تقاريرتقارير ميدانية

الجنوب السوري يُعرّي الأسد.. إيران خيار ولا أهمية للعرب

تجمع أحرار حوران – راشد الحوراني

اعتاد رئيس النظام السوري، بشار الأسد، خلال الأعوام السابقة اللعب على جميع الأطراف دوليًا وإقليميًا، بما يمكنه من الحفاظ على سلطته حتى وإن استمرت عمليات التدمير والتدهور الاقتصادي في سوريا، فخلال الأشهر الأخيرة، برزت محاولات عربية عديدة للتطبيع مع الأسد، كمحاولات لثنيه عن الاستمرار في السير في الطريق الإيراني.

القصف الإسرائيلي يقوي علاقة الأسد وإيران

قال مركز دراسات “تفكير” الإسرائيلي، أنه من المستبعد أن تسهم الهجمات التي ينفذها الجيش الإسرائيلي، والتي كان آخرها استهداف مدرجين بمطار دمشق الدولي وبعض منشآته، ما أدى إلى خروجه عن الخدمة، في إحداث تحول على طابع العلاقة بين النظام السوري وإيران، متوقعًا ألا يخضع رأس النظام السوري بشار الأسد للضغوط التي تمارسها عليه إسرائيل من خلال تكثيف الهجمات، وأن يعمل على منع إيران من مواصلة تهريب السلاح والوسائل القتالية من خلال مطار دمشق وبواسطة الطيران المدني.

4 هجمات إسرائيلية على مواقع إيرانية في مطار دمشق خلال شهرين

وأشار التقرير، الذي نُشر الأسبوع الماضي، إلى أن الأسد يدرك أنه مدين ببقائه في الحكم إلى الجهود التي بذلتها إيران، مما يقلّص من فرص استجابته للضغوط الإسرائيلية، ما يجعل إسرائيل تعي أنه ليس بوسعها إحداث قطيعة بين الأسد وإيران بسبب اعتماد بقاء نظامه على العلاقة معها، لكنها في المقابل معنية بالحفاظ على قواعد اللعبة التي كانت سائدة حتى الآن، وضمنها عدم توظيف الطيران المدني في عمليات تهريب السلاح.

المركز أوضح أن الجيش الإسرائيلي حرص على التسريب لوسائل الإعلام الإسرائيلية أن المسؤول عن عمليات تهريب السلاح من إيران إلى “حزب الله” عبر سوريا هو رضا صفي الدين، القيادي الكبير في “حزب الله”، المتزوج من ابنة قائد “فيلق القدس” بالحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، الذي اغتالته الولايات المتحدة في العراق.

كيف عرّى الجنوب السوري الأسد؟

خلال العامين الماضيين، عملت العديد من الدول العربية، على إعادة علاقاتها بشكل تدريجي مع النظام السوري، من خلال إعادة البعثات الدبلوماسية لدمشق والتي كانت قد سحبتها عامي 2011 و2012.

فبعد تقديم مقاربة اللاورقة من قبل الأردن، نهاية العام الماضي والتي تهدف لدفع نظام الأسد لتغيير سلوكه من أجل التوصل لحل سياسي، جاءت زيارة وزير خارجية الإمارات محمد بن زايد، وتلاها زيارة الأسد نفسه للإمارات في آذار/مارس الماضي، ومؤخرًا عينت البحرين سفيرًا بمرتبة فوق العادة في دمشق.

الدول العربية حاولت من خلال هذه التقاربات إعادة الأسد للجامعة العربية، من خلال إنهاء علاقته بإيران أو الحد منها بشكل كبير، ففي زيارته للإمارات طرح موضوع عودة دمشق للجامعة العربية، كما طرح موضوع التطبيع مع إسرائيل، ولكن لم تمض أيام حتى تم استدعاؤه لطهران ليتلقى أوامر من المرشد الإيراني، بعدم إجراء أي تطبيع مع إيران، وأن العودة للجامعة العربية يجب أن تكون دون شروط، وخاصة الابتعاد عن إيران.

اقرأ أيضاً.. هل بدأت إيران حربها الاستباقية لاستكمال السيطرة على الجنوب السوري؟

ولكن مؤخرًا وبعد أن بدأت الانسحابات الروسية من سوريا نتيجة للحرب في أوكرانيا، بدأت إيران بالتمدد والتموضع مكان القوات الروسية، وخاصة جنوب سوريا، بدأت أوراق الأسد بالتكشف من خلال توجهه الواضح بالارتماء بشكل نهائي في حضن إيران والاستمرار بابتزاز العرب.

التمدد الإيراني في الجنوب، وازدياد عمليات تهريب المخدرات والسلاح للأردن، دفع العاهل الأردني، الملك عبدالله الثاني، ومسؤولين أردنيين لاتهام النظام بتيسير عمليات تهريب المخدرات للإيرانيين، وعلى الرغم من هذه التصريحات استمرت عمليات التهريب، ما جعل الأسد يبدو عاريًا في مواقفه.

اقرأ أيضاً.. الأردن: إحباط أربع محاولات تهريب مخدرات في أقل من شهر

هذه الأحداث أكدت أن الترابط بين الأسد وطهران، هو ترابط متين للغاية، وأقوى من أن تكسره عمليات التطبيع مع العرب، ولكن الأسد يحاول استغلال تواجد الميليشيات الإيرانية في الجنوب، كورقة ضغط يبتز فيها الدول العربية وعلى رأسها الأردن، وهذه الورقة لن يتنازل عنها الأسد.

من الجدير بالذكر أن المحاولات العربية للتطبيع مع الأسد ستبوء بالفشل، وأما نتائجها فستكون سلبية للغاية إذ أنها ستفتح مجالاً لاعتراف أكبر بنظام مارس القتل ضد السوريين على مدى سنوات طويلة، في حين أن علاقاته مع إيران لا تزال مستمرة وبقوة، كما أن الاحتمالات في الجنوب كثيرة ومتنوعة خاصة مع ازدياد عمليات التصفية النوعية في الأيام الأخيرة، والتي تدل على أنّ تطورًا ما سيحصل في المنطقة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى