تقاريرتقارير ميدانية

ليالي رمضان “غصّة” لدى ذوي المعتقلين

تجمع أحرار حوران – معاً من أجل درعا

تتضاعف معاناة أسر المعتقلين في محافظة درعا خلال شهر رمضان، لاسيما الأسر التي فقدت معيلها الوحيد خلال السنوات الماضية، والتي لا تستطيع توفير حاجياتها اليومية، في ظل الأوضاع الاقتصادية السيئة التي تمر بها البلاد.

“أم محمد” هو اسم مستعار لسيدة من مدينة نوى في ريف درعا الغربي، وهي أم لثلاث بنات أزواجهن معتقلين في سجون النظام منذ عام 2012، وتعيش معهن بأوضاع معيشية سيئة للغاية، وصفتها بـ “القاسية”.

وقالت أم محمد “بناتي أصبحن كالأرامل، حيث أنه منذ عشر سنوات لم نحصل على أي معلومة عن أزواجهن، وأنا وبناتي بلا معيل، نضطر للعمل من أجل الحصول على مصاريف الحياة اليومية، ونعيش في بيت بلا أبواب ونوافذ، ونستر أنفسنا بقطع من البلاستيك نضعه عليها لتحمينا من الرياح الحشرات”.

وتسبب الارتفاع الجنوني في الأسعار بإنهاك آلاف العائلات، وزاد غياب دور المنظمات الإنسانية من وطأة الحياة عليهم، مع عدم تمكنهم من توفير احتياجاتهم.

وقالت “سعاد ” 36 عاماً ابنة الحاجة أم محمد، “أخاف أن أموت، ولا ألتقي بزوجي ثانية”، والدموع في عينيها وهي تتحدث عن زوجها المعتقل في سجون قوات النظام حالها كحال مئات الزوجات السوريات.

وتابعت، “مايزيد الألم في القلب هو سفرة رمضان، التي افتقد بها إلى زوجي وإلى اجتماع العائلة على وليمة واحدة تحتوي على أصناف متعددة من الطعام”.

وأوضحت أن شهر رمضان عادة ما تكثر فيه الصدقات، وتتوفر بذلك لقمة عيشهم، لكن بعد سيطرة قوات النظام في تموز عام 2018، أمسى هذا الشنر مختلف، إذ أن غالبية الجمعيات والمنظمات لم تعد قادرة على تقديم المساعدات لهم وغيرهم من أهالي المحافظة.

أما هند 39 عامًا، فهي الابنة الكبرى للحاجة أم محمد، بدورها قالت أنها تعمل مع باقي أخواتها في بساتين الزراعية مقابل القليل من المال، ليستطعن مساعدة بعضهن البعض في تأمين قوت يومهم من الطعام.

“من أقسى توابع اعتقال عائل الأسرة أن تجد الزوجة نفسها أصبحت امرأة وحيدة ومعيلة لأبناء شبه أيتام بعد أن فقدوا التواصل مع زوجها المعتقل”.

ومن جانبها تحدثت ابتسام “33 عامًا” وهي الابنة الثالثة لأم محمد، عن المعاناة خلال شهر رمضان “عم نحضر الطعام على بقايا الحطب وأغصان الزيتون ونجمع أحياناً أكياس البلاستيك وقطع القماش والأحذية القديمة”.

الاعتقال ليس مجرد كلمة عابرة، بل تدمير لحياة شخص عندما يلقى به في واحد من أسوأ الأماكن وحشية في العالم، حيث التعذيب وانعدام الرعاية الصحية والإذلال والإهانة والقتل في نهاية المطاف من جهة، وجحيم لأسرته التي تعاني أهوال وويلات البعد وألم الفراق وضنك العيش وهي تنتظر خروجه من جهة أخرى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى