أخبار

هل اغتيل الطبيب علي السعد أم قُتل بالخطأ؟

تجمع أحرار حوران – سلام عبدالله

في حادثة بدت كأنها مصادفة وعن طريق الخطأ قُتل طبيب الأعصاب الشهر “علي السعد” مقابل مشفى الشرق في درعا المحطة في 26 كانون الثاني/يناير الفائت، برصاص مجموعة محسوبة على جهاز الأمن العسكري بدرعا.

ينحدر السعد من بلدة المزيريب في ريف درعا الغربي، ويعتبر أحد أبرز أطباء العصبية في المنطقة، وسبق حادثة القتل أن تعرض لمحاولة ابتزاز لدفع مبلغ مالي كبير بحسب مصادر خاصة لتجمع أحرار حوران.

ونتيجة لعملية الابتزاز تلك قرر الطبيب علي السعد مغادرة البلاد وبدأ بتجهيز الأوراق اللازمة للسفر قبل الحادثة بعدة أيام.

وكان من المفترض أن يغادر سوريا خلال أيام إلى النمسا حيث يقيم أبناؤه، وأن تغادر زوجته الثانية محافظة درعا إلى العاصمة دمشق وتستقر هناك في شقة اشتراها قبل مدة قصيرة، وتبقى في العاصمة ريثما يتم استكمال أوراقها المطلوبة للسفر.

يضيف المصدر أن السعد تلقى اتصالاً هاتفياً قبل الحادثة بساعة للذهاب إلى المشفى، وبعد وصوله تلقى عدة رصاصات وليس رصاصة واحدة طائشة، إذ يؤكد المصدر أن السعد قُتل بخمس رصاصات استقرت في منطقة البطن والصدر، ما يعني النية المبيتة لقتله.

وأكد المصدر لتجمع أحرار حوران وقوف مجموعة فايز الراضي وإسماعيل القداح “سميقل” خلف عملية قتل الطبيب علي السعد بسبب رفض الأخير طلبهم في معالجة أحد أمراء تنظيم داعش ورفضه الصعود معهم في السيارة، لتندلع فيما بعد اشتباكات بين مجموعة الراضي ودورية لشرطة النظام مقابل مشفى الشرق بدرعا المحطة.

وأفاد المصدر أنه شوهد شخصين من مخيم درعا دخلا إلى بناء مشفى الشرق يسألون عن الطبيب السعد وذلك قبل مقتله بدقائق، إذ رجّح المصدر تبعية الشخصين لمجموعة فايز الراضي.

اقرأ أيضًا.. نصيب: جريمة قتل بسبب خلافات على تجارة المخدرات

وينشط عمل مجموعة الراضي بشكل أساسي في تجارة المخدرات وتهريبها عبر الحدود وتنسيقها الوثيق مع تاجر المخدرات “غسان أبو زريق”، وهو ما يلبّي مصالح إيران في المنطقة بالإضافة إلي وجود مجموعات عديدة أخرى تتبع بشكل مباشر للميليشيات الإيرانية تعمل على تهريب المخدرات لدول الجوار.

غسان أبو زريق – إسماعيل القداح – فايز الراضي

ولفايز الراضي ومجموعته دور كبير في احتواء العديد من القيادات والعناصر المتهمة بالتبعية والتنسيق مع تنظيم الدولة “داعش” وأبرزها القيادي “محمد المسالمة” (هفو) والقيادي “مؤيد حرفوش” (أبو طعجة) المسؤولين عن العديد من عمليات الاغتيال في محافظة درعا، بالإضافة لتقرب الراضي من فرع الأمن العسكري عن طريق غسان أبو زريق.

وتشكل مجموعة الراضي ضغوطاً على نظام الأسد من خلال موقعها الاستراتيجي المحاذي لمعبر نصيب الحدودي، حيث سبق وهاجمت المجموعة حاجزاً للأمن العسكري في أم المياذن ونقاط أمنية أخرى عند بوابة معبر نصيب في 26 كانون الثاني الفائت عقب احتجاز النظام للقيادي اسماعيل القداح، الأمر الذي استدعى لؤي العلي للإفراج عن القداح تلافياً لحدوث تصعيد داخل المعبر.

ويعتبر غسان أبو زريق أحد أكبر تجار المخدرات في محافظة درعا، إذ تربطه علاقة قوية مع قادة من ميليشيا حزب الله اللبناني من خلال زيارته إلى لبنان بشكل كبير، وارتباطه مع ضباط من النظام السوري وأبرزهم رئيس جهاز الأمن العسكري لؤي العلي، الذين يقدّمون التسهيلات له من خلال تمرير شحنات المخدرات من خلال الحواجز، أبرزها حاجز منكت الحطب التابع لجهاز الأمن العسكري.

شاهد أيضًا.. صوتية لعنصر أمني في داعش تثبت علاقة “هفو” بالتنظيم
شاهد أيضًا.. فيديوهات وتسجيلات تثبت علاقة هفو بالتنظيم

وفي نصيب تتواجد أيضاً مجموعة القيادي السابق في المعارضة “عماد أبو زريق” التي تتبع بشكل مباشر لجهاز الأمن العسكري ويتسلّم عناصرها بطاقات أمنية من قبل الفرع ذاته وتعمل لصالح لؤي العلي في المنطقة.

وسبق أن تعرض الطبيب “عمر عبد الحق” لعملية ابتزاز في مدينة درعا مشابهة اضطر على إثرها لمغادرة سوريا.

ورجح المصدر أن تكون إيران هي من أعطت الأوامر بتصفية الطبيب وملاحقة بقية الأطباء والمثقفين المتواجدين في المنطقة، في خطوة لاستكمال مشروعها في السيطرة على المنطقة.

يذكر أن أكثر من 10 أطباء وممرضين قتلوا بعد اتفاق التسوية بطرق مختلفة، وتعرض بعض الأطباء للخطف بهدف الحصول على فديات مالية.

وكان استهداف النظام السوري للمراكز والطواقم الطبية واحداً من أبشع الفظائع التي مورست منذ انطلاق الثورة، ولم تقتصر الاعتداءات على عمليات القصف العشوائي أو المقصود على المراكز الطبية، وما تتسبب به من قتل وجرح للكوادر الطبية، بل تعدى ذلك إلى ملاحقات مدروسة تطول العاملين في قطاع الرعاية الصحية.

وتعاني مناطق سيطرة النظام السوري من نقص كبير في الكوادر الطبية من مختلف الاختصاصات، بسبب هجرة الأطباء نتيجة الظروف الأمنية الصعبة التي تحول دون ممارسة المهنة، إضافة إلى تدهور الأوضاع الاقتصادية والمعيشية.

شاهد أيضاً.. تورط هفّو بتفجير معسكر جيش الإسلام بدرعا
شاهد أيضاً.. تورط هفّو بتفجير مقر البنيان المرصوص بدرعا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى