تقاريرتقارير ميدانية

قبيل العيد غلاء في أسعار الألبسة وضعف القوة الشرائية

تجمع أحرار حوران – معاً من أجل درعا

حرمت الأوضاع الاقتصادية السيئة التي يمر بها الأهالي في المحافظة، وارتفاع الأسعار وانهيار قيمة الليرة السورية، معظم الأطفال في محافظة درعا من شراء ملابس العيد والتي تعتبر من أهم التجهيزات لهم فيه.

وقال مراسل تجمع أحرار حوران أن معظم العائلات وقفت عاجزة أمام متاجر الملابس وخصوصاً التي تمتلك أكثر من طفل واحد، حيث تتراوح تكلفة كسوة الواحد بين 70 إلى 100 ألف ليرة سورية، ما يعادل راتب شهر كامل للموظف لدى المؤسسات العامة في الدولة.

ومن جهته أفاد أحد المواطنين (من طبقة العمال) أنه لم يستطع شراء ملابس العيد لأطفاله الأربعة، واكتفى بملابس قديمة تم شراءها خلال العام الماضي وقام بإصلاح أحذيتهم، كونه يحتاج إلى عمل ثلاثة أشهر لتأمين ثمنها، وذلك بحسب تقديره.

وتابع، “نحن الآن نبحث عن الأولويات الأساسية لتأمين أدنى مقومات الحياة لعوائلنا، كالطبابة والأدوية والمواد الغذائية، في حين أن الملابس والأحذية الجديدة أصبحت من الكماليات”.

اقرأ أيضاً.. درعا :مبادرات أهلية لمساعدة الأسر الفقيرة في رمضان

وأوضح أحد تجار الملابس في حديثه للتجمع، أن حركة البيع والشراء هذا العام انخفضت بشكل كبير مقارنة هذا العام، وأنها تأخذ منحى تنازلي في كل عام، وذلك نظراً لارتفاع الأسعار من المصدر، وذلك بعد غلاء أسعار المواد الأولية والمحروقات.

وأشار التاجر إلى أن معظم الزبائن تدخل الأسواق وتخرج بعد رؤية الأسعار، حيث أن الحركة التي نشاهدها الآن فيها لا تعني أن هناك عمليات بيع وشراء، مؤكداً على حالة الركود التي تشهدها الأسواق على الرغم من أن الأعياد تعتبر من أهم مواسم الملابس.

النظام يعترف بالعجز

كشف رئيس القطاع النسيجي وعضو غرفة التجارة في دمشق وريفها “مهند دعدوش” في تصريحات لإذاعة “شام إف إم” الموالية، أن موسم الألبسة الحالي هو الأضعف منذ ثلاثين عاماً، وذلك خلال العشرين يوماً الأولى من شهر رمضان، حيث سجلت نسب البيع تراجعاً كبيراً نتيجة ضعف القدرة الشرائية للمواطنين.

وأوضح “دعدوش” أنه بعد القرارات الأخيرة المتعلقة برفع الدعم عن نسبة كبيرة من المواطنين، اختلفت توجهات الناس، لتصبح نحو المواد الأساسية والغذائية، عوضاً عن شراء الملابس.

وادعى أن “أسعار الألبسة ارتفعت عن العام الماضي بنسبة تتراوح بين 20-30% وهي أقل بكثير من ارتفاع سعر التكلفة، حيث تضاعف سعر الصرف في المصرف المركزي عن العام الماضي، والكهرباء والضرائب ارتفعت بنسبة 8 – 9 أضعاف، الأمر الذي أثر على بعض الصناعيين وأدى لخروج نسبة منهم من سوق العمل”، في حين رأى الأهالي أن قيمة الارتفاع تجاوزت ال 50%.

اقرأ أيضاً.. سورية دولة عجوز.. والهجرة مستمرة

وأكد “دعدوش” أن قطاع الألبسة هو الأكثر تضرراً وتراجعاً في البلاد، والصناعي يعمل بخسارة، حيث أن الناس يعتبرون الألبسة من الكماليات منذ حوالي 10 سنوات، ويمكن الاستغناء عنها على خلاف المواد الغذائية الأساسية” مشيراً إلى أن الضابط الوحيد للأسعار هو خلق المنافسة بين الصناعيين والتجار والتي تؤدي إلى غزارة الإنتاج وتحسين نوعية المنتَج وتقليل السعر، وكلما كانت العوائق أكثر على الصناعيين يقل العمل ويهاجر التجار وتقل البضاعة فيرتفع سعرها.

الحلويات لن تحضر هذا العيد

قال أحد الأهالي لتجمع أحرار حوران “سنكتفي بتقديم فنجان القهوة العربية للضيوف” في إشارة منه إلى عدم شراء الحلويات وتقديمها للمهنئين بحلول العيد، نتيجة ارتفاع أسعارها.

وبلغ سعر الكيلو الواحد من الكراميل 13 ألف ليرة سورية، والشوكولاتة 30 ألفاً، والملبس 30 ألفاً، والنوغا تتراوح بين 20 إلى 50 ألف بحسب جودتها.

والجدير بالذكر أنه منذ سيطرة النظام على محافظة درعا بموجب اتفاق التسوية في تموز 2018 وعجزه عن تقديم الخدمات لأبناء المحافظة، انتشر الفقر بشكل كبير وانعدمت فرص العمل للبشان، وخصوصاً مع خسارة المحافظة عشرات المنظمات والجمعيات الإغاثية والدولية التي كانت تقدم الرعاية والخدمات لمئات الآلاف من المدنيين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى