحدود الأردني.

بحسب المعلومات التي حصل عليها “تجمع أحرار حوران” فإن الاشتباكات أسفرت عن مقتل 5 مهربين وإصابة 7 آخرين بجروح، تم نقلهم إلى المشفى الوطني في السويداء من قبل أجهزة النظام الأمنية لتلقي العلاج، كما أكدت المعلومات أن القتلى والمصابين ينحدرون من عشيرة “الغياث” المتواجدة في منطقة الشعاب في بادية السويداء، والتي يعمل معظمها في تهريب وتجارة المخدرات وينحدر منها أبرز مهربي المخدرات في المنطقة الجنوبية “مرعي الرمثان”.

شحنة المخدرات التي استطاعت الأجهزة الأردنية المختصة مصادرتها، مؤلفة من 20 ألف حبة من حبوب الكبتاجون المخدرة، و564 كف حشيش، أضافة إلى سلاح ناري نوع “كلاشنكوف” وذخيرة، تم تحويلها للجهات المختصة.

وتعتبر هذه العملية هي الثالثة التي تستطيع الأجهزة الأردنية المختصة إحباطها خلال شهر تشرين الثاني/نوفمبر الحالي، حيث سبقها إحباط عملية تهريب 237 ألف حبة كبتاجون في 21 من الشهر الجاري في معبر نصيب- جابر الحدودي.

مخدرات للتمويه
تتنوع أنواع المخدرات التي تقوم الميليشيات الإيرانية والفرقة الرابعة بتصنيعها وتهريبها إلى الأردن عبر وكلائهم، فهناك مواد يتم جلبها من إيران بشكل مباشر عبر العراق وهي مواد مصنعة وجاهزة للتهريب والاستعمال، أبرزها الكريستال والكوكائين الحجري والهيروين.

أما بالنسبة للمواد المصنعة في درعا والسويداء، فهناك أنواع مختلفة، قسم كبير منها يتم تصنيعه من مواد رديئة وسامة ورخيصة الثمن ومتوفرة معظمها محليا، ويتم استخدام الحبوب والحشيش الناتج عنها للتمويه من أجل إدخال المواد المخدرة جيدة الصنع والمكونة من المواد “النظيفة” والتي تعد أقل خطرا ولكنها أكثر تأثيرا على متعاطيها من الناحية النفسية والعقلية.

بحسب معلومات حصل عليها “تجمع أحرار حوران” فإن معظم حبوب الكبتاجون المصنعة في المنطقة الجنوبية، تتكون من الحجارة البيضاء التي يتم طحنها على شكل بودرة، ثم يضاف إليها مواد مثل “الأسيتون” وهو متوفر بكثرة، إضافة لمادة الفلاش المنظفة وهي مادة كيميائية تستخدم لإزالة البقع وهي شديدة الخطورة والسميّة، كما يضاف كميات قليلة جداً من مادة الكريستال المخدرة بعد أن يتم طحنها.

المعلومات تضيف أن معظم هذه الحبوب ذات النوعية الرديئة لا تحمل شعارات إنما هي ذات لون أبيض، وعادة ما يتم تهريبها تجاه الحدود الأردنية بطريقة قابلة للكشف، من أجل التمويه في حين يتم تهريب الحبوب ذات النوعية الجيدة والتي تحمل شعارات “لكزس- الجمل – 0/10 – 0/11 ” بطرق أخرى خاصة بالقرب من منطقة الشعاب، وأحياناً قرب منطقة الركبان لكن طريق الأخيرة مغلق حالياً بحسب مصادر لـ”تجمع أحرار حوران”.

أما بالنسبة لمادة الحشيش المخدرة، فهناك أنواع رديئة ورخيصة منها يتم تصنيعها في محافظة درعا، وعادة ما تكون مكونة من خليط من “البابونج والحناء” مع إضافات بسيطة من مادة الحشيش، وعادة ما تكون أغلفتها لا تحمل أي شعارات أو أسماء، وتكون الأغلفة عبارة عن قماش بلون أبيض.

مصانع صغيرة وكبيرة
بحسب معلومات “تجمع أحرار حوران” فإن هناك ما لا يقل عن 11 مصنع لإنتاج حبوب الكبتاجون وهي مصانع تتمتع بإنتاجية كبيرة يصل إنتاج كل واحد منها إلى أكثر من 10 آلاف حبة شهرياً، وتتوزع في مناطق مختلفة من المحافظة.

بالإضافة لهذه المصانع، فهناك مكابس يتم العمل عليها داخل محال تجارية أو داخل بعض المنازل، ويصل عددها بحسب المعلومات إلى 80 معملاً صغيراً تم إنشاء معظمها في الآونة الأخيرة، وتشير المعلومات إلى أن عددها آخذ بالازدياد بدعم من ميليشيا حزب الله اللبناني والفرقة الرابعة.

كما أن هناك كميات كبيرة من الحبوب المخدرة التي يتم تصنيعها في لبنان وريف حمص والساحل السوري يتم نقلها إلى المنطقة الجنوبية لتهريبها.

فشل روسي في منع تهريب المخدرات
بعد عملية التهريب الأخيرة يوم السبت الفائت، دخلت عربات عسكرية روسية من محافظة درعا إلى السويداء ومنها إلى الجنوب من المحافظة لتسيير دوريات على الحدود السورية الأردنية في المناطق التي تكثر فيها عمليات نقل وتهريب المخدرات، حيث وصلت الدورية الروسية إلى قرية المغيّر، أقصى جنوب السويداء، ثم عادت إلى محافظة درعا مجددا.

روسيا بدأت بتسيير دوريات مراقبة على الحدود السورية الأردنية، مرّة واحدة كل اسبوعين، منذ مطلع تشرين الأول/أكتوبر الفائت، وتتجول الدوريات في المناطق التي تشهد محاولات تسلل من عصابات تهريب المخدرات، جنوب محافظتي درعا والسويداء.

وبحسب تقارير صحفية اطلع عليها “تجمع أحرار حوران” فإنه لا يوجد لهذه الدوريات الروسية أي تأثير على مجريات الأحداث، فقد شهدت المنطقة الحدودية جنوب السويداء، فجر يوم السبت، محاولات تسلل لعصابات تهريب المخدرات، عبر ثلاثة محاور، من سوريا إلى الأردن، قابلها الأخير باستهداف مكثف بالوسائط النارية.

من جهة ثانية، تعمل قوات حرس الحدود الأردني، على إقامة شريط شائك ارتفاعه يزيد عن أربعة أمتار، في المناطق التي تشهد محاولات تسلل من عصابات تهريب المخدرات، خلال الفترة الماضية، حيث أن التأهب الأردني في أعلى درجاته، ويومياً تحصل رمايات نارية عند أي اشتباه بمحاولات تسلل.

لا يمكن بأي حال لروسيا أن تمنع تهريب أو تصنيع المخدرات في درعا والمنطقة الجنوبية، فروسيا في الأصل هي من فتحت الباب على مصراعيه لدخول الميليشيات الإيرانية إلى الجنوب، وهي التي سمحت لها بالحلول مكانها في المناطق التي انسحبت منها بعد تورطها في غزو أوكرانيا وهذا ما يدعو للقول أن الدوريات الروسية هي لذر الرماد في العيون.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى