مقالاتمقالات رأي

#أيلول موعدنا ومدارسنا مناهل علم رغم الحروب

درعا : الأربعاء / 6 أيلول 2017
سيرين الحوراني – تجمع أحرار حوران
 
موعدٌ مع أيلول من كل عام يلتزم به الجميع من طلاب ومعلمين وكوادر تعليمية في الداخل السوري، ليبدؤوا سنة دراسية جديدة، لعلها تكون أفضل من سابقاتها من السنوات الماضية ..

توجه الآلاف من الطلاب  اليوم الأربعاء في السادس من أيلول إلى مدارسهم، و في قلوبهم حزن وخوف يغلفه الأمل في بناء مستقبل قريب .. فهذه السنة حصيلة لعدة سنوات متعبة و مرهقة خاصة وأنّ تلك المدارس بطلابها كانت هدفاً لقوات الأسد، وكثيرٌ من أصدقائهم ومعلميهم قضوا تحت القصف ..

ورغم قصف قوات الأسد للمدارس والمؤسسات التعليمية إلا أنّ الطلاب والمدرسين ما زالوا يلتحقون بمدراسهم وكل منهم يعلم أنّه مشروع شهيد بعد كسر حاجز الخوف في داخلهم ..

وأضحت مشكلة التعليم مادية بحتة، يقع جزءٌ منها على عاتق بعض المنظمات التي تدعم التعليم في الداخل، ولكن قوات الأسد تمنع دخولها كنوع من الحصار والتضييق، وأثبتت تواجدها حصرياً في مناطق سيطرة قوات الأسد فضلاً عن تبعية جميع المدارس في المناطق المحررة إلى مديريات تربية نظام الأسد، ذلك السبب الذي يجعلها تمارس التضييق أكثر من خلال منع دخول أي دعم تعليمي إليها مثل الوسائل التعليمية، أو القرطاسية أو غيرها، أو حتى إدخال مادة المازوت مع بداية فصل الشتاء مما زاد من ثقل العبء المادي في التعليم على كاهل المدنيين في المناطق المحررة ..

تواجه المدارس في الداخل عدد من الصعوبات و أهمها :
 نقص في عدد المدارس المؤهلة للتعليم بسبب قصف النظام الممنهج واستهدافها وخروج العديد منها عن الخدمة ..
 وكذلك نقص الكوادر التعليمية بسبب الهجرة أو النزوح أو الاعتقال أو عمليات الفصل من التدريس أو سوق العديد من المدرسين إلى الخدمة العسكرية ..

وعدم قدرة استيعاب بعض المدارس لعدد الطلاب بسبب عمليات الهجرة والنزوح في الداخل لبعض البلدات والقرى..
كما أنّ عدم تواجد الكتاب المدرسي بمتناول الجميع بسبب التضييق الذي يمارسه نظام الأسد عن طريق مديريات التربية على المدارس في المناطق المحررة اضطرت العديد من المدارس إلى إعادة استخدام الكتب البالية و المنسقة ..
أما ارتفاع اسعار المواد التعليمية فقد زاد من عبء التعليم على كاهل الأهل وأرغمهم على إجبار أبنائهم على ترك الدراسة والتعليم مرحلياً ..

ونلاحظ أن هناك حصار خانق  يفرضه نظام الأسد في الداخل السوري، حتى على بعض الحقوق المقدسة كحق التعليم سعياً منه في إبقاء الداخل بحالة من الجهل و التخلف و لكن السوريين في الداخل واجهوا كل هذه التحديات و أثبتوا تفوقهم و إبداعهم حتى في التعليم رغم كل الصعوبات و التحديات المفروضة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى