مقالات

تراجع التجارة بين درعا والسويداء بسبب عمليات الخطف

تجمع أحرار حوران – فريق التحرير

يستعد المزارعون من أبناء الجنوب السوري لموسم الحصاد الذي يعتبر موسماً أساسياً و هاماً لكل من محافظتي درعا والسويداء، كونه من أهم المواسم في تبادل المنتوجات بينهما.

وتميزت العلاقات التجارية بين المحافظتين عن غيرها من المحافظات في العلاقات والتبادلات في كل منهما حيث كان يسودها تبادل ناجح يقوم به التجار والمزارعين وأصحاب الحرف من أبناء السويداء الذين كانوا يقصدون درعا لبيع منتجاتهم عبر أسواقها وذلك إما عن طريق التجار أو عن طريق البسطات و البائعين المتجولين.

ويقصد أبناء السويداء محافظة درعا وينتشرون ببلداتها وقراها لبيع محاصيلهم الزراعية من العنب والتين والتفاح، ليشهدوا بذلك إقبالاً كبيراً على منتوجاتهم لجودتها وافتقار تلك القرى في درعا إلى هذه المنتجات فضلاً عن بيع بعضها مجففاً مثل العنب و التين، حيث تعتبر درعا سوقاً تجارياً كبيراً لتصريف منتجات السويداء.

و أهم ما كان يساعد على نجاح تلك العلاقات التجارية، هو العلاقات الاجتماعية والعائلية التي تجمع بين أبناءهما من الألفة والمحبة، والتي دامت سنوات طويلة امتدت إلى حين انتشار بعض الجرائم مثل الخطف والقتل التي اختص بها عصابات مسلحة من كلا المحافظتين.

يجلس أبو أحمد الرجل السبعيني من محافظة درعا أمام بيته القديم على حجر من البازلت بلباسه الحوراني الأصيل، ويخبرنا عن عمله في الزراعة سابقاً قبل سنوات مع عدد من الرجال يطلق عليهم لقب “ورشة” قاصدين العمل في محافظة السويداء خاصة في الصيف من أجل جني المحاصيل الزراعية والأشجار المثمرة.

يقول أبو أحمد “كانت أياماً آمنة ومستقرة، تسودها البركة في كل شيء، عندما كان يمتزج عرقنا بتراب تلك الارض، وتنسينا الأهازيج و الأغاني الشعبية تعب يوم متواصل، حينها كنا نذهب مجموعات من العمال وأحيانا يأخذ البعض منّا عائلته من الشباب للعمل في موسم حصاد القمح و الحمص وغيرها، وعندما كنا نلبي دعوة إخوتنا وأصدقائنا من أبناء السويداء الذين تجمعنا معهم علاقات وثيقة، وصلات عائلية مترابطة، لننجز أعمالنا في الزراعة بوقت أسرع.

و لكن هذه التعاملات والتبادلات التجارية ما لبثت أن أصبحت محدودة جداً، و ربما انعدمت لما تشهده كلاً من المحافظتين من عدم الاستقرار الأمني، وانتشار القتل، وعمليات الخطف والسرقة، التي تقوم بها عصابات مسلحة غير معروفة من الجهتين.

و الجدير بالذكر أن كلاً من المحافظتين ممثلتين بأبنائهنّ، يستنكرنّ كل عمل عدائي أو انتهاك يقوم به فرد أو جماعة من أيًّ منهما، ولا بد من الحض والعمل على استعادة تلك العلاقات الاجتماعية بينهما، من أجل المحافظة على الأمن المجتمعي والسلم الأهلي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى