تقاريرتقارير ميدانية

خطوة واحدة بين انتصار إيران وهزيمتها

تجمع أحرار حوران – سلام عبد الله

سارعت الأردن قبل أيام لنفي الأخبار عن نية دول عربية إقامة منطقة عازلة في الجنوب السوري، على امتداد الحدود السورية الأردنية، وبعمق قد يتجاوز 35 كم بحسب تسريبات من اجتماع عُقد في الإمارات، بحضور قادة فصائل معارضة من أبناء المنطقة الجنوبية.

وما النفي الأردني إلا محاولة جديدة لإيجاد حلول سياسية قد تجنب الأردن والمنطقة من مغبة صدام عسكري محتمل لا طاقة للأردن بتحمل تبعاته بشكل منفرد، وسط غياب رؤية عربية واضحة لمواجهة التمدد الإيراني.

والحديث عن اجتماعات وتحضيرات من هذا النوع لم تكن من قبيل الصدفة، بل سبق أن حذرت الأردن من تصعيد محتمل على حدودها، تلاها حديث الملك عبدالله الثاني عن تأسيس تحالف عربي، يشابه في شكله وغايته حلف “الناتو” لحماية المنطقة من الخطر الإيراني المتنامي، الذي بات يهدد عروشاً في المنطقة في طريق إتمام الهلال الشيعي.

مبادرة التحالف العربي وعلى علّاتها المتوقعة وولادتها ميتة كما يتوقع بعض المحللين، إلا أنها قد تشكل حائط صد منيع في وجه المشروع الإيراني، إذا ما كُتب لها النجاح، خاصة أن المبادرة العربية لإعادة تعويم النظام السوري سياسياً مقابل التخلي عن إيران ووضع حد لنفوذها في المنطقة الجنوبية من سوريا على وجه الخصوص لم تنجح، بل على عكس المتوقع زار الأسد إيران ودفعت الأخيرة بالمزيد من ميليشياتها إلى المنطقة، لإغلاق الأبواب في وجه المبادرة التي حملها وزير الخارجية الإماراتي.

ومن نافل القول أن التحالف العربي المرتقب لا يمكنه الولادة قبل الحصول على موافقة أمريكية، إذ اعتادت دول الاعتدال العربي طلب الموافقة الأمريكية قبل الشروع في مشاريع لحماية المنطقة، التي تكفلت أمريكا بالمهمة مقابل تأمين مصالحها السياسية والاقتصادية.

وعلى الرغم من التدخل الأمريكي في العراق وإسقاط نظام صدام حسين، ودعم العرب للعملية الأمريكية حينها، إلا أن العراق تحول لاحقاً لبوابة إيرانية تمكنت من خلالها توسيع نفوذها في المنطقة، والسيطرة على سوريا ولبنان لاحقاً، وسط ترقب عربي لرد فعل أمريكي.

وبعكس التوقعات العربية منعت أمريكا دعم الثورة السورية التي كانت قادرة على تحجيم النفوذ الإيراني، واجبرت العرب على تقديم الدعم المادي من البوابة الأمريكية، وفرضت حظراً على إرسال أسلحة نوعية للمعارضة من شأنها قلب الموازين.

إذن هي خطوة واحدة فقط من شأنها إعادة الأمور إلى نصابها، ونقل الدول العربية من حالة الدفاع عن البلدان التي تشكل إيران تهديداً مباشراً لها إلى الهجوم وضرب المصالح الإيرانية المترامية الأطراف في دول عربية عدة، والمضي قدمًا في العمل على مشروع عربي يدعم حركات التحرر من الاحتلال الإيراني، ويساهم في إعادته من حيث بدأ.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى