تقاريرتقارير ميدانية

درعا: الموائد الرمضانية تعكرها الهجرة والفراق

تجمع أحرار حوران – عدنان عبد الله

مضى أحد عشر عاماً على انطلاق الثورة السورية، والتي قدمت الأمهات خلالها أبنائهنّ على مذابح الكرامة والحرية، ومنهم من قضى بالقتل في أقبية المخابرات ومنهم مازال يصارع التعذيب داخل السجون.

تكتوي كثير من الأمهات السوريات بلوعة فراق الأبناء الذين قضوا في الثورة، جراء اعتقال قوات النظام السوري أو الذين مازالو في السجون معتقلين، ومنهم أيضاً من هجروا إلى شتى بقاع العالم.

تسكت أم محمود قليلاً لتزيل الدموع التي خرجت من عينها وتضيف قائلةً، كان يوماً أسوداً ومشؤؤماً لا يمكن أن أنساه حيث قامت قوات النظام باعتقال ابني من أحد الحواجز المحيطة بالعاصمة دمشق أثناء ذهابة لتقديم امتحان في جامعة دمشق منتصف عام 2013 .

هذه الذكريات تعيدها “أم محمود” مع حلول كل رمضان أثناء قيامها بتخضير سفرة الإفطار تجد نفسها وحيده مع زوجها بدون أبنائها، وتلتفت نظرها غرفة محمود، تجدها مغلقة بعيده عن أحلامها التي كانت تخطط لها قبيل اعتقاله.

وتستذكر ابنها محمد أيضاً الذي هاجر من سوريا إلى إحدى الدول الأوروبية بعد فترة وجيزة من اعتقال أخيه خوفاً من مواجهة نفس المصير.

اقرأ أيضاً.. الانتهاكات بحق النساء في سوريا.. أمثلة من محافظة درعا

ويقول محمد لتجمع أحرار حوران “في أيام رمضان أتكلم مع والدتي بشكل يومي لأخفف عنها الحزن وآلام الفراق ويختم بقوله لا شيء يعوض والدتي عن أخي محمود مهما فعلت”

اعتقلت قوات النظام السوري مئات الشباب وزجتهم في السجون، وغيبت مصيرهم، وتُركت أمهاتهم يبكين حزناً وشوقاً ،وفي رمضان مناسبة لتتذكر الأمهات أبنائهن الذين سرقت حريتهم دون معرفة مصيرهم أو أخبارهم، ويعشنّ على أمل للقاء قريب يجمعهن مع فلذات أكبادهن .

وساهم التهجير القسري الذي فرضه النظام بعد سيطرته العسكرية على محافظة درعا في تموز 2018، بتفكك عشرات العائلات، حيث تشعر الأمهات بالاغتراب رغم تواجدهن ضمن جغرافية سورية واحدة لكن تختلف القوى المسيطرة عليها، حيث يوجد لكل منها حدودها الخاصة.

تقول “أم سامر” البالغة من العمر( ٤٩ عاماً) والتي تعيش في مدينة درعا بعيده عن ابنها الذي هجر من محافظة درعا بعد سيطرة قوات النظام عليها في تموز 2018، أنها تحاول التغلب على شعور الشوق والحنين خلال شهر رمضان من خلال التواصل مع ابنها بشكل يومي عبر برامج التواصل الاجتماعي كي تزيح الهم والحزن عن قلبها قليلاً ،وتسعى لمعرفة حياتهم المعيشية بشكل كامل خلال شهر رمضان.

بينما أوضح ابنها سامر (28عاماً) أنه “لا يمر يوم في رمضان دون الحنين إلى سفرة الإفطار التي كانت تجمعني مع عائلتي قبل سيطرة النظام، يحترق قلبي حين أتذكر، مضت أربعة أعوام على آخر مرة رأيت فيها والدتي التي تشغل تفكيري وكل وقتي”.

اقرأ أيضاً.. التقرير الإحصائي الشامل للانتهاكات في محافظة درعا خلال شهر آذار/مارس 2022 

ويبقى الأمل لدى السوريين يتجدد مع كل بداية عام آخر، وتحقيق مطالبهم بالحرية والكرامة وإسقاط النظام الذي كان السبب الرئيسي في تهجير العائلات وتفكيكها، وهدم أحلامها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى