تقارير

من يقف وراء استهداف الفيلق الخامس ؟

بعد سيطرة قواتها على الريف الغربي بدرعا.. إيران تتجه شرقاً

تجمع أحرار حوران – فريق التحرير

قضى في محافظة درعا، أمس السبت 20/حزيران، تسعة من عناصر اللواء الثامن التابع للفيلق الخامس المحسوب على روسيا، بعد استهدافهم بعبوة ناسفة بالقرب من بلدة كحيل في ريف درعا الشرقي.

تركت العملية الباب مفتوحًا لتأويلات وتحليلات بعضها مبني على حقائق والآخر بُنّي على العاطفة بعيدًا عن المشهد السياسي والعسكري في سورية عمومًا والجنوب خصوصًا.

اقرأ المزيد.. قتلى وجرحى من الفيلق الخامس شرقي درعا.. ما القصة؟

وعليه فقد اعتبر البعض أنّ الحادثة هي جزاء لعناصر الفيلق على انضمامهم لروسيا، والوقوف إلى جانبها في حربها على الشعب السوري، هذا التحامل وقصر النظر وتجريم عناصر الفيلق من أبناء الجنوب بقتل الشعب السوري ليس صحيحًا من الناحتين النظرية والعملية لأسباب عدة سنحاول ذكرها.

لم يكن أبناء الجنوب جزءًا من جيش النظام قبل اتفاق التسوية، أما بعد الاتفاق فقد تشظّت الفصائل والأجسام العسكرية التي شكلت الجبهة الجنوبية، حيث ذاب بعضها في مؤسسة النظام العسكرية وأصبح جزءًا منها وشريكًا في القتل والاعتقال والتعذيب والأمثلة على ذلك لا مجال لحصرها، في حين وجد البعض بإيران ضالّتهم وهرع المئات من عناصر الفصائل المعارضة سابقًا وقياداتها للانضمام إلى ميليشيات إيران ليكملوا ما بدأته مبكرًا في الجنوب السوري، وليُصحبوا أداة إيرانيّة ضاربة في عمق المناطق الرافضة للمشروع الإيراني في الجنوب.

القسم الثالث من فصائل المعارضة لم يجد بدّاً من الانضمام للروس تحت راية الفيلق الخامس وبمباركة إقليمية، حاولت مرارًا كفّ يد إيران في المنطقة وإبعاد خطر ميليشياتها عن حدود دول الجوار لسوريا.

وعليه فإنّ أبناء درعا في اللواء الثامن التابع للفيلق الخامس، لم يكونوا شركاء في الجريمة الروسية التي بدأت آواخر العام 2015، ولم يُسجّل لهم مشاركة فعليّة إلى جانب قوات الأسد في المعارك التي خاضتها ضد فصائل الثوار شمالي سوريا في أرياف حلب وادلب واللاذقية، وبذلك يكون اللواء الثامن حاجز صد في وجه الإيراني الذي لم يتمكّن وبعد سنتين من سيطرة النظام على المنطقة من إحكام سيطرته عليها بشكل كامل.

عملية الاستهداف جاءت بعد أن أمنت إيران الريف الغربي من المحافظة وتمكّنت قبل أيام من مضاعفة أعداد حواجز الفرقة الرابعة هناك، وهي ما شكّل عقبة طوال السنتين الماضيتين، وسبق عملية انتشار قوات الغيث المقرّبة من إيران في ريف درعا الغربي سلسلة من عمليات القتل والاغتيال، وصلت إلى استهداف عناصر اللجنة المركزية في المنطقة بهدف التخلّص منهم بعد رفضهم المستمر لعملية التمدد الإيراني وقطع أذرع إيران في المنطقة، إضافة للسباق الروسي الإيراني في تقاسم النفوذ ورسم حدود سيطرة جديدة وتوزيع الغنائم في المناطق التي عادت إلى سيطرة النظام.

اقرأ المزيد.. الانتشار العسكري في درعا.. مساعٍ للتوسّع وتقييد المحافظة

ويبدو أنّ عيون إيران التي لم تغمض عن الجنوب يومًا تتجه إلى الريف الشرقي من المحافظة، ولتحقيق أهدافها لا بد من عمليات مشابهة لعمليات الريف الغربي وإزالة الفيلق الخامس حجر العثرة الأخير في طريقها لإتمام مشروعها.

عملية استهداف عناصر الفيلق سبقها أيضًا محاولات متكرّرة لإدخال أسلحة ومتفجرات إلى الريف الشرقي وتحديدًا مدينة بصرى الشام المعقل الرئيس للواء الثامن، إذ تمكّن عناصر اللواء الثامن قبل أيام من العملية من إحباط عملية تهريب جديدة، فشل إيران في ضرب الفيلق في أرضه أجبرتها على البدء بعمليات استهداف منظمة خارج مناطق سيطرته بالتعاون والتنسيق مع ميليشياتها من أبناء المنطقة.

ويبدو أنّ تجاوزات إيران لن تقف عند هذا الحد ما لم يكن هناك قرارًا دوليًا يلزمها بالخروج من سورية ويترافق بتشكيل مجموعات عسكرية تحاربه مشروعها على الأرض.

اقرأ أيضًا.. هل تسعى إيران للسيطرة على مديرية أوقاف درعا ؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى