تقاريرتقارير ميدانية

“بيان عشائر حوران”.. غاية مشتركة وآراء متعدّدة

تجمع أحرار حوران – يوسف المصلح

تعددت الآراء السياسية لممثلين اللجان والمجموعات التي تتحدث باسم أبناء حوران وعشائرها، حول بيان صدر يوم أمس السبت 7 آب الجاري، يدعو إلى حكم “لا مركزي” في محافظة درعا، و “يدعو أن تكون سوريا لكل السوريين، دولة مدنية وديمقراطية يمارس الجميع فيها حرياتهم المنصوص عليها ضمن الميثاق العالمي لحقوق الإنسان”، بينما رآه آخرون بأنه “لا يمثل تطلعات أهل حوران، وليس له حاضنة شعبية”.

وفي السياق قال أحد منسقي البيان لتجمع أحرار حوران إنّ، البيان يمثل شريحة واسعة جداً على أرض حوران ممن يملكون قوى مدنية وسياسية وعسكرية، وتم إصدار البيان بالتوافق فيما بينها على مضمونه، وهم جميعهم من أبناء العشائر في المنطقة بشكل كامل، وليس محصوراً على مدينة واحدة، ولا يتبعون لأي أجندات أو جهات خارجية، مشيراً أن الظروف الأمنية في الداخل منعت تسمية الأشخاص والعشائر المنسقين للبيان بمسمياتهم.

وأضاف المصدر أن، البيان لاقى رواجاً كبيراً، ومديحاً من شخصيات في داخل وخارج سوريا، كونه مشروع وطني وخريطة سياسية للمرحلة القادمة، حيث إذا طبقت ستحقق طموحات الناس في الاستقرار، وإنهاء المعيشة القاسية التي يعيشونها، والتي تتمثل بالتهديدات الأمنية والميليشيات الشيعية التي تحاول اقتحام مناطق عدة بدرعا، فضلاً عن تجبّر النظام عليهم، لذلك قدمنا البيان الذي يحمل وجهة نظر سياسية لإنهاء معاناتهم.

وذكر المصدر أن بعض اللجان في درعا رفضت البيان أو نفته، كونه لم يصدر عن طريقهم، بغض النظر عن محتواه، مضيفاً “كوننا مجموعات ذات قوى في أرض حوران، يحق لنا إصدار البيانات وتمثيل أنفسنا سياسياً، ولا يحق لأي جهة أن تمنعنا من ذلك، حيث أن البيان لم يصدر باسمها، وكل طرف أو قوى موجودة على الأرض هي مخولة بإصدار بيان يمثلها”.

وعن الهدف من إصدار البيان، شدد المصدر أنه تم إصداره “لوضع لبنة أساسية لأمر سياسي ممكن حدوثه في المستقبل، وذلك من أجل توعية الناس سياسياً، وتتعرف على المشاريع الوطنية المتاحة، والتي يمكن تطبيقها، للوصول إلى نتيجة إيجابية يعيش الناس من خلالها بكرامة، وضمان عدم تهجيرهم والحفاظ على أرضهم، فالبيان عبارة عن رسالة تتضمن خارطة طريق لحل سياسي يحافظ على حقوقهم، وعلى مكتسبات الثورة في المنطقة، وشهدنا خلال الآونة الأخيرة هجمات متكررة على مناطق في الجنوب، وهي بحاجة إلى حل جذري وهنا تكمن أهمية البيان، حيث أن اللامركزية تحافظ على المناطق من هجمات النظام”.

اقرأ أيضاً.. عشائر حوران: زمن الأنظمة المركزية ولّى إلى غير رجعة (بيان)

وبدوره قال الناطق باسم اللجنة المركزية في درعا وباسم العشائر فيها المحامي “عدنان المسالمة” لتجمع أحرار حوران إنّ، ما ورد في البيان لا يمثل تطلعات أهل حوران، وأن الجهة التي أصدرته غير معلومة وليس لهم حامل اجتماعي، مشيراً أن الجهة المخولة بإصدار البيانات في مدينة درعا، هو مجلس عشيرة درعا ولجنة درعا البلد.

وأوضح “المسالمة” أن البيان يطرح مسألة خلافية كبيرة استغلها النظام وبدأ التجييش عليها بداعي مطالبة البيان المزعوم باللامركزية، بينما نحن في حوران نريد سورية واحدة وموحدة، وأن نكون جزءاً من هذا الوطن.

ونوه إلى أن العشائر في حوران، أصدروا بياناً مصوراً في وضح النهار وهو الذي يمثل عشائر درعا، مشيراً أن الجميع تفاجئ بصدور بيان الأمس ولم يكونوا على دراية مع مصّدريه.

ورأى متابعون أنّ تعدد الآراء هو شيئاً إيجابياً كونها لا تدعو إلى شق الصفوف السياسية وترتبط جميعها بذات المطلب ولكن بطرق وأساليب مختلفة، وهي الحفاظ على كرامة أهالي حوران وأراضيهم، وضمان سلامتهم، إضافة إلى تحقيق مبادئ الثورة الأولية دون الارتباط بأي أجندات تدعو إلى غير ذلك.

والجدير بالذكر أن النظام السوري والميليشيات الإيرانية لازالت تحاصر أحياء درعا البلد ومخيم درعا وحي طريق السد، بالتزامن مع تعثر المفاوضات نتيجة تعنت النظام، ومحاولاته الدخول إلى المناطق المحاصرة عسكرياً، عن طريق استهدافها بكافة أصناف الأسلحة الرشاشة والمدفعيات، وسط محاولات الجانب الروسي من التنصل من مسؤولياته عن طريق التهرب من التزاماته، وذلك وفق “المسالمة”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى