تقاريرتقارير وقصص إنسانية

“قرارات مؤلمة” في حال لم يتوفر الدعم لتغطية احتياجات اللاجئين السوريين في الأردن

تجمع أحرار حوران – أميمة القاسم

منذُ بداية شهر حزيران/يونيو الجاري يعيش اللاجئون السوريون حالة من القلق في الأردن، بسبب رسالة نصية تم إرسالها من قِبل “برنامج الأغذية العالمي” مفادها قطع المساعدات الغذائية عن 21 ألف لاجئ سوري، صُنفوا من الأشخاص الأقل احتياجاً للمساعدات بحسب ترتيبات برنامج الأغذية العالمي.

وجاءت تلك الرسائل وسط مخاوف كبيرة يعيشها السوريون في ظل أوضاع اقتصادية صعبة فاقمتها جائحة كورونا، فالكثير في ظل هذه الجائحة فقدوا أعمالهم اليومية التي كانوا يمارسونها لإعالة أُسرهم.

بدوره تواصل تجمع أحرار حوران مع عدد من العائلات التي قُطعت عنها المساعدات، حيثُ أفادت السيدة ليلى التي لجئت إلى الأردن بداية عام 2013، مع ابنتها البالغة من العمر 4 سنوات، أنها لم تتلقَ أي مساعدات سوى 46 دينار، والآن قُطعت عنها.

تعيش السيدة مريم وابنتها مع عائلتها بعد انفصالها عن زوجها منذُ عامين، وتعتمد في تأمين حاجاتها الأساسية على عملها في الخياطة من داخل منزلها.

كذلك لم يكن حال أبو أيوب الذي لجئ من محافظة حلب إلى الأردن عام 2014، أفضل كونه يُعيل ستة أطفال أكبرهم يبلغ من العمر 12 سنة.

يروي أبو أيوب لأحرار حوران، عن إصابته أثناء عمله في ورشة بناء داخل محافظة “جرش”، قائلاً “كنتُ اعمل في ورشة بناء قُطع الحبل بي من الطابق الثاني، وأصبتُ بتمزق في الغضروف الهلالي وتمزق بالرباط الصليبي، وأنا الآن لستُ قادر على العمل أبداً، واعتمد على أهل الخير لسد احتياجات عائلتي الضرورية، وفي أكثر الأحيان لا استطيع شراء حليب لطفلي البالغ من العمر 7 أشهر”.

ويُضيف أبو أيوب “الآن قُطعت عني المساعدة ولم يبقى لدي سبيل سوا العودة إلى سورية، فهنا أموت ببطء قهراً وهناك لا أدري ما طريقة الموت التي سأنالها”.

وفي هذا السياق أكد محمد حواري، الناطق باسم مفوضية شؤون اللاجئين في الأردن، في تصريح سابق، أن المفوضية لم تقطع المساعدات عن أحد من اللاجئين، وإنما هو إعادة استهداف للأُسر الأكثر احتياجاً من خلال إعادة التقييم بين الأسر وعليه يتم استبدال القوائم، فالأُسر التي تحسنت أوضاعها تتم أزلتها من قائمة المساعدة واستبدالها بأُسر أكثر احتياجاً.

وهنا لم تكن شهادة السيدة ليلى هي الوحيدة، فألاف السوريين الذين يتخبطون ما بين قراراتٍ تُفاجئهم ليتحملوا أعباءً أُخرى تزيد من كاهل اللجوء، كحال أم نوار التي كانت تحدثنا بغضب عن قرار شمولها بعدم استلام المساعدات الغذائية قائلة “لا أعلم أي دراسات تُجريها المفوضية ليتم تحديد من هم بحاجة لتلك المساعدات، ولا اعلم كيفية معرفة وضعنا المعيشي، فأغلب الذين قُطعت عنهم المساعدات يعتمدون عليها في سد تكاليف احتياجاتهم الأساسية”.

وتُضيف بنبرة مخنوقة “ليقطعوا المساعدات عن أصحاب المطاعم، شبعنا ظلم”.

ومن جهتها صرحت دارا المصري، مسؤولة قسم الإعلام في برنامج الأغذية العالمي في عمان، أنّ “التمويل في الوضع الحالي غير كافي لتلبية الاحتياجات الغذائية لجميع اللاجئين في الأردن، ويحتاج برنامج الأغذية العالمي بشكل عاجل إلى 58 مليون دولار أمريكي لمواصلة تقديم المساعدات الغذائية الشهرية لنصف مليون لاجئ حتى نهاية العام”.

وتُضيف المصري، أنّ قطع المساعدات سيستمر خلال الأشهر القادمة في حال لم يتم الحصول على الدعم اللازم لتغطية احتياجات اللاجئين.

الجدير ذكره، أنّ 25% من اللاجئين السوريين في الأردن يعانون انعدام الأمن الغذائي، أي ما يُعادل 64 بالمائة من اللاجئين يعيشون على حافة انعدام الأمن الغذائي، بحسب الأمم المتحدة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى